الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الستات السبب؟!

العديد من الوظائف مرتبطة بالأعمال المنزلية برع فيها الرجال وتفوقوا على النساء فى نفس الوقت الذى يرفض الرجل بشدة المساهمة ولو بقدر ضئيل فيما يتقنه خارج البيت ..جوَّه البيت! لذلك السؤال الذى يشغل ذهن زوجات كثيرات هو: لماذا ينجح الرجال عادة فى وظائف النساء، بينما ممارسة أعمال وظائفهم فى البيت مستحيلة؟!



 

 حرف مثل الطبخ وتقديم الطعام «السفرجي»، والخباز والحلواني، وتنظيف الملابس والقهوجى يعمل فيها أمهر الرجال.

 

 

 

لماذا يشعر كثير من الرجال «بشيء غلط» لو مارسوا ما يعرفونه من مهارات عن تلك الحرف فى بيوتهم ؟! والأهم لماذا تنتقدهم تيارات اجتماعية مختلفة لو مارسوها فى البيت، بينما هى نفس الفئات  التى تشيد بحرفية الرجال فى تلك الحرف؟!

تناقضات واضحة 

 يقول د. إبراهيم مجدى أخصائى الطب النفسى: إن هذه الأفكار تسجل تناقضا ملحوظا فى أفكار بعض الرجال، إضافة لتفكير بعض النساء أيضا وهو يرجع إلى الثقافة المجتمعية  وهى عنصر مؤثر فى أفعالنا وسلوكياتنا وتصرفاتنا اليومية. 

 يضيف : «فى مجتمعنا السائد فكرة «القوامة» بتفسيرات خاطئة وتعنى فى بعض البيئات أن الرجل لا يقوم بفعل أى شيء داخل المنزل لأن المرأة هى المنوط بها القيام بكل الأدوار وأى من متطلبات الزوج أو البيت هو من صميم اختصاصها وواجبتها.

هذه الفكرة تنطلق من أن الرجل مطلوب  منه البحث عن الرزق والإنفاق وبالتالى عندما يعود للمنزل فإن واجب كل من فى البيت العمل على راحته.

هذا التقليد المنتشر لدى فئات مختلفة لا يشجع الرجل الطباخ الماهر خارج البيت على المساعدة فى المهام  المنزلية كالطبخ أو حتى إعداد المشروبات لنفسه حتى وإن كانت وظيفته الأساسية.

 يكمل د. إبراهيم : وللأسف الأعراف والعادات  والتقاليد والثقافة  المتوارثة الخاطئة عبر الأجيال تلعب  للآن دورا كبيرا فى مثل هذه المسائل، لدرجة أن بعض الرجال يرون أن الطهى أو ترتيب البيت «حاجات ستات» لا يجوز للرجل الاقتراب منها مطلقا، لكن لا ننكر أيضا على أرض الواقع يوجد رجال مثقفون بالقدر الكافى يقومون بالعديد  من الأعمال المنزلية ويساعدون فى مهام المنزل».

جانب آخر أوضحه وهو أن الرجل عندما يعمل فى بعض الحرف  خارج المنزل يكون لديه رفض داخل  المنزل من منطلق الاختلاف فى الحياة ودعم إحساسه بأن هناك شركاء له فى الحياة عليهم مسئوليات تجاهه، وبالتالى لن تصبح لديه الرغبة فى ممارستها مرة أخرى  داخل بيته تجنبا للملل والتكرار.

من جانبه يرى د. مدحت عبدالهادى استشارى العلاقات الأسرية والزوجية، أن الرجل عندما يعمل فى الطهى أو الكى أو التنظيف  أو تحضير وتقديم المشروبات، يعمل فيها من  منطلق أنه رب أسرة وباعتبارها مصدر رزق ومجال عمل لتحقيق الذات.. وليس من قبيل مساعدة الآخرين أيا كانت صفاتهم».

 

 
 
.. فى المنزل
.. فى المنزل

 

 

 

يضيف عبدالهادى :هذه القضية متعلقة بالموروثات الثقافية ومعروف أن تغيير ثقافة المجتمع كله مرة واحدة أمر صعب ومعقد، لذلك فبعض الرجال فى مجتمعنا لديهم  قناعة تامة بأن الزواج يحتم على الزوجة خدمة الزوج وبالتالى فإن أية مشاركة رجالية فى عمل الست  تثيرفي ذهنه ارتباطا فى المعادلة الذكورية.

يضيف : أغلب الرجال ليس لديهم ذنب فى هذه الفكرة لأن الذنب ذنب المجتمع الذى أكسبه مثل هذه المفاهيم، فالمجتمع مجموعة من المحيطين الذين ورثوا تلك الفكرة لذلك فمسألة قيام الرجل بمهام كالطهى وكى الملابس وتحضير المشروبات وتنظيف المنزل لا تزال من «التابوهات» عند البعض، والخوف والخجل نابع من أنها فكرة جديدة فى عقله.

 

.. فى العمل
.. فى العمل

 

حسب د. مدحت كثير من الأزواج يحتاج إلى من يوجهه ويعلمه وهى مسئولية الزوجة فى تمرير أفكار جديدة لذهن زوجها بهدوء ففكر وعقلية البنى آدمين مثل المكتبة، فالدماغ الموجودة لدى أى شخص تعمل حسبما يسمى «ترتيب المخ» فالمخ يرصص ويرتب الأفكار على أرفف مثل أرفف الكتب، وهذا الترتيب يتحكم فى السلوك ومع التراكمات للأفكار فى المخ وتنظيمها لذلك ينشأ عند الفرد سلوك معين، وعندما نبدأ فى حذف أو إضافة فكرة معينة نجد سلوكا جديدا فى نفس الشخص».

من جانبه يقول د. جمال فرويز استشارى الطب النفسى أن كثيرًا ما تكون الزوجة السبب فى مفاهيم زوجها فى هذا الأمر، بعدم قبولها فكرة تواجد الرجل  من خطتها لأعمال البيت. 

 يكمل: لأن سيدات كثيرات يرفضن فكرة طبخ الرجل فى البيت حتى ولو هذا أعظم طباخ بره .

الأسباب مختلفة منها شعورها بأنه يأخذ دورها أو ربما يزاحمها فى مسئولياتها فهى ترى أنها ملكة متوجة فى البيت وصاحبة الحق فى تسيير جميع أموره وعندما يبدى الرجل رغبته فى طبخ أو كى أو تنظيف تشعر وكأنه انتقص من حقها، حتى ولو وافقت بعد إلحاح فإنها تظل تعتبر ذلك حدثا استثنائيا وعارضا لا يمكن اعتماده كقانون. 

يحكى د. جمال عن نوع آخر من السيدات يري أن أسلوب الزوج مهما كان منظما فهو فوضوي ومجرد دخوله المطبخ يربك ترتيباتها.