السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مصـــــر درة التـــــاج

حرص سنغالى على الاستفادة من التجربة المصرية فى مواجهة الإرهاب
حرص سنغالى على الاستفادة من التجربة المصرية فى مواجهة الإرهاب

باتساع خريطة العالم ، هناك موقع لمصر ومكانة لقيادتها ورسوخ لدورها .. ومن المحيط الأطلنطى غرباً إلى الخليج العربى شرقاً ، كانت رؤية رأس الدولة المصرية حاضرة ومؤثرة وبارزة فى مجمل لقاءاته .



ومن لقاء الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون بالقاهرة ، ثم لقاء الأشقاء فى أبوظبى دعماً للإمارات العربية والخليج العربى فى مواجهة إرهاب الحوثيين ثم نعود مرة أخرى للقاهرة ولقاء  الرئيس السنغالى ماكى سال ، كانت الملفات العربية والإقليمية الأبرز فى نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسى الأسبوع الماضى.

 

السيسى يؤكد ثبات الموقف المصرى تجاه الحفاظ على أمن الخليج
السيسى يؤكد ثبات الموقف المصرى تجاه الحفاظ على أمن الخليج

 

لقاء الأشقاء 

فى التفاصيل، توجه الرئيس السيسى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، للتعبير عن تضامن مصر ووقوفها جنبا إلى جنب مع الإمارات الشقيقة فى أعقاب تعرضها لهجمات من ميليشيا الحوثى.

وبحث الرئيس مع شقيقه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جوانب العلاقات الثنائية الوثيقة والممتدة بين مصر والإمارات، فضلاً عن التشاور والتنسيق حول التطورات الأخيرة للقضايا الإقليمية.

وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن اعتزاز الحكومة والشعب الإماراتى بما يجمعهما بمصر وشعبها من أواصر تاريخية وطيدة وعلاقات وثيقة فى مختلف المجالات.. مؤكداً التقدير البالغ للدور الاستراتيجى والمحورى الذى تقوم به مصر تحت قيادة الرئيس السيسى فى حماية الأمن القومى العربى والدفاع عن قضايا الأمة العربية، وكذلك مساعى مصر الدؤوبة فى سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية فى المنطقة، وذلك ارتكازاً على ثقل دور مصر ومحوريته ومقوماته على الساحة الإقليمية.

وثمن صاحب السمو ولى عهد أبو ظبى النهضة التنموية الشاملة التى شهدتها مصر بقيادة الرئيس خلال السنوات الماضية، والتى انعكست على توفير مناخ جاذب للاستثمار وتعزيز بيئة الأعمال، وإقامة المشروعات الكبرى الجارى تنفيذها فى مختلف ربوع مصر، وما توفره من فرص استثمارية متنوعة وواعدة فى جميع القطاعات، مما أحدث نقلة نوعية لافتة فى جميع نواحى الحياة، وهو ما أسهم فى حرص رجال الأعمال الإماراتيين على زيادة استثماراتهم فى مصر.

 

.. ومتابعة رئاسية لمشروع "مستقبل مصر"
.. ومتابعة رئاسية لمشروع "مستقبل مصر"

 

وجدد الرئيس الإعراب عن تضامن مصر حكومة وشعباً مع دولة الإمارات الشقيقة جراء الحادث الإرهابى الأخير الذى أسفر عن وفاة وإصابة عدد من المدنيين، مؤكداً إدانة مصر لأى عمل إرهابى تقترفه ميليشيا الحوثى لاستهداف أمن واستقرار وسلامة دولة الإمارات الشقيقة ومواطنيها، ودعم مصر لكل ما تتخذه الإمارات من إجراءات للتعامل مع أى عمل إرهابى يستهدفها وذلك فى إطار موقف مصر الراسخ من دعم أمن دولة الإمارات العربية المتحدة واستقرارها والارتباط الوثيق بين الأمن القومى المصرى وأمن الإمارات الشقيقة.

وأكد الرئيس ثوابت الموقف المصرى تجاه تسوية الأزمات الإقليمية، والتى ترتكز بالأساس على تقويض التدخلات الخارجية ومحاربة العنف والجماعات المتطرفة والإرهابية والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية، بهدف استعادة الأمن والاستقرار فى الدول التى تعانى من تلك الأزمات، والحيلولة دون تهديدها للأمن الإقليمى.. مؤكدا أن التكاتف ووحدة الصف العربى واتساق المواقف يعتبر من أقوى السبل الفعالة لدرء المخاطر الخارجية عن الوطن العربى ككل.

كما شارك الرئيس السيسى فى جلسة مباحثات رباعية فى قصر الوطن بأبوظبى، مع أشقائه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبى، وجلالة الملك حمد بن عيسى ملك مملكة البحرين، وسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات أمير إمارة دبى، وتم التباحث بشأن تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، وسبل تعزيز التنسيق والتعاون بين الأشقاء لدفع آليات العمل العربى المشترك فى مواجهة التحديات الراهنة التى تواجه المنطقة.

الجزائر والسنغال

فى ذات السياق، استقبل الرئيس بقصر الاتحادية الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون الذى أكد أن زيارته لمصر تأتى استمراراً لمسيرة العلاقات المتميزة التى تربط البلدين الشقيقين وما يجمعهما من مصير مشترك ومستقبل واحد، ودعماً لأطر التعاون الثنائى على مختلف الأصعدة، وموضحاً تطلعه لأن تضيف هذه الزيارة زخماً إلى الروابط المتينة والممتدة التى تجمع بين الدولتين على المستويين الرسمى والشعبى.

وفيما يخص الملف الليبى توافق الرئيسان على تكثيف تنسيق الرؤى والمواقف إزاء آليات حلحلة الأزمة الليبية، مع التأكيد فى هذا الإطار على ضرورة العمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضى الليبية، خاصةً مع ما يمثله ذلك الأمر من تأثير مباشر على الأمن القومى المصرى والجزائرى.

وشهدت المباحثات تبادل الرؤى بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة والتنسيق الحثيث بين البلدين الشقيقين تجاه التطورات المتلاحقة التى يشهدها حالياً محيطهما الجغرافى، كدعامة أساسية لحماية الأمن القومى العربى والأفريقى.

وتم التