الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
طب وأنا مالى!!

من بين السطور

طب وأنا مالى!!

عدة  تساؤلات حاصرتنى وأنا أسمع وأقرأ أو أرى تلك الظواهر الاجتماعية السلبية التى تدنت، وباتت وافدًا جديدًا على مجتمعنا المصرى، وكان محور تساؤلى الأهم لماذا اختفت الشهامة ونخوة الرجال الجدعان؟!



ولماذا طفت إلى السطح لغة الأنا، وطغت الذاتية على كل تصرفاتنا فى مختلف مناحى الحياة، وأصبح كل واحد منا يرفع شعار «أنا ومن بعدى الطوفان».. فالأغلبية تدير ظهرها لمن يحتاج المساعدة أو المعونة لإنقاذهم فى موقف ما تعرضوا له.. وهناك آخرون يكتفون بالفرجة أو المشاهدة لأى من المشاجرات دون اكتراث أو أدنى تدخل لرأب الصدع أو احتواء الموقف لشهامة ولاد البلد الجدعان.. وأحيانًا أخرى قد يرى شخص أخاه أو قريبًا له فى موقف صعب أو متأزم ولا يقوم بإنقاذه ويتخلى عنه. وقل نفس الشيء ولو بطريقة أخرى عندما ترى خناقة تتفرج عليها وتراقبها من بعيد وسرعان ما تدير ظهرك لها وتمضى إلى حال سبيلك وكأنك لم تر شيئًا رافعًا شعار «من خاف سلم» أو بمعنى آخر «ما ينوب المخلص غير تقطيع هدومه».

وكم سمعنا عن أشخاص يتم الاعتداء عليهم بالضرب المبرح ولا أحد ينقذهم، وكأن شهامة ولاد البلد قد تلاشت أو اختفت تمامًا، وآخرون تعرضوا لحوادث سطو أو سرقة ويطلب إنقاذه ولم يسعفه أحد حتى وهو يستغيث ولا مجيب».

وخد عندك أشياء أخرى كثيرة من هذا القبيل ولو بصورة أخرى خاصة لمن انتزعت منهم الرحمة أو الشفقة وروح الجدعنة من خلال وسائل النقل والمواصلات المختلفة، سواء كان ذلك من خلال مترو الأنفاق أو الباص، فمثلًا يكون شاب جالسًا داخل المترو وأمامه واقفًا رجل مسن أو سيدة عجوز أو حتى مريض لا يستطيع الوقوف ويعتصر من شدة الألم وهذا الشاب كأنه فى غيبوبة وآخر طناشا، فأحيانًا يعمل نفسه مشغولاً بالموبايل، وتارة أخرى يسبل جفونه وكأنه فى نوم عميق، أو كأنه لم ير شيئًا رغم أن هناك أماكن مخصصة للجلوس لكبار السن والمريض وذوى الاحتياجات الخاصة ولا حياة لمن تنادى وتقول لمين.

وقد يمر البعض بجوار فتاة تبكى وتصرخ عندما قام بلطجى بخطف الشنطة الخاصة بها حتى لو كان ذلك فى وضح النهار ولا أحد ينقذها، ولسان حال كل واحد يقول طب وأنا مالى.. وقد يحاصر لص أو أكثر شخصًا ما داخل الباص بهدف النشل أو السرقة فيستغيث بمن حوله من الركاب ولا مجيب، والكل خائف من تعرضه للإيذاء من جانب اللص أو السارق.

ويبقى السؤال الحائر: هل اختفت الشهامة وجدعنة أهل البلد وفين أيام زمان؟!