الموت مبكرًا
الأربعاء 9 فبراير 2022
كتب
ماهر طلبة
كان يجلس بجانبى حين دخل مدرس الدين ينعق كالغراب بأن سعدًا مات غرقًا فى البحر، كنا أطفالاً فى التاسعة من عمرنا، لم يكن أغلبنا يعرف الموت بعد، لم يقابله أو يواجهه.. لكننا كنا نعرف البحر، نراه كل صباح - ذاهبون إلى المدرسة أو عائدون منها- نائمًا بين ضفتين دون غطاء، هذا البحر الذى حين كبرنا عرفنا أنه ليس بحرًا، بل مجرد نهر يتحكم فيه ويروضه سد عالٍ.. يومها طلب منّا مدرس الدين أن نقرأ لروح سعد الفاتحة لعل الله يغفر له ويدخله جنته، وخرج ليكمل يومه ويعلن خبره على باقى فصول المدرسة وتلاميذها.
سألنى- الجالس بجانبى: هل تحفظها؟..
أجبته بهزة رأس.. طلب منّى أن أكتبها له فى كراسته.. ليقرأها لروح سعد.. لعل الرب يتقبلها منه ويُدخل سعدًا فردوسه.