الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
داروين..حرامى؟!

داروين..حرامى؟!

على مدى الزمن، لم ينج العالم البريطانى الشهير «شارلز داروين» من الاعتراضات والانتقادات والاتهامات، لنظريته الشائعة حول العالم.. عن «أصل الأنواع»..التى تسمى أيضا «نظرية التطور»..



لكن أحدا من المنتقدين والمعارضين والمخالفين للنظرية وصاحبها، لم يسبق له أن اتهمه باللصوصية، وبأن النظرية التى قدّمها فى كتاب وضع اسمه عليه ونسبها لنفسه، مسروقة من رجل آخر.

وأنه «شارلز داروين»ـ ليس إلا حرامي!..

لص أفكار ونظريات.. سرق النظرية من عالم اسمه«باتريك ماثيو»؟!

ياللهول..

بعد كل هذه السنين، وبعد انتشار النظرية والاعتراف بها والاعتماد عليها فى جامعات العالم، يأتى من يقول أن «أصل الأنواع» فكرة مسروقة؟!

ومع أن «داروين» يعتبر العالم الذى درس وكشف واستكشف التاريخ الطبيعى، إلا أن كتابا جديدا يعلن مؤلفه أنه اكتشف أدلة على أن العالم الشهير، أحد أبرز علماء الزمن المعاصر، سرق نظرية التطور!

الكشف عن تفاصيل الجريمة

والكاتب ليس خبيرا فى تاريخ التطور ونظريته، وإنما هو خبير متخصص فى علم «الإجرام»..اسمه الدكتور «مايكساتون».. وكتابه عن جريمة «داروين»..التى يكشف وقائعها بالتفصيل.

وأول ما كشفه من حقائق هو أن صاحب النظرية الأصلى «باتريك ماثيو» نشرها قبل «داروين» بثمانية وعشرين عاما!

فنظرية التطور أطلقها «شارلز داروين» فى سنة 1859 بينما كتاب «ماثيو» صدر فى سنة 1831 متضمنا نظريته فى الارتقاء الطبيعى.

وكتاب عالم الإجرام، وهو أحد أبرز الكتاب فى موقع «إنترنت جورنال أوف كريمونولوجى» والفائز بجائزة «الجورنال البريطانى لعلم الإجرام» صدر هذا الشهر(فبراير 2022) تحت عنوان: «النصب العلمى: سرقة «داروين» لنظرية «باتريك ماثيو» والناشر: دار «كيرتيس» البريطانية.

 ويقول فيه إن ما قام به «داروين» هو أكبر جريمة سرقة علمية فى التاريخ.

لكن ماذا نعرف عن صاحب النظرية الأصلى؟

يقول الكاتب إنه عالم طبيعة من إقليم بيرشاير فى بريطانيا، صاحب أراضى ومزارع وتاجر حبوب، محب للعلم والبحث العلمى وجاب أوروبا خلال أبحاثه المتعلقة بالزراعة والطبيعة.. ويضيف أن «ماثيو» هو الذى صك عبارات «التطور»..و«الانتقاء الطبيعى» التى وردت فى نظريته وكتابه الذى تناوله أصدقاء «داروين» بالعرض والمناقشة لدى صدوره فى مقالات نشرت فى 30 مطبوعة علمية مهمة، كما يقول خبير الإجرام، وفى يومياته يعترف «داروين» بأنه قرأ ما لا يقل عن خمسة من هذه المطبوعات التى نشرت مراجعات كتاب«ماثيو» ونظريته.

ومع أن «داروين» وجد نفسه مضطرا لاستعمال كلمات «ماثيو» نفسها، فقد تلاعب بها قليلا مبدلا بعض العبارات بصياغة مختلفة معتقدا أن أحدا لن يلاحظ سطوه على النظرية.

الإدانة الأكبر بقلم زوجة «داروين»

والإدانة الأكبر جاء بها عالم الجريمة فى كتابه وهى أن «إيما» زوجة «داروين» بعثت برسالة إلى صاحب النظرية «الأصلى» باتريك ماثيو نيابة عن زوجها، قائلة إنه كان مريضا جدا لدرجة لا تسمح له بالكتابة، مضيفة إن «داروين» أكثر وفاء لطفلك (تصف نظرية التطور، بأنها طفل «ماثيو») أكثر من ولائك أنت..

ولو أردت اعترافا، فها هو: إنها طفلك الأصلى. 

وهكذا تعترف زوجة «داروين» بأن صاحب نظرية التطور هو «ماثيو».. وتسميها «طفلك الأصلى» بينما يدعى زوجها أن النظرية من ابتكاره.

وعندما واجهه «ماثيو» ادعى «داروين» أن لا أحد سمع عن «باتريك ماثيو» أو عن نظريته.

ويقول مؤلف الكتاب الذى كشف جريمة «داروين» أن كل أتباع «داروين» البارزين يعترفون بأن «ماثيو» سبق معلمهم بكتابه، لكنهم يضيفون أن أحدا لم يقرأ هذا الكتاب.. مع أنهم قرأوه هم أنفسهم.

ويضيف «لقد كشفنا أكاذب «داروين».. وضبطنا نقله الحرفى لنظرية «ماثيو» كفكرة وأيضا كنص.. وحقائق مستقلة، وهى التى أرى أنها تشير إلى عملية تزييف ونصب متعمدة ومحسوبة».

وقال البروفيسور «ماركجريفيثز» أحد علماء الطبيعة وهو أستاذ فى جامعة نوتنجهامترنت، البريطانية بعد اطلاعه على كتاب «جريمة داروين»: إن هذه التحريات توصلنا إلى أن نظرية التطور، أطلقها أولا «باتريك ماثيو» فى سنة 1831.. أى قبل 28 سنة من نشر«داروين» لها.. وليس هناك سبب قوى يجعلنا لا ننسب النظرية إلى صاحبها الأصلى بوصفه مبتكرها.