الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

قوات حرس الحدود الطبية

«الحجـر الصحـى» فى مهمـة وطنيـة

فحص القادمين من الخارج تطبيقا للإجراءات الإحترازية
فحص القادمين من الخارج تطبيقا للإجراءات الإحترازية

الحجر الصحى،  هو «حرس الحدود» الطبى حامى الأمن القومى الصحى لمصر، لما يقدمه من دور حيوى ووطنى عبر كل المنافذ الحدودية، برية، أو بحرية، أو جوية، لحماية الوطن والمواطن من أى مرض وبائى أو مسببات للعدوى، كما أنه يستجيب لأى طوارئ صحية على الفور، ليس لأسباب وبائية أو بيولوجية فقط، ولكن أيضا لأى مواد كيميائية أو نووية أو إشعاعية، كما يقوم بتدريب العاملين به، والجهات المشاركة بصفة دورية، على كيفية التعامل والاستجابة السريعة والدقيقة لأى أحداث صحية طارئة.



 

 وفى ضوء مستجدات الموقف الوبائى لفيروس كورونا عالميًا، مؤخرًا، أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، على تحديث اشتراطات وضوابط الدخول إلى الأراضى المصرية، عبر نقاط دخول الحجر الصحى فى المطارات والموانئ البحرية والمعابر البرية، لتسهيل إجراءات الوافدين وحفاظًا على مكتسبات الدولة فى مواجهة الجائحة.

 

 

د. أيمن إمام
د. أيمن إمام

 

واشترطت السلطات لدخول البلاد حصول الوافدين على أى من اللقاحات المضادة للفيروس، سواء كانوا مصريين أو غير ذلك، ومرور 14 يومًا على التطعيم قبل الوصول، أو شهادة تفيد سلبيته لفيروس كورونا، من خلال إجراء أى من الفحوصات المعتمدة من قبل وزارة الصحة وهى 3 أنواع من التحاليل، «PCR» أو «ID NOW» أو ، «Antigen Rapid Test»  خلال 72 ساعة  قبل الوصول، ويستثنى الأطفال أقل من 12 سنة، وفى حال عدم مطابقة شهادتى التطعيم أو الفحص التى يحملها الوافد طبقًا للضوابط المقررة، يتم إجراء اختبار Antigen Rapid، وفى حالة إيجابية الفحص بالنسبة لغير المصريين، يتم تأكيد الفحص المعملى باستخدام اختبار ID NOW.

بيئة صحية

 وقال الدكتور أيمن إمام مدير عام إدارة الحجر الصحى بوزارة الصحة والسكان، لـ«صباح الخير»، إن طبيعة عمل الحجر الصحى،  مستمرة على مدار الساعة فى كل المنافذ، وليس كما يظن البعض أنه يعمل فى حالات الطوارئ الصحية العالمية، وانتشار الأوبئة الشديدة فقط، قائلاً إن «الحجر» هو خط الدفاع الصحى الأول لحماية الدولة، لمنع دخول الأوبئة الواردة، سواء عن طريق وسائل النقل أو الأشخاص أو البضائع، والحفاظ على البيئة داخل نقاط الدخول من ناقلات الأوبئة، بحيث تصبح دائما بيئة صحية سليمة خالية من أى أمراض أو مسبباتها، مؤكدًا على تطوير الإجراءات المطبقة على الوافدين بشكل دورى،  لمنع الأمراض التى تمثل مخاطر على مصر سواء كانت اقتصادية أو صحية.

 وأشار إمام إلى أن فى مصر 38 منفذًا ما بين البرى والبحرى والجوى،  يعمل بها حوالى 1200 فرد، تتنوع تخصصاتهم بين الأطباء، والصيادلة، والمراقبين الصحيين، والتمريض، ومدخلى البيانات، ويتحدد عددهم حسب كثافة التشغيل والحدث فى كل منفذ. أوضح مدير عام إدارة الحجر الصحى،  المهام التى يقوم بها هذا المجال، أولها وقاية المسافرين، حيث لابد من مراجعة الموقف الوبائى للدولة المتجه إليها، وأن يكونوا على دراية بإجراءات الوقاية الشخصية، وأفضل طرق الوقاية المناسبة، والتعليمات الصحية، بحسب الوضع الوبائى لكل دولة، فهناك أمراض ليس لها تطعيم مثل الملاريا، وكذا الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء والماء.

ويبلغ عدد مكاتب التطعيم الدولية 179 مكتبًا، داخل 38 نقطة حجر صحى فى 14 محافظة، وهى مكاتب وقائية وتأتى أهميتها فى توفير كل الطعوم اللازمة للمسافرين للخارج، وتقديم كل الإرشادات الوقائية والنصائح الصحية، واكتشاف الأمراض الوبائية مبكرًا، ومن بينها أمراض قد تكون اختفت من العالم ولكن لها خطورة مثل الملاريا، والحمى الصفراء، والإيبولا، والالتهاب السحائى،  وبعض الأمراض المستجدة مثل جدرى القرود أو «سارس» الذى اكتشف فى 2003، وهو من عائلة كورونا أو متلازمة الشرق الأوسط النفسية، ومؤخرًا كوفيد 19.

