مصــر مركـز ثقـل المنطقـة

فى العاصمة الصينية بكين، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أضخم حدث رياضى عالمى، تلبية لدعوة الرئيس الصينى «شى جين بينج»، حيث حضر سيادته حفل افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية الرابعة والعشرين، وسط عدد كبير من الرؤساء والمسئولين العالميين.

وفور وصوله لبكين، عقد الرئيس مباحثات قمة مع الرئيس الصينى «شى جين بينج»، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية التى تشهد طفرة نوعية خلال الأعوام الأخيرة على جميع المستويات، بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلاً عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

إلى ذلك ازدحمت الأجندة الرئاسية الأسبوع الماضى بكثير من اللقاءات والاتصالات والاجتماعات التى قام بها الرئيس، والتى تنوعت فيها القضايا بين أمور داخلية وخارجية.

 

 

الهيئة الهندسية

وفى إطار متابعة المشروعات القومية، اجتمع الرئيس مع اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، واللواء أ. ح إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وعدد من المسئولين المعنيين، حيث اطلع الرئيس على سير العمل فى بعض المشروعات الإنشائية بالعاصمة الإدارية الجديدة، خاصةً ساحة الشعب والبرلمان، وساحة المعارض، فضلاً عن التصميمات الهندسية الداخلية والأعمال الفنية المتنوعة لمسجد مصر التابع لمركز مصر الثقافى الإسلامى، وما يضمه من قاعات مناسبات، ودار القرآن الكريم.

كما تم استعراض عملية التطوير الجارية بمنطقة الرويسات فى شرم الشيخ، حيث وجه الرئيس بمواصلة العمل على تطوير المنطقة بشكل متكامل وشامل لمختلف الخدمات.

واطلع الرئيس على الموقف التنفيذى بشأن جهود ترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، خاصةً ضريح سيدنا الحسين، حيث أكد الرئيس على أن تشمل عملية التطوير الخدمات والمرافق المحيطة بمواقع الأضرحة، بما فى ذلك الطرق والميادين والمداخل المؤدية لها.

الاتصالات والرقمنة

واجتمع الرئيس مع الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مرتين: الأولى حضرها عدد من المسئولين المعنيين لمتابعة جهود استخدام أحدث التقنيات والأجهزة التكنولوجية فى إقامة مختلف مشروعات الاتصالات والرقمنة، مع مراعاة المبدأ الثابت بحوكمة جميع جوانب الأداء وفقاً لأعلى مواصفات الجودة والاستدامة، بما يساعد على تعزيز جهود التحول الرقمى للدولة.

وتم عرض سير العمل فى عدد من المشروعات التكنولوجية القومية على مستوى الدولة، خاصةً مشروع إنشاء فروع لمعهد تكنولوجيا المعلومات بجامعات المنصورة والمنوفية والمنيا وقنا وسوهاج وأسوان، وإنشاء مجمع الإبداع التكنولوجى بالإسماعيلية، إلى جانب مشروع إنشاء مراكز «إبداع مصر الرقمية» فى بنها والفيوم وبورسعيد.

وفى الاجتماع الآخر حضر الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء وفيه وجه الرئيس بالاستمرار فى تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبنيته الأساسية، باعتباره إحدى ركائز النمو الاقتصادى والاجتماعى فى الدولة، فضلاً عن دوره المهم فى توفير أفضل الخدمات للمواطنين. كما وجه الرئيس بتعزيز الاستثمار فى الكوادر البشرية وتوفير برامج التدريب والتأهيل وبناء القدرات اللازمة لاستخدام أفضل وسائل التكنولوجيا الحديثة وتقديم مختلف الخدمات إلكترونياً، بما يتناسب مع المتطلبات الحديثة لسوق العمل.

 

 

المجمعات الصناعية

وكان لوزارة التجارة والصناعة نصيب من التوجيهات الرئاسية خلال الأسبوع، حيث اجتمع الرئيس مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، ووجه الرئيس بالاستمرار فى تشجيع إنشاء المجمعات الصناعية على مستوى الجمهورية، ودعم شباب المستثمرين فى مجال الصناعات المتوسطة والصغيرة، من خلال إتاحة برامج تمويلية ميسرة لتوفير الآلات والمعدات اللازمة لهم.

كما وجّه الرئيس بتوفير جميع سبل الدعم لتنمية الصادرات المصرية وتعزيز نفاذها إلى مختلف الأسواق الخارجية، بتذليل المعوقات اللوجستية ودعم عملية شحن ونقل تلك الصادرات، وإنشاء مراكز تجارية دائمة ومخازن للبضائع خاصةً فى الدول الإفريقية.

