السبت 4 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عرســـان «الغــــبرة»؟!

الحقيقة أن عرسان الصالونات فى العموم.. يمكننا أن نحكى عنهم قصصًا قد تملأ كتبًا! لكن بشكل خاص العرسان التى تتعرض لهم الفتاة الأربعينية.. هم دلالة على كيف يرى المجتمع الفتاة الأربعينية التى لم تتزوج بعد.



 

نماذج عجيبة

النموذج الأول: والأغلب هو الستينى الأرمل أو المطلق، كبر أولاده وزوَّجهم، ويعيش وحيدًا، بدأت الأمراض تتسرب لجسده، فماذا يفعل؟! يبحث عن امرأة عفيَّة تخدمه.. وهذا أوفر من استئجار ممرضة أو ممرض بمبلغ وقدره شهريًا!

وبالطبع هى أربعينية، أى أن قطار الزواج عدَّى وفات، لذا ستكون طلباتها حنينة، وأحلامها بسيطة، بل لن تجرؤ أصلاً على أن يكون لها أحلام.. فليه لأ؟!

النموذج الثانى: لو كانت الفتاة صاحبة مال وأملاك.. فيمكن أن يكون من نصيبها الأربعينى الفاشل.. الذى عاش عمره كله بلا هدف أو عمل ولا يملك لا شقة ولا حتى مَهرًا أو شبكة.. ويريد أن يتزوج.. هنا يضطر حضرته للتنازل والتقدم لامرأة فى سنِّه.. بشرط أن تكون «مِعَرِّشَةَ» كما يطلق عليها العامة.. فهى تملك الشقة، والمال، والعمل.. وهو مميزاته كلها تنحصر أنه رجل، عملًا بالمَثل القاتل «ضل رجل ولا ضل حيطة».

النموذج الثالث

هذا النوع هو النوع المرفوض.. بمعنى أنه عاش طوال حياته يتقدم ويضع شروطا ويرفض أى شروط وبالطبع يتم رفضه.. فهذا الشخص يرى أنه الأفضل من الكل.

وأنه كنز ثمين لا يُقَدَّر بثمَن، فمن حقه أن يكون «سى السيد» فهو يريدها لا تعمل.. تهتم به فقط وببيتها، وإذا سألته هل أنت ماديًا قادر على تعزيزها وتحمُّل نفقاتها واحتياجاتها دون أن تعمل.. يكون رده «تعيش على أدّى»!

عندما تكبر سنّه ويصبح فى أواخر الأربعينيات.. يضطر للزواج من أربعينية يعتقد أنه سيستطع السيطرة عليها لأنها ظروفها «صعبة»!

النموذج الرابع

البخيل.. ممكن هذا الشخص يكون فى أى سن أربعينى.. خمسينى.. ثلاثينى.. لكنه يرى أنها فرصة.. أيضًا من باب أن شروطها لن تكون صعبة أو أنها لن تشترط أصلًا!

وتكون كلمته الدائمة «إيه لازمته؟!».. يعنى لو طلبت مَهر «إيه لازمته؟!» على أساس أنها يجب أن ترضى بأى عفش والسلام!، لو طلبت «شبكة» «إيه لازمتها؟!» فخاتم الخطوبة أو الزواج كفاية بل كثير بالنسبة له.. ممكن جدًا يطلب من والدها إحضاره لها.. كفاية أنه هيفرح بيها!!

«فستان الفرح».. «إيه لازمته؟!» ما تلبس أى فستان أبيض من الدولاب! هى لسّه عايزة تلبس فستان فرح؟! فاكره نفسها لسّه صغيرة؟!

 

 

 

النموذج الخامس

المُطلق المخلوع تحديدًا.. ده رامى نفسه.. عايز يتجوز بأقل التكاليف.. وعنده من الخبرة والتناحة ما يجعله قادرًا على أن يجعلها هى من تخلعه، أى دون مؤخر وقايمة وكل قائمة الطلبات ما بعد الزواج.

وهذا شخص لا يمانع... تطلب منه قايمة.. يقولك وماله.. تطلب مؤخر كبير.. يقولك وماله بس اكتبه فى وصل أمانة بره عشان المأذون مايقبضهوش.

أى طلب يخص الأمان عند الطلاق، لا يمانع فيه إطلاقًا مطلقًا.

النوذج السادس

هذا نموذج يقل وجوده، وهو الأصغر سنًا.. غالبًا ما يكون مفتقدًا للحنان، أو له تجارب كثيرة ممن هى فى سنّه وفشلت، مشكلته.. إنه لا يعى تمامًا أن هذه المرأة أكبر منه على عدة مستويات.. خبرة وسنًا، ويكون عنده دائمًا حاجة ليشعر أنه المسيطر فى العلاقة، فتجده دائمًا يأمر لا يطلب.. ويحب أن يسمعها وهى تقول «حاضر»!

يحب أن يغضب حتى تصالحه.. وذلك على أتفه الأسباب!

هذا ليشعر أنه الأقوى والأكثر سيطرة!

يتعامل معها على أنها لا تفقه شيئًا فى أى شىء.. فدائمًا يحب توجيهها.. الحقيقة هذا النوع يمكن التعامل معه لو كانت الفتاة صبورة وذكية.. وعندها القدرة أن تتعامل معه على أنه طفل.. «تعتبره زى ابنها»!

بالطبع.. توجد نماذج جيدة.. ولكن نحن نضع أيدينا فقط على بعض السلبيات الموجودة.

لا أعلم تحديدًا سببًا لاعتبار الفتاة منتهية الصلاحية عند وصولها للأربعين، ولا أعلم ضرورة لوضعها فى خانة اليك حتى تقبل بالزواج للزواج وخلاص!

الزواج سَتر بالطبع، ووَنس، وسَكن، ومَودة.. لكن هذا ادعى للتدقيق فى الاختيار. ورغم أن المجتمع يرى بعينيه أن نسبة الطلاق أصبحت مهولة إلا أنه يصر على الفكرة بغض النظر عن الاختيار!

لا يكف عن الاتهامات سواء للرجل أو المرأة غير المتزوجات!

يصل لحد اتهامها بالشذوذ!

أليس من الشذوذ الزواج بغرض الحصول فقط على لقب متزوج، أو الهروب عن لقب عانس، أو الاختباء من نظرات واتهامات المجتمع؟!