بين الإنسانية والكوارث الطبيعية
10 أفلام تتنافس على أوسكار 2022
تقرير: جينا مقبل
يترقب كل عام محبو السينما فى العموم وصناع السينما والفنانون على الأخص الحدث السينمائى الأكبر «حفل جوائز الأوسكار» وتمتلئ مواقع التواصل الاجتماعى بالكلام عن الأفلام المرشحة وعن التوقعات، وقد يصل الأمر إلى الجزم بأن ذلك الفيلم أو ذلك الممثل هو الحاصل على الجائزة، ودائمًا ما تحدث المفاجآت وتخيب التوقعات.
ولكن كل المفاجآت لم ولن توقف لعبة التوقعات عند المشاهدين الذين أصبحوا يجلسون موضع الناقد السينمائى خاصة مع سهولة مشاهدة الأفلام سواء على المنصات الرسمية مثل Netflix أو على مواقع الأفلام المقرصنة. مسرح الـDolby
تقام احتفالية الأوسكار هذا العام كعادتها فى الأعوام الأخيرة على مسرح الـ Dolby بلوس أنجلوس مساء الأحد 27 من مارس الجارى، يميز أوسكار هذا العام هو التنوع الموجود ليس فقط فى موضوعات الأفلام، ولكن أيضًا فى نوعيتها «genre» ما بين الدراما والاستعراضى «musical» والخيال العلمى، بالإضافة إلى التنوع فى جنسيات صناعها، ويتنافس على جائزة أفضل فيلم وهى الجائزة الأهم 10 أفلام.

تضم قائمة الأفلام المتنافسة على جائزة أفضل فيلم هذا العام فيلم Don't look up، وهو الفيلم الأكثر مشاهدة فى الوطن العربى من بين الأفلام المتنافسة بسبب وجوده على منصة نت فليكس، بالإضافة إلى شهرة أبطاله، وهو من إخراج وكتابة وإنتاج آدم مكاى ويعتبر الفيلم من نوعية أفلام الكوارث «Apocalypse» والكوميديا السوداء، إذ إنه يسخر بطريقة غير مباشرة من الحكومات والأنظمة السياسية ومشاهير الفن لعدم اكتراثهم بكارثة التغير المناخى والتى قد تؤدى إلى دمار الأرض.
وسجل الفيلم الرقم القياسى فى عدد ساعات المشاهدة على منصة Netflix فى أول أسبوع بعد طرحه، ويضم الفيلم مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم ليوناردو دى كابريو وميريل ستريب وجينفر لورانس.
ومن ضمن الأفلام المتنافسة والمتاحة أيضًا على Netflix فيلم «قدرة الكلب» «The Power of The Dog» من إخراج وتأليف النيوزيلندية جين كامبيون والفائزة بجائزة الأوسكار عام 1994 عن أفضل سيناريو معد للسينما عن فيلم «البيانو»، يندرج تحت نوعية أفلام الغرب الأمريكى والسيكودراما، وينافس أيضًا بطله البريطانى بينيديكت كامبرباتش على جائزة أفضل ممثل فى دور رئيسى.

مخرج الفك المفترس يحن إلى الرومانسية
تضم القائمة أيضا فيلم West Side Story «قصة الحى الغربى»، وتعد التجربة الأولى للمخرج الأمريكى ستيفن سبيلبرج فى إخراج الأفلام الاستعراضية الرومانسية، والفيلم مأخوذ عن المسرحية الاستعراضية التى تحمل نفس الاسم، ويعد المعالجة السينمائية الثانية لذات النص بعد المعالجة السينمائية الأولى فى 1961 والتى أخرجها روبرت وايز.
ومن بين أبطاله راشيل زيجلر، وهى نصف أمريكية ونصف كولومبية وآريانا ديبوس وهى أمريكية لاتينية من أصول إفريقية، ويعتقد أن الأفلام التى تضم فى قائمة أبطالها ممثلين ذوى أصول متنوعة أو بشرة ملونة خاصة من النساء سيكون لها وجود أساسى فى السنوات القادمة، خاصة بعدما أصدرت الأكاديمية فى سبتمبر 2020 قائمة جديدة للشروط التى يجب توافرها فى الأفلام المرشحة، ومن بين تلك الشروط وجود فنانين من أصول عرقية مختلفة وذوى بشرة ملونة ونساء فى أدوار أساسية أمام الكاميرا أو خلفها تماشيا مع قيم المجتمع الأمريكى التى تحث على احتواء وإشراك الكل خاصة الأقليات والنساء وتماشيًا مع ما تتبناه مبادئ الصوابية السياسية من احترام ومحاربة أى صورة من صور التهميش لأى من أصحاب الأصول أو المعتقدات أو الميول المختلفة.

السينما الآسيوية تنافس بقوة
تضم القائمة أيضا الفيلم اليابانى Drive my car «قد سيارتى» للمخرج ريوسوكى هاماجوتشى ومأخوذ عن قصة للكاتب هاروكى موراكامى تحمل نفس الاسم والعرض الأول للفيلم كان فى مهرجان كان، وقد تنافس على السعفة الذهبية وهو أول فيلم يابانى ينافس على جائزة أفضل فيلم فى تاريخ الأكاديمية، بالإضافة إلى منافسته على جائزة أفضل فيلم أجنبى.
أما المخرج المكسيكى جيلرمو ديل تورو الحائز على الأوسكار عام 2018 والمعروف بالأفلام ذات الأجواء الغريبة والشخصيات غريبة الأطوار فيعود للمنافسة بفيلمه «الزقاق الكابوسى» Nightmare Valley وهو فيلم سيكو دراما وإثارة، تأخذ أحداثه الطابع الكئيب وسط أجواء الكرنفالات المتنقلة.
يتنافس أيضًا على الجائزة الفيلم الدرامى البريطانى الأيرلندى «بلفاست» Belfast إخراج كينيث براناه و«كودا» Coda إخراج المخرجة سيان هيدر وهو النسخة الانجليزية للفيلم الفرنسى «لا فاميل بيليى» La famille Belier والفيلم يضم ثلاثة من الممثلين فاقدى السمع.

وفى إطار التنوع الذى يميز أوسكار هذا العام يتنافس فيلم الخيال العلمى والمغامرات «ديون» Dune لمخرجه دينيس فيلينيف وفيلم السيرة الذاتية «الملك ريتشارد» ويحكى قصة والد بطلتى التينيس فينوس وسيرينا وليامز والفيلم الكوميدى «ليكوريس بيتزا» Licorice Pizza إخراج بول توماس أندرسون.

باولو سورنتينو ينافس كعادته
أما جائزة الفيلم الأجنبى والتى طالما حازت على اهتمام خاص من صناع السينما فى الوطن العربى فيتنافس عليها خمسة أفلام وهى الإيطالى «يد الله» لمخرجه الشهير باولو سورنتينو واليابانى «قُد سيارتى» والدانماركى «الهروب» Flee والنرويجى «أسوأ شخص فى العالم» ومن البوتان «لولانا» Lulana: A Yak in the classroom.

أما الفيلم العربى فلا وجود له هذا العام ويبقى السؤال: هل قلة مشاركة الأفلام العربية ترجع لعدم قدرتها فنيًا وتقنيًا على المنافسة أم لأسباب سياسية أو أسباب أخرى تتعلق بالموضوعات التى تفضلها لجان الأكاديمية ضمن أجندتها؟