الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

خرجت من عالم «الهوانم» بـ «القاصرات»

بوستر مسلسل أيام
بوستر مسلسل أيام

فى شكل جديد مختلف تمامًا ونقلة نوعية فى اختياراتها، شاهدنا الفنانة لقاء سويدان فى مسلسل «أيام» بعد نجاح كبير حققه الجزء الأول، الذى قدمت خلاله دور «فوزية» المرأة الكادحة التى تعيل أسرتها، وتدفعها ظروفها إلى العديد من التضحيات التى تؤثر على أسرتها. ورغم مشاركتها فى عدد كبير من الأعمال الدرامية المتنوعة، فإن لقاء سويدان على المسرح لها بريق مختلف، حيث لا تجد نفسها وحريتها سوى على خشبته، فهو بالنسبة لها «حياة».



عن سر نجاح عرض «فنان الشعب.. سيد درويش»، وعن مصير موسمه المقبل، وعن تفاصيل دور «فوزية» فى مسلسل «أيام»، كان هذا الحوار مع لقاء سويدان.

شاهدناك فى مسلسل «أيام» بشكل مختلف تمامًا ولأول مرة فى هذه المنطقة.. حدثينا عن الدور؟

أشعر بسعادة بالغة عندما يعرض عليّ مخرج أو مؤلف شخصية غير معتادة ويرانى فيها، فعندما كلمتنى المؤلفة سماح الحريرى، منذ سنوات، عن مسلسل «القاصرات»، كنت سعيدة جدًا لأنه دور صعيدى ومختلف تمامًا عن طبيعة الأدوار التى قدمتها والتى فرضتها ملامحى، فقد حاصرتنى أدوار المرأة الأرستقراطية أو الهانم لفترة طويلة، وأنا ممثلة يجب أن أقدم كل الأدوار ولا يجب أن أقف فى منطقة واحدة. وكذلك كان الأمر فى «أيام»، وكانت فرصة للالتقاء بالأستاذ محمد أسامة مخرج العمل الذى سعدت جدًا بالتعاون معه.

عندما قرأت سيناريو «أيام» كانت سعادتى كبيرة، لأننى سأقدم شخصية مختلفة تمامًا عن كل ما قدمته من قبل. من هنا تخيّلت ملامح «فوزية» وقررت ألا أضع «مكياج» نهائيًا، إلا ما يناسب من الناحية الفنية من أجل الإضاءة والأمور التقنية، وملابسها يجب أن تكون أقل من البسيطة، وألا يكون هناك أى إكسسوار، حتى الملابس كانت ثابتة فى أغلب المشاهد لأنها امرأة تعانى من فقر مدقع بعد أن كانت ميسورة، ولكن إصابة زوجها وعجزه جعلتها وأسرتها تحت خط الفقر. فوزية شخصية إنسانية جدًا، وامرأة مطحونة «كل الدنيا جات عليها». كل هذه الخطوط العريضة والتفاصيل وضعتها مع ستايلست العمل لتظهر بشكل مختلف.

بعيدًا عن عملك على الشكل الخارجى.. كيف كان استعدادك لشخصية فوزية وهل التقيتِ بنماذج مشابهة لها؟

شاهدتها فى نساء كثيرات كادحات حولنا يعملن من أجل أسرهن، وأقابل يوميًا نماذج كثيرة وأشاهد جزءًا كبيرًا من «فوزية» فيهن، حيث تفضّل أولادها على نفسها فى كل أساسيات الحياة حتى فى الطعام، وتعمل لساعات طويلة من أجل توفير وجبة لأولادها أو علاج لزوجها، لذلك ميزة «فوزية» أنها حقيقية جدًا.

كيف كانت توقعاتك حول ردود فعل الجمهور؟

- لم أفكر فى ردود الأفعال بقدر تأكدى من أن الجمهور سيتعاطف مع «فوزية»،لأنها شخصية مأساوية جدًا وتحمل الكثير من ملامح بعض الأسر المصرية، ولا يزال هناك مفاجآت كثيرة فى الجزء الثانى، سواء فى الأحداث أو فى ملامح الشخصية.

هل هناك مشاهد معينة فى الجزأين المقبلين تنتظرين ردود الفعل عليها؟

- هناك مشاهد مهمة فى الجزء الثانى أنتظر عرضها بحماس كبير، خاصة بين فوزية وزوجها، وبينها وبين أفراد عائلتها الذين ضحت من أجلهم بالكثير. أنتظر أيضًا مشاهد المواجهة بينها وبين ابنتها ومحاولتها للتبرير أنها لم تقم ببيعها أو التضحية بها، وهذه مجموعة من المشاهد الصعبة والمؤثرة. وعمومًا من بعد الحلقة الخامسة عشرة سيكون هناك العديد من المفاجآت.

 

 

 

ما الذى يميز «أيام» كعمل درامي؟ وهل ترين أنه يجسد نماذج واقعية فى المجتمع المصري؟

- أهم ما يميز العمل هو وجود فريق عمل أكثر من رائع، والذى تم اختياره بشكل احترافى. أما المسلسل فيتناول فكرة الحارة، ولكن الحارة الحقيقية وليست مُتَخيلة، فضلًا عن طرح قضية ذوى الاحتياجات الخاصة، وقضايا إنسانية لمن هم تحت خط الفقر وغيرها من النماذج. العمل طرح الحارة الحقيقية بدون مبالغة، وبدون نماذج البلطجة والنماذج المشبوهة التى تصدرت فى الدراما التى تتناول المناطق الشعبية.

