الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
أحبك.. من يقولها أولاً؟

أحبك.. من يقولها أولاً؟

أحبك..



من يعلنها أولًا.. الولد أم البنت.. الرجل أم المرأة؟

سؤال شغل الأكاديميين فى إحدى جامعات بريطانيا، فأجروا دراسة بحثية عالمية شملت سبع دول، هى بريطانيا وفرنسا وبولندا وأستراليا والبرازيل وشيلى وكولومبيا.. وكانت النتيجة أن الرجل هو الذى يبادر إلى إعلان المرأة بالحب.. على الرغم من كل أفلام هوليوود التى تقدم لنا المرأة ككائن أكثر عاطفية من الرجل.

 

ففى ست دول من السبع التى جرت فيها أبحاث جامعة ألبرتى فى مدينة داندى الاسكتلندية فى بريطانيا.

هذه الكلمة السحرية تفتح أبواب حياة جديدة، وتغير نظرة الأفراد إلى الحياة والمستقبل، وتشعر طرفى العلاقة بالمسئولية والمشاركة والاندماج فى خططهما للأيام القادمة والعمر كله.

أما الدولة السابعة وهى الاستثناء هنا، فكانت فرنسا، حيث تساوى الرجال والنساء فى القدرة على المبادرة بإعلان الشريك بالحب.

أجريت الدراسة البحثية على 1092 امرأة و330 رجلاً حول علاقاتهم العاطفية الحالية، بإشراف أكاديمى من الدكتور «كريستوفر واتكينز» ومعاونة فريق كبير من الباحثين.

وسئل كل واحد وواحدة ممن جرى استطلاعهم فى البحث وعددهم 1422 الجنسين: عندما بدأت التفكير فى إعلان مشاعرك، من منكما كان صاحب المبادرة؟

من أعلن الحب أولًا.. من قالها: أحبك.

وكم من الوقت استغرق الأمر لإعلان الحب؟

 وكيف كان استقبال الطرف الآخر؟

وتوصلت الدراسة إلى أن الرجال هم الأكثر ميلاً للشعور بوقوعهم فى حب النساء، وأن الأمر يستغرق منهم حوالى 70 يومًا منذ بدء العلاقة قبل أن يشعروا بأنهم فعلاً فى حالة حب، وهذا يسبق النساء بأسبوع كامل، فقد تبين من الدراسة أن المرأة فى المتوسط، تشعر أنها وقعت فى حالة حب بعد 77 يومًا من استمرارها فى العلاقة.

لكن الأمر يحتاج منها إلى شهر كامل آخر بعد ذلك، لتتمكن من استجماع شجاعتها وتبادر بأن تقول لرجلها: «أحبك»!

ورصدت الدراسة أن الجنسين يكونان فى حال من السعادة عند تلقى هذه الكلمة السحرية.

ويقول المشرفون على الدراسة إن هناك عاملاً نفسيًا يتصل بالعقل الباطن له علاقة بنسبة تواجد النساء فى المجتمع، فى الدول السبع التى أجريت فيها هذه الدراسة وهى أستراليا والبرازيل وشيلى وكولومبيا وفرنسا وبولندا وبريطانيا.

 

 

 

 

ففى الأماكن التى يزيد فيها عدد الرجال على عدد النساء، يكون هؤلاء الرجال السعداء بما فيه الكفاية لإقامة علاقات عاطفية، ميالين للإسراع فى إعلان شعورهم بالقول لشريكاتهم: أحبك، وذلك لوقف أى محاولة من رجال آخرين للتقرب من حبيباتهم!

وعمومًا.. لوكانت هناك منطقة تضم عددًا من النساء أكثر من الرجال، فإن الإعلان عن الحب يكون أسرع بهدف التعمق فى العلاقة بسرعة، كما كشفت الدراسة.

نوع آخر من.. الحب!

لوقت طويل كنت أتصور أن منصة «تيك توك» الإلكترونية التى تستعرض فيديوهات قصيرة مدتها دقائق.. ليست إلا وسيلة تلجأ إليها البنات المراهقات للتعبير عن رغبتهن فى حب الظهور، والتميز بالجمال والحيوية وخفة الدم والرشاقة والدلع.

