الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الجمال البشع !

الجمال البشع !

أن تُعْجَب فتاة، فى سن المراهقة، بممثلة ما، حد الافتتان، والوله، فتروح تقلدها فى المِشيَةِ، وفى بحة الصوت ونبراته، وأسلوب «الماكياج»، وشكل تسريحة الشعر... فهذه كلها، من طبيعة العمر، وهوى النفس. ويسميه علماء النفس «التماهى» ،Identification، وتشتد وطأة الأم فى لومها، وفى معارضتها تصرفات ابنتها، فتدخل البنت المعاندة فى مرحلة «الهوام» Fantasmes وتبدأ فى تحقيق رغباتها الخاصة بالدفاع الشديد.



فى الآونة الأخيرة، تفشت ظاهرة مخيفة، وهى تزايد إقبال المراهقات على تقليد المشاهير فى نفخ الشفاه، وملء الخدود، بحقن «سيليكون»، أو «بوتوكس» Botox  أو حقن الفيلر Injectable cosmetic and facial filler للحصول على شفاه هيفاء وهبي، أو خدود ليلى علوى، فيتعرضن للتشويه، وتصبح الشفاه ضخمة جدًا أو مائلة بسبب عمليات التجميل الفاشلة.

 ولأن التجميل، أصبح «موضة مربحة»، راح العديد من الأطباء، الذين لم يمارسوا جراحة التجميل، والتجميل ليس من تخصصهم أصلًا، يجرون عمليات من خلال الإعلان عنها والترويج لها بأسعار متهاودة، عبر منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى. ويستخدم هؤلاء فى حملاتهم الإعلانية تقنية «فوتوشوب»  للتلاعب بالصور، أو سرقة صور من مواقع أجنبية والإعلان عن أنها من نتائجهم!

وتقع المراهقات ضحية «خدعة» الأطباء، والنتيجة تشوهات لا يمكن علاجها.

فى السنوات الأخيرة، عانت أكثر من ممثلة، خضعت لعمليات التجميل، واستسلمت لمبضع طبيب  منتحل، فكانت النتيجة، مؤلمة، ومؤسفة، قد تدمر حياتهن. اللبنانية دومينيك حورانى، واحدة منهن، كانت اختيرت قديمًا «مس إنترناشيونال» نظرًا لجمالها الطبيعى وقامتها الممشوقة.

وارتكبت صفية العمرى، الخطأ نفسه، فبين عمليات «شد الوجه» وحقن «سيليكون»، فقدت ملامح وجهها، وأصبحت تعانى من صعوبة فى النطق. أما نجلاء بدر، فقد تسببت عمليات التجميل فى زيادة حجم شفتها السفلى، بينما تدلت الشفة العليا، وكذا المطربة اللبنانية نوال الزغبى.

لقد بتنا  فى حاجة لوضع قواعد صارمة لاستخدام الجراحات التجميلية فى مصر، بحيث لا يقوم بها إلا الطبيب المختص، الذي  يستخدم مواد حشو معتمدة، ويكون ملتزمًا بالقوانين، والتعليمات، ثم إخضاع جراحة التجميل إلى  تأمين إجبارى فى حالة فشل العمليات الجراحية، وتغطية المسئولية القانونية للأطباء عن أخطائهم، ويصبح من غير القانونى القيام بها للمراهقات فى سن  أقل من 21 عامًا، إلا فى الحالات الضرورية المتعلقة بالحوادث أو عيب خلقى.