الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صـداقـة بعـد انفصــال؟!

هل يمكن أن تتحول العلاقة إلى صداقة بعد الانفصال؟! السؤال مهم والآراء متباينة رغم انتهاء الحياة العاطفية واتخاذ الطرفين قرار الانفصال، قد يتمسك أحدهما بالآخر فى حياته ولكن بشرط أن يعيده لصورته الأولى منذ تعارفهما، فيسترجعان معًا علاقة الصداقة المرحة الخالية من المسئوليات والمشاكل، فيما يرفض آخرون ولايتقبلون الفكرة على أساس اعتقاد أنه لا يمكن أن تتحول العلاقة بعد الانفصال لصداقة.



 

هناك من يرى أنه سيستطيع الاستمرار فى صداقة مع شريكه بعد الانفصال بسبب ارتباطات مشتركة بينهما، فيما يرى آخرون رفض استكمال الحياة بهذا الشكل. 

إسراء حسام عاشت تجربة ارتباط بأحد زملائها خلال فترة الجامعة، وتمت خطبتهما فى نفس عام التخرج واستمرت لمدة عام ونصف العام تقريبًا وبعدها قررا الانفصال بعدما اختلفا فى بعض الآراء وقررا أن تستمر علاقتهما كأصدقاء.

وبعد أيام من هذا القرار عادت إشعارات الواتس آب على هواتفهم لسابق عهدها ولكن نوعية الحديث بينهما أصدقاء فقط، وتوطدت علاقتهما أكثر بعدما انتقلت إسراء لفرع شركة الاتصالات التى يعمل بها خطيبها السابق.

لكن هذه العلاقة لم تستمر أكثر من 3 شهور تقريبًا. 

تمت خطبة إسراء لشاب آخر وصداقتها بخطيبها السابق جعلتها مشوشة وتقارن بينهما فى كل التصرفات، فاختارت حياتها الجديدة وطلبت العودة لمكان عملها السابق وقللت حديثها مع خطيبها السابق الصديق الحالى حتى انتهت العلاقة تدريجيًا بشكل تلقائى.

استمرار صداقة زينب حسين مع زوجها السابق كان القرار الأفضل لصحة أبنائهما النفسية، فبعد الانفصال وغياب الأب عن المنزل ورؤيته للأولاد مرات قليلة تأثرت نفسيتهم بشكل ملحوظ حتى أن الطفل الأصغر (6 سنوات) أصبح متعثرًا فى الكلام على غير عادته. 

استعادت زينب علاقتها مع طليقها كصديق بشروط وحدود، ولاحظت أن تكرار زيارته ومكالماته للأولاد ومعها بشكل هادئ جعلهم يستعيدون حالة الاتزان والاستقرار فى حياتهم من جديد، وأكدت زينب أن علاقتهما كأصدقاء جعلتها قادرة على أن تتقبل منه خبر زواجه مرة أخرى دون أن تشعر بغضب أو جرح لكرامتها. 

علاقة أسماء خالد مع زوجها كانت علاقة حب وصداقة وشراكة، فبعد زواج 7 سنوات دون إنجاب قرر الثنائى أن يشغلا نفسيهما فى مشروع يحقق ربحًا ماديًا، واستطاعا خلال فترة قصيرة أن يحققا إيرادات جيدة مقارنة برأس المال الذى بدآ به. 

انشغالهما فى العمل الأساسى صباحًا ثم المشروع جعل علاقتهما عملية بشكل ممل قتل رغبتهما فى الاستمرار كزوجين، وخاصة أن الزوج بدأ يقارنها بغيرها من نساء العائلة الأكثر اهتمامًا بأنفسهن وبحياتهن الزوجية.

تغير الزوج وشكواه المستمرة من شكل علاقتهما جعلها تشعر بنقص أكبر من نقص قدرتها على الإنجاب فطلبت الانفصال، مع الاحتفاظ بكل ما بينهما بداية من الصداقة وحتى المشروع الذى بدآه معًا.

أما زينب فاروق فقد انفصلت وأنهت وجود زوجها فى حياتها بشكل نهائى، مؤكدة أن معاملته القاسية وإلقاء كل المسئوليات عليها هى عوامل جعلتها غير قادرة على التواصل بأى شكل بعد الطلاق، معتبرة أن الصداقة بعد هذا الانفصال مستحيلة.

زينب رغم إنجابها طفلة لكنها ترفض التواصل مع طليقها حتى ولو لمعرفة أخباره، وأوكلت شقيقها للقيام بهذه المهمة فكثيرًا ما يصطحب ابنتها لمقابلة والدها فى الأماكن العامة أو زيارته فى المنزل حيث عائلته. 

د.هشام بحرى أستاذ الطب النفسى والاستشارات الأسرية يوضح بعض الأسباب التى تجعل الطرفين يفضلان الاستمرار فى العلاقة تحت مسمى الأصدقاء بعد اتخاذ قرار الانفصال، مشيرًا إلى أن عددً قليلًا من المنفصلين بعد الارتباط يفكرون بهذه الطريقة، ويرجع هذا القرار لتعلق أحدهما بالآخر بشكل كبير يصعب أن يتخلى عنه فى حياته، أو لوجود أطفال سيقع عليهم ضرر وأذى نفسى فى حالة غياب أحد الأبوين بشكل نهائى.

أكد بحرى أنه فى حالة عدم وجود أى رابط يجمعهما ولديهما القدرة على التخلى أو الحصول على دعم معنوى من الأصدقاء والأسرة لفترة قصيرة لن يكون اختيارهما الصداقة أبدًا، فلا يوجد شخص على وجه الأرض يريد أن يتذكر دائما فشل تجربته حتى وإن كانت علاقة عاطفية لم تصل إلى مرحلة الزواج.

من جانبها قالت أسماء الفخرانى استشارى العلاقات الأسرية أنه لا توجد ما يسمى بالصداقة بعد الانفصال، فانتهاء العلاقة العاطفية سواء زواج أو خطوبة تؤثر على علاقة الطرفين وتجعل التواصل بينهما به الكثير من الحواجز حتى لو شعرا بغير ذلك.

وتابعت أسماء قائلة :إنه من الممكن أن يكون اتفاق المتزوجين وقت الانفصال على التواصل بشكل ما للاطمئنان على الأولاد أو الالتزام بالأمور المادية وغيرها، وهنا ستكون العلاقة وقتها مبنية على الاحترام والتفاهم المتبادل وليس الصداقة.

أما الصداقة بعد الانفصال العاطفى أو الخطوبة فى رأى أسماء هى من الأشياء المستحيلة، فمن الصعب أن يقبل أى طرف أن يرى الآخر يؤسس لحياته مرة أخرى مع شخص آخر، ويفضل الطرفان وقتها قطع العلاقات نهائيًا.