رغم كل الأعمال الدرامية فإن ظهورك على المسرح له بريق خاص.. ما السر فى رأيك؟

- المسرح هو المكان الوحيد الذى أشعر فيه بحريتى. أشعر أننى حرة وأقوم بشىء أحبه جدًا. من الصعب أن أجد عملًا أحبه بكل المقاييس مثل شخصية فوزية فى «أيام»، ولكن هذه المواصفات للدور لا تكون متوافرة فى الدراما التليفزيونية، ولكن على المسرح أجد نفسى وأكون متحررة وأشعر أنى «طايرة».

هل تم التراجع عن تقديم موسم آخر من عرض «سيد درويش»؟

- كان من المفترض أن يكون هناك موسم آخر من «سيد درويش»، وأتمنى هذا بالطبع، لأن العرض حقق نجاحًا كبيرًا والجمهور يطلب أن يمتد العرض لموسم آخر، ولكن لا أعلم لماذا تتعقد الأمور بهذا الشكل، فنحن واجهنا عددًا كبيرًا من المشاكل المادية، خاصة فيما يتعلق بالدعاية وضعف الميزانية الخاصة بها، فكيف سيعرف الجمهور بالعرض ما لم تكن هناك دعاية ملائمة، ومعظم الدعاية تعتمد علينا فى مواقع التواصل الاجتماعى، وبالتأكيد هذا ليس كافيًا. أيضًا معظم دعاية العرض كانت من خلال النقاد، وما كتبه المختصون فى المسرح وإشادتهم بالعرض. لذلك أتمنى أن نعرض موسمًا آخر، وأن نقدم أعمالًا أخرى شبيهة لسيرة سيد درويش، ولدىّ أنا ومجموعة من أصدقائى مشاريع حول إعادة إحياء المسرح الغنائى مرة أخرى. حتى الآن لا نعلم موقف عودة العرض مرة أخرى بسبب الميزانية وبند الدعاية.

هل توقعت ردود فعل الجمهور على عرض «سيد درويش» خاصة الجيل الجديد؟

- المسرح تثقيفى، ووزارة الثقافة وظيفتها أن تنتج عروضًا تثقيفية، وأنا أرى أن هذا تحقق مع عرض «سيد درويش»، فقد كان يشاهدنا شباب ومراهقون وخرجوا مبهورين بالأغانى، وحضروا العرض لمرة ثانية وثالثة. أصدقاء ابنتى حضروا العرض بدون اهتمام فى البداية، ولم يكن لديهم معلومات عن سيد درويش، لكنهم خرجوا يبحثون عن معلومات عنه على جوجل واستمعوا إلى أغانيه لأول مرة، واندهشوا أن هناك من يقدم هذه الأغانى والكلمات التى تسبق عصرها بهذا الجمال، وأعتقد أن هذا هو الغرض التثقيفى من عرض مثل هذا، خاصة لهذا الجيل. وأناشد الدولة أن تهتم بمثل هذه العروض كى لا نسمع من يقول إن الفن لا يلقى الضوء على النماذج الإيجابية، فهذا العرض حقيقى وهادف وثرى ويحمل رسالة بعيدًا عن الإسفاف، وبه ضحك وغناء واستعراض وثقافى أيضًا.

كيف تقيمين تجربة التعاون مع الفنان محمد عادل فى عرض «سيد درويش»؟

- أحب ميدو عادل كممثل، وعملنا فى مسلسل «أستاذ ورئيس قسم»، ولكن لم نلتق أمام الكاميرا وقتها، لكنى تأثرت به جدًا وبأدائه الصادق فى كل أعماله التى شاهدتها. عندما بدأنا نستعد للعرض ومع تسجيل الأغانى فاجأنى، حيث وجدت أمامى «فنان قديم»، بمعنى أنه نادر أن نجد فنانًا من جيله مثقف وقارئ بهذا الشكل وشغوف بما يقدمه. والطريف أنه منذ بداية عملنا على سيد درويش وجدته يحفظ كل أغانيه من شدة تعلقه به، ولديه معلومات ثرية عنه حتى قبل بدء مشروع المسرحية.ميدو فنان يعمل بإخلاص، وهذه أمور طبيعية لدى الفنان ولكنها أصبحت نادرة الآن، فهو «بيذاكر» ولديه نفس الشغف المعروف به الجيل القديم، خاصة من نجوم المسرح. وهو مثلى يحب المسرح جدًا ولديه شغف كبير تجاهه،فأحيانًا يكون مجهدًا بشكل كبير ولديه تصوير، لكنه يواصل العرض بمنتهى الحماس والإخلاص.حبنا للفن وشغفنا به وبالمسرح واحد، لذلك استمتعت جدًا بالعمل معه وبهذه التجربة التى كنا مؤمنين بها، ومخلصين لها، ولسيد درويش وفنه بشكل كبير. 

كيف تعاملتِ مع دور «جليلة» فالمعلومات عنها ضئيلة ومعظمها غير  مؤكدة؟

- تعاملت معها كإنسانة، الإنسان لديه جوانب كثيرة منها الإيجابى والسلبى. جليلة أحبت سيد درويش، وقرأت وثيقة زواج لهما فى إحدى المجلات أثناء مذاكرتنا للشخصيات أنا ومحمد عادل. أنا تعاملت معها كإنسانة وامرأة أحبت من قلبها ولكنها فنانة، ولأول مرة تجد لها معجبين وإغراءات بعد نجاحها وشهرتها.كل هذه الجوانب الإنسانية ركزت عليها لتظهر علاقتها بسيد درويش،خاصة هذا التناقض فى مشاعرها ومواقفها تجاهه.