الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مصـر ركـيزة الأمـن والاسـتقرار

مصر وفرنسا.. علاقات استراتيجية
مصر وفرنسا.. علاقات استراتيجية

فى ضوء العلاقات الوثيقة والمتنامية بين مصر وفرنسا، فضلاً عن الدور المصرى الحيوى إقليمياً ودولياً فى إطار الجهود والمبادرات الساعية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ وحماية البيئة البحرية، وبدعوة من الرئيس «إيمانويل ماكرون»، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة «محيط واحد» التى انعقدت الجمعة بمدينة بريست الفرنسية، والتى ركزت على الموضوعات ذات الصلة بالبحار والمحيطات.



وحظى الرئيس السيسى باستقبال حافل من الرئيس ماكرون الذى أكد اعتزاز بلاده بالعلاقات الوطيدة والمتميزة التى تربطها بمصر، والتى اكتسبت مزيداً من قوة الدفع خلال الزيارات المتعددة التى قام بها الرئيس مؤخراً إلى فرنسا، مما ساهم فى دعم مسيرة العلاقات بين البلدين الصديقين على نحو بناء وإيجابى.

وشدد ماكرون على التزام الإدارة الفرنسية بمواصلة تعزيز أطر التعاون المشترك مع مصر فى مختلف المجالات، ومساندة الجهود الحثيثة للرئيس لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف فى المنطقة بأسرها.

ومن جانبه، شدد الرئيس على ما توليه مصر من أهمية خاصة لتعزيز التعاون مع فرنسا فى مختلف المجالات، خاصة ما يتعلق بنقل الخبرات والتكنولوجيا الفرنسية العريقة فى كافة المجالات التنموية إلى مصر، فضلاً عن تعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الفرنسى خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، بما يساعد على صون الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط والقارة الأفريقية، خاصةً فى ظل الرئاسة الفرنسية الحالية للاتحاد الأوروبى.

اللقاء تطرق إلى مناقشة التطورات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً مستجدات الأوضاع فى ليبيا، حيث أعرب الرئيس «ماكرون» عن تثمين بلاده للجهود المصرية بقيادة الرئيس لصون المؤسسات الوطنية الليبية وتعزيز مسار التسوية السياسية للأزمة.. وتم التوافق على تضافر الجهود المشتركة بين الجانبين لمساعدة الأشقاء الليبيين على استعادة الأمن والاستقرار بالبلاد.

كما استعرض الجانبان سبل التعاون والتنسيق المشترك فى إطار استضافة مصر لقمة المناخ العالمية فى شرم الشيخ فى نوفمبر من العام الجارى.

 

..ولقاء مع رئيسة المفوضية الأوروبية بمدينة بريست الفرنسية
..ولقاء مع رئيسة المفوضية الأوروبية بمدينة بريست الفرنسية

 

لقاءات القمة

وعلى هامش الزيارة، التقى الرئيس مع أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، حيث أعرب الرئيس عن تطلع مصر لاستمرار التواصل النشط بين الجانبين خلال الفترة المقبلة للحفاظ على الزخم الحالى فى العلاقات المشتركة.

وثمنت «فون ديرلاين» الدور المصرى فى ظل الثقل السياسى الذى تتمتع به القاهرة دولياً وإقليمياً، فضلاً عن كونها همزة الوصل بين العالمين العربى والأوروبى، ومصدراً رئيسياً لصون الأمن والاستقرار فى المنطقة.

وفى إطار العلاقات المصرية والتونسية، التقى الرئيس مع نجلاء بودن، رئيسة الوزراء التونسية، وطلب الرئيس نقل تحياته إلى أخيه الرئيس قيس سعيد، معرباً عن التقدير والمودة التى تكنها مصر قيادةً وشعباً للأواصر التاريخية الوثيقة التى تجمع بين البلدين الشقيقين، ومجدداً التأكيد على ثبات دعم مصر للقيادة والحكومة فى تونس فى اتخاذ أية إجراءات كفيلة بالحفاظ على كيان الدولة التونسية وتحقيق الاستقرار فى البلاد، مع التشديد على ثقة مصر فى قدرة السلطة التونسية بقيادة الرئيس قيس سعيد على عبـور المرحلة الدقيقة الراهنة إلى مستقبل يلبى تطلعات الشعب التونسى الشقيق.

وأكدت بودن اعتزاز تونس بالروابط المتينة والممتدة التى تجمع بين الدولتين على المستويين الرسمى والشعبى، وحرص الجانب التونسى على استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدورى والمكثف بين البلدين الشقيقين حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، فى مواجهة مختلف التحديات التى تتعرض لها المنطقة فى الوقت الراهن.

وعلى هامش الزيارة، التقى الرئيس فى بريست مع يوناس جاهر ستوره، رئيس وزراء النرويج، الذى أكد على محورية الدور المصرى فى الحفاظ على الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ومعرباً عن تطلعه لتكثيف أطر التعاون الثنائى بين البلدين.

وتناول اللقاء بحث سبل دفع العلاقات بين البلدين فى المجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة مجالات الطاقة والتبادل التجارى، فضلاً عن الاستفادة من الخبرات النرويجية فى المشروعات المرتبطة بمجالات الطاقة النظيفة والنقل، إلى جانب مناقشة سبل تعزيز التعاون الثلاثى بين مصر والنرويج فى أفريقيا، فى ضوء الاهتمام المشترك للجانبين بدعم التنمية فى القارة.

 

 
 
كلمة الرئيس خلال أعمال قمة محيط واحد
كلمة الرئيس خلال أعمال قمة محيط واحد

 

كلمة الرئيس

وألقى الرئيس السيسى كلمة خلال أعمال قمة «محيط واحد»، قال فيها أن البحار والمحيطات تمثل نحو 70 % من مساحة كوكبنا، فضلاً عن كونها مصدراً هاماً للغذاء والموارد الطبيعية، ومُحفزاً للنشاط الاقتصادى ولازدهار مجتمعات ودول بأسرها، مشيرا إلى أن مصر حرصت منذ وقت مبكر على وضع الأُطر القانونية المُنظمة للأنشطة الاقتصادية ذات الصلة بالبحار والمحيطات لتضمن استدامة الموارد البحرية والحفاظ عليها.

وأكد الرئيس أن الجهود الدولية للتغلب على الآثار السلبية لتغير المناخ على البحار والمحيطات، لا ترقى إلى المستوى المأمول، ومن ثم فإن مصر، بصفتها الرئيس القادم لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، تدعو إلى تكثيف الجهود الدولية الرامية إلى حماية بحارنا ومحيطاتنا من تلك الآثار.

وأعلن الرئيس انضمام مصر إلى الإعلان المُقرر صدوره عن القمة تحت عنوان «حماية المحيط: وقت العمل»، وكذلك إلى مبادرتى «التحالف العالمى للمحيطات»، و«التحالف عالى الطموح من أجل الطبيعة والبشر».