الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
بشرة خير!

بشرة خير!

من سنوات ونحن لم نرتح، ولا ارتاح العالم، من تفشى «فيروسات» وأمراض متنقلة: فيروس «إنفلونزا الخنازير»، ثم «الطيور»، و«وباء إيبولا». ثم انتشر بيننا «فيروس كورونا»، وحصد منا أغلى ما عندنا، وأتت بعده متحوراته وآخرها «أوميكرون». وإذا كنا وجدنا فى التطعيم وجرعات المضادات الحيوية ما ينجينا ويحصننا ويقوينا على التصدى، إلاّ أن «فيروس» التخلف، والعنف، والبلطجة، والتنمر، والانحطاط الأخلاقى والمجتمعى، ما زال يميت فينا الإنسان السوى، المحب، المسالم.



إن سوداوى المسلسلات التليفزيونية هى فيروسات معدية، تقتل وتدمر البنية العقلية فى مجتمع نسبة الأمية تتعدى 25.8 % . فهناك 25 مليون مصرى «أُمى» يشاهدون «دراما» تهدم ما تحاول أن تبنيه الأسرة والمدرسة: عنف، وقتل، وترويع، وتدمير، وقيّم غيبية من سحر، وشعوذة، وأشباح... وقيم سلبية ومتكررة من إيحاءات جنسية، وتحرش، وحمل خارج الزواج، ومخدرات، كل ذلك فى توليفة من الحوارات متهكمة، سوقية، فيها من الهزء الرخيص ما فيها.

وفى هذا الليل المدلهم، ومض ضوء، مع «الحكايات الدرامية» القصيرة والسريعة الإيقاع، لأفكار إبداعية وضعها الزميل يسرى الفخرانى لعدة مسلسلات تصدرت «تريند جوجل»، استحسنت منها مجموعة «إلا أنا». وقد حلت لى حدوتة «حلم حياتى» لشخصية حقيقية لفتاة مصابة بالتوحد اسمها «ميريام»، فى التاسعة عشرة من سنيها، فنقل المؤلف يوسف وجيه قصتها، فهى كانت شغفت بالتمثيل، وأصبح حلم حياتها. وتتعرض تلك الفتاة إلى «تنمر» زملاء لها فى مسرح الجامعة، فتجد العون والمدد من عائلتها.. ويتحقق حلمها بالتمثيل، وتبرز موهبتها وإبداعها على خشبة المسرح. الحلقة الأخيرة اختتمت بصوت الرئيس السيسى، ودعوته لدعم ذوى الهمم، ودمجهم فى المجتمع. جسدت دور الفتاة موهبة جديدة واعدة اسمها مايان السيد، وأخرجت الحدوتة ياسمين أحمد كامل.

ويتواصل الإبداع فى «ورا كل باب» وهى الحكايات من داخل البيوت المصرية، كل حكاية خمس حلقات بأبطال ومؤلف ومخرج مختلفين، تسلط الضوء على التأثير السلبى والإيجابى لمواقع التواصل الاجتماعى فى حياة الناس، منها حكاية «قلب مفتوح» ومحورها جرّاح قلب أهدته ابنته جهاز هاتف محمول، فيقع فريسة مقالب صديقاتها فتتغير حياته. أدى الدور كمال أبورية، بينما أدت نور إيهاب دور ابنته. والحكاية كتبها هشام إسماعيل وأخرجها أحمد خالد أمين فى تناغم شديد بين الممثلين بكادرات جديدة ومختلفة.

إن نجاح هذه الأعمال تدل على أنه يمكن للعمل الدرامى أن يتخلى عن المبتذل والتجارى، و«الجمهور عاوز كده»، إلى إظهار القيم الدينية والاجتماعية والوطنية، واحترام حقوق الآخرين، والاختلاف معهم، وتنظيف القلوب من الأحقاد والضغائن، وإعادة هيبة المعلم والوالدين، وتأكيد المعانى فى أمثلتنا الشعبية مثل «اللى يحبه ربه يحبّب فيه خلقه» و«امشى عدل يحتار عدوك فيك».