ويتوافر بكل نقاط الحجر الصحى سيارات إسعاف لنقل الحالات المصابة أو المشتبه بها، ويتولى الحجر الصحى إبلاغ الجهات المعنية باكتشاف أى حالات جديدة، ونوعية وطبيعة الإصابة لتحديد الاستعدادات لاستقبالها.

ويتم التنسيق بشكل دائم مع الشركاء المعنيين، مثل الحجر الزراعى والبيطرى،  وخاصة عند احتمالية وجود أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوان، مثل الكوليرا، إضافة إلى جهات أخرى مثل المجلس الأعلى للموانئ، وقطاع النقل البحرى،  والشركة المصرية للطيران، وقد يصل عدد ممثلى تلك الجهات إلى 350 فردا، ويتم رفع الوعى لدى العاملين بالمنافذ من خلال الندوات والاجتماعات التثقيفية، تعرض الأمراض التى يتم العمل عليها، وطرق الوقاية منها، ومخاطرها، ويتم تدريبهم على كيفية التعرف على الحالات المصابة.

ونوه أيمن الإمام، إلى أن الحجر الصحى من أقدم الجهات التى تعمل فى مصر، وكان يسمى «مجلس الصحة البحرى» بالإسكندرية، ويمارس الحجر عمله من خلال قانون محلى،  وآخر دولى وهى اللوائح الصحية الدولية، والتى تلزم الدول الأعضاء بتعيين مطارات خاصة لاستيفاء قدرات محددة، مثل الاكتشاف المبكر للأمراض والقدرة على الاستجابة لها، والنقل إلى المستشفيات ،حيث إن لكل مطار وميناء ومعبر برى،  مستشفيات محددة للتحويل إليها، ومن يتم تحويلهم تحت طائلة قانون الحجر الصحى،  لا يحق لهم الانتقال إلى أخرى، حيث إن تلك المستشفيات هى التى يتم تجهيزها لاستقبال حالات تحمل أمراض معينة، ولديها الاستعدادات والإجراءات الصحية الكاملة للتعامل معها، ولذلك فلكل منفذ عدد من المستشفيات التى يستطيع التحويل إليها، وهناك تواصل دائم بين نقاط الدخول والمستشفيات لمتابعة الوضع.

 

العمل ليلاً ونهاراً فى منافذ الحجر الصحى
العمل ليلاً ونهاراً فى منافذ الحجر الصحى

 

الحجر والعزل

وأشار الإمام إلى أن الحجر يحتجز الأشخاص لفترة محددة للتأكد من كونهم أصحاء، فقد يكون منهم من تعرض للعدوى، أو حاملاً لمرض خطير، فيتم تحويله لمستشفيات العزل الصحى.

 كما يتم تقييم المخاطر بشكل دورى مع متابعة الوضع الوبائى فى باقى دول العالم، ولذلك هناك تحديث لقائمة الدول التى يحدث بها نسب ارتفاع مصابى كورونا، أو يتم تغيير الإجراءات نفسها، ما بين مناظرة، وفرز صحى أولى للقادمين، أو إجراء تحاليل عند الوصول التى يتم تطويرها بشكل دائم.

ويتم تحديد خطورة الإصابة، عن طريق زيادة كثافة النقل سواء بضائع أو أفراد أو عن طريق وجود خطر ما فى دولة محددة، مثل ارتفاع نسبة الإصابة بمتحور «أوميكرون»، وهنا يتم التعامل بشكل معين مع الوافدين من تلك الدول المنتشر بها، وتحديد نوع وفاعلية الإجراءات المتبعة، خاصة أن نسبة 95  % من الأمراض الحديثة تأتى من منشئ حيوانى،  ويتم ترصد حوالى 30 مرضًا فى أماكن توطنها.

ويقيس الحجر الصحى نسبة خطورة أى وباء، من خلال نسب العدوى، وشدة وطرق انتقالها، ويعتبر الهواء هو أسرع طرق الانتقال، وكذلك نسب وفيات الوباء، فمثلاً مرض الإيبولا أكثر فتكًا من كوفيد حيث نجد أن نسب الوفيات به تصل من 60 إلى 70 %، بينما نسب الوفاة بكورونا تصل من 3 إلى 5 %، فى حين أن سرعة انتقال إيبولا أقل بكثير من كورونا.

وأكد أيمن الإمام، على مواكبة التطور التكنولوجى وإعداد برنامج لتسجيل ومتابعة الوافدين، من خلال قاعدة بيانات تم ربطها بكل المحافظات داخل مصر، ليتم تحديد هوية الشخص والدولة التى أتى منها، وموعد وصوله الأراضى المصرية.

 ومن الفحوصات المطلوبة تقديم كارت الصحة العامة، وهو يحتوى على بعض الأسئلة الصحية والمعلومات الشخصية عن أماكن تواجد الشخص داخل مصر، ويتم ترصده وتحديد عدد أيام المتابعة فى حال اكتشاف أى أعراض بحسب المرض المشتبه فيه، من خلال فريق مدخلى البيانات، عبر برنامج لتسجيل بيانات الوافدين، وطريق متابعتهم بعد ذلك.