منير مطاوع
طريقة عجيبة للتخلص من البدانة!
البدانة.. أو السمنة.. أو زيادة الوزن، هى من أخطر الأعراض والأمراض التى تصيب البشر، فى عالمنا المعاصر.
وهناك أبحاث لا آخر لها ومحاولات للعلاج.
وعمليات تخفيض الوزن وإزالة الدهون ونظم التغذية الخاصة لعلاج السمنة والتخّلص منها، تحوّلت إلى تجارة ضخمة تدر الملايين على من يحصلون عليها من جيوب من يعانون الدهون والوزن الزائد وأمراض السمنة المختلفة.
ووسط كل هذا ظهرت فكرة طبية جديدة.. يعتبرونها «فكرة ثورية»!
وقد قررت هيئة التأمين الصحى البريطانية، تطبيق هذه الفكرة، وهى عبارة عن عملية جراحية سريعة لفقد الدهون الزائدة في الجسم، يقولون إنه يمكن القيام بها خلال «استراحة الغداء» التى يحصل عليها كل موظف أو عامل وسط ساعات عمله، والتى لا تزيد كثيرًا على نصف ساعة.
هذا حل عبقرى..
فى ظرف حوالى نصف ساعة، يمكن مثلاً للمرأة التى تعانى متاعب صحية وحرجًا اجتماعيًا وشعورًا بالإهمال والتجاهل، بل سخرية الآخرين، أن تتخلص من دهونها وتستعيد رشاقتها الضائعة تحت أكوام الشحم.. وتعود لها بعدها روحها المرحة وثقتها فى نفسها، وتتخلص من الاكتئاب والتعاسة نهائيًا.
ولنسأل أولاً: ما السمنة؟
تُعَرَّف السمنة بأنها تلك الحالة الطبية التى تتراكم فيها الدهون الزائدة فى الجسم إلى درجةٍ تتسبب معها فى آثارٍ سلبيةٍ على الصحة، مؤديةً إلى انخفاض متوسط العمر وحدوث مشاكل صحيةٍ متزايدة.
و«مؤشر كتلة الجسم» هو المقياس الذى يقابل الوزن بالطول، ويحدد من يعانى من السمنة بأنه من يكون مؤشر كتلة جسمه أكثر من 30 كيلوجرامًا للمتر.
والسمنة تزيد من احتمال الإصابة بالعديد من الأمراض، وخاصةً أمراض القلب، والنوع الثانى من مرض السكر، وصعوبات التنفس أثناء النوم، وأنواع معينة من السرطان.
ومن يعانون السمنة يأكلون ما يزيد على حاجة جسمهم فيزيد وزنهم، ويعود هذا لأسباب مختلفة بعضها وراثى، جينى، والآخر نفسى.. وبعضها هرمونى.
والآن.. نعود لهذه السيدة ذات الوزن الزائد، وتعانى من السمنة؟
كيف تتخلص من مشكلتها؟..
يقول الأطباء هنا إن كل ما عليها - وعلى أى إنسان يريد التخلص من السمنة- هو إجراء هذه العملية.
مؤكدين أنهم وجدوا طريقة للتحكم فى ما يسمونه «غريلين» أو «هورمون الجوع».
كيف؟..
بسيطة، بوقف إمدادات الدم لقمة المعدة.
أجريت العملية بعد تخدير موضعى واستغرقت أربعين دقيقة فقط، حيث يتم القضاء على الرغبة فى تناول ما هو أكثر من اللازم من الطعام، وبالتالى خفض الوزن.
تمت العملية بقيادة الدكتور الجراح «أحمد. ر. أحمد» فى مستشفى سان مارى فى لندن، الذى يقول إن هذه الجراحة تتكلف ألفًا وخمسمائة جنيه إسترلينى، وهو مبلغ يساوى ربع تكلفة عملية إزالة الوزن الزائد المعتادة.. التى تجرى هيئة التأمين الصحى ستة آلاف عملية منها كل سنة، لكن اتباع الفكرة الجديدة سيترتب عليه خفض التكلفة وزيادة عدد العمليات الممكن إجراؤها وانخفاض قوائم الانتظار الطويلة الحالية.
ويضيف الجراح صاحب التجربة البريطانية الرائدة أنه إذا أصبحت هذه العملية روتينًا، فإن المريض سيخرج من المستشفى بعد ساعتين فقط من إجرائها.. يدخل غرفة العمليات جائعًا، ويخرج وهو لا يشعر بالجوع.
ويفقد المصاب بالبدانة عادة عشرة فى المائة من الدهون بعد الجراحة مباشرة.. والبعض يمكن أن يفقدوا أكثر من ذلك.
وهذا الانخفاض فى الوزن ونقص الدهون الزائدة سوف يُحسّن الصحة بشكل ملحوظ، ويقضى على أعراض النوع الثانى من مرض السكر، كما يقضى على مخاطر التعرض لمتاعب وأمراض فى القلب ومشاكل نفسية تحدث نتيجة زيادة الوزن.
ويقوم الدكتور «أحمد» بتجربة على ٧٦ متطوعًا ممن سيتم وضعهم فى برنامج لزيادة الوزن بشكل مفرط، ثم يقسمهم إلى مجموعتين لتجربة مدى نجاح هذه الجراحة الرائدة عليهم، ويتابع حالاتهم لمدة سنة، وقد منحت التجربة مليونًا و٢٠٠ ألف جنيه إسترلينى من معهد أبحاث الصحة، وبمساندة من جامعة امبريال اللندنية.
ولقيت الجراحة الرائدة تأييد «الجمعية البريطانية لمكافحة البدانة» حيث يقول المتحدث باسمها «تام فراى»:
«إن على هيئة الصحة البريطانية أن تبحث عن بدائل أقل كلفة وأسرع لعلاج أزمة البدانة، التى هى الآن مشكلة كبيرة.. يجب علينا أن نفكر خارج الصندوق».