مصر والكويت

وفيما يتعلق بالعلاقات العربية، استقبل الرئيس السيسى، محمد جاسم الصقر، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، ووزيرة التجارة والصناعة.

ونقل الرئيس تحياته إلى شقيقيه صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولى عهد دولة الكويت، مؤكداً على ما يجمع بين مصر والكويت من علاقات تاريخية راسخة على جميع الأصعدة، وموقف مصر الثابت من دعم أمن واستقرار الكويت وجميع منطقة الخليج، والذى يعتبر جزءًا من أمن مصر القومى.

من جانبه؛ نقل محمد جاسم الصقر إلى الرئيس تحيات شقيقيه سمو الأمير نواف الصباح، وسمو ولى العهد مشعل الصباح، مؤكداً قوة وخصوصية العلاقات التى تربط بين البلدين الشقيقين، ومثمناً دور مصر المحورى بالمنطقة، وما تمثله من دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بالوطن العربى، فضلاً عن النهضة التنموية الشاملة التى تشهدها مصر بقيادة الرئيس خلال السنوات الماضية منذ بدء عملية الإصلاح الاقتصادى وتوفير مناخ جاذب للاستثمار وتعزيز بيئة الأعمال.

 

 

المفوضية الأوروبية

وفى سياق آخر، تلقى الرئيس اتصالاً هاتفياً من أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، حيث تناول الاتصال مناقشة تعزيز مختلف أوجه التعاون الثنائى والعمل على الارتقاء بعلاقات الصداقة واستمرار التنسيق المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبى فى ظل ما يجمع بينهما من روابط متعددة وقوية، حيث أكد الرئيس الاهتمام بتعزيز التعاون والحوار المتبادل بين الجانبين فى ضوء المصالح والتحديات المشتركة.

وأعربت المسئولة الأوروبية عن تقدير الاتحاد الأوروبى للعلاقات القوية والمتميزة التى تجمع بين مصر والاتحاد، مؤكدةً رغبة الاتحاد فى مواصلة دفع التعاون مع مصر على مختلف المستويات بالنظر إلى ما تمثله مصر من مركز ثقل للمنطقة، ومشيدةً برؤية الرئيس لتحقيق التنمية الشاملة بالبلاد، والجهود الحثيثة لمكافحة الإرهاب، وتجربة مصر الناجحة فى مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وتطرق الاتصال إلى عدد من القضايا وتطورات الأوضاع فى المنطقة حيث أكدت «فون ديرلاين» اهتمام الجانب الأوروبى بالتنسيق الجارى مع الرئيس حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية الهامة، وكذلك فيما يتعلق باستضافة مصر لقمة المناخ COP 27 العام الحالى.

 

الصناعة الوطنية

وفيما يخص قطاع الأعمال العام، اجتمع الرئيس مع رئيس الوزراء، وهشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام.

حيث وجّه الرئيس بمواصلة جهود تطوير شركات قطاع الأعمال العام، للمساهمة بفاعلية لصالح الاقتصاد القومى وتعزيز الصناعة الوطنية وعملية التنمية المستدامة على مستوى الجمهورية.

ووجه الرئيس بالتنسيق بين مختلف الجهات الحكومية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتشجيع المواطنين على اقتناء سيارات الركوب الكهربائية، على أن يتم العمل فى هذا الإطار بالشراكة مع القطاع الخاص على نشر البنية الأساسية لمحطات الشحن على أوسع نطاق على مستوى الجمهورية، فضلاً عن تخصيص حافز أخضر لمالكى السيارات الكهربائية.

القضايا المتأخرة

وفيما يتعلق بجهود وزارة العدل، اجتمع الرئيس مع المستشار عمر مروان وزير العدل، حيث تابع الرئيس جهود إنجاز القضايا المتأخرة بالمحاكم المدنية ومحاكم الأسرة، موجهاً بقيام وزارة العدل ببلورة خطة متكاملة للانتهاء من هذه القضايا خلال العام القضائى الجارى.

 

وعرض وزير العدل أيضاً جهود الوزارة للحد من حالات الطلاق بالتعاون مع وزارة الأوقاف ودار الإفتاء، من خلال صقل المهارات المهنية والمجتمعية للمأذونين للتأكد من وقوع الطلاق بكامل أركانه ومحاولة الصلح بين الزوجين قبل توثيق الطلاق.

كما اطلع الرئيس على مستجدات أعمال التطوير التقنى للمنظومة القضائية، خاصةً ما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعى، فضلاً عن الموقف التنفيذى لإنشاء مدنية العدالة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى متابعة تنفيذ القرارات الخاصة بإدراج العنصر النسائى من بداية السلم الوظيفى للتعيين فى كلٍ من مجلس الدولة والنيابة العامة.