معلومات توافرت لدى سماعى، ومن خلال الصحف والمجلات، فلم يحدث أبدًا أن اطلعت على هذه المنصة المشهورة عالميًا.

إلى أن قرأت هذا الأسبوع أن «تيك توك» وهى موقع صينى أصلاً، دخلت مجال الترويج للموسيقى وتشجيع المواهب الجديدة فى هذا المجال.. فتغيرت صورته عندى، لكن حكاية مراهقتين بريطانيتين شقيقتين أحدثت تغييرًا جوهريًا فى صورة «تيك توك» من موقع هزلى يشجع البنات على الدلع والرقص والميوعة.. إلى مركز مهم للتأثير على ملايين البنات والأولاد من المراهقين والمراهقات حول العالم.. وتشجيع الجميع على حب القراءة.

ميريل (16 سنة) وشقيقتها الأصغر إيلودى (14 سنة)، تحبان القراءة وقد أنشأتا ركنًا صغيرًا على موقع «تيك توك» فى السنتين الماضيتين خلال فترة العزل الصحى فى البيوت بسبب تفشى كورونا، أطلقتا عليه اسم  «بوك توك» باستبدال كلمة «تيك» لتحل محلها كلمة «بوك» أى (كتاب) وكانتا فى كل مرة تقدمان فى فيديو قصير عرضًا ملخصًا لكتاب أعجبهما.. وبدأ هذا الركن المتواضع يلقى اهتمام ومتابعة الصبيان والبنات.. بالآلاف، ثم بالملايين.. فقد حقق كل فيديو قدمتاه إقبالاً بلغ متوسطه 200 ألف متابعة.

وتشير الأرقام إلى أن عدد المشاهدات بلغ الآن ما مجموعه 4 مليارات و300 مليون مشاهدة.

وأصبحت المراهقتان الصغيرتان من أكثر الشخصيات نفوذًا فى وسائل التواصل الاجتماعى بفضل فكرتهما البسيطة التى أقدمتا عليها لمجرد تسرية الوقت خلال أزمة كورونا.

ومن بين أفضل الفيديوهات التى نشرت فى ركنهما «بوك توك» فيديوهات عن «تولستوى.. ورائعته «آناكارينينا».. و«جين أوستين».. لكن الفيديو الذى قدمتاه عن رواية قصيرة للنشء بعنوان «كنا كذابين» من تأليف «إى. لوكهارت» هو الذى لفت انتباه الناشرين ووكلاء النشر إليهما على جانبى المحيط الأطلنطى، فالرواية التى نشرت لأول مرة فى أمريكا سنة 2014 لم تلق رواجًا يذكر، لكن الفيديو الذى أعدته الشقيقتان الإنجليزيتان «ميريل» و«إيلودى» عن هذه الرواية شاهده أكثر من 7 ملايين مشاهد، ما جعلها تقفز إلى المركز الأول فى قائمة أكثر الكتب رواجًا «بست سيلرز» التى تنشرها جريدة «نيويورك تايمز».

تقول «إيلودى»: السرعة المذهلة التى انتشرت بها فيديوهاتنا عن الكتب، أدهشتنا.. فخلال أسابيع قليلة كنا نلقى عشرات الآلاف من المشاهدات ثم أصبحت بالملايين.. لقد قلبت تفكيرنا الحالة التى تطورت إليها فكرتنا البسيطة، وكيف شجعت فيديوهاتنا عن الكتب والروايات، الناس على حب القراءة والإقبال على شراء الكتب التى تحدثنا عنها فى «بوك توك».

أما «ميريل» التى تتطلع للالتحاق بجامعة أوكسفورد أو كامبريدج، بعد الثانوية العامة، فتقول إن زميلاتها وزملاءها فى المدرسة يطلقون عليها «بوك جيرل» (فتاة الكتب) وتضيف: نحن نحب أن نرى المزيد من الشباب يقعون فى حب القراءة ويستمتعون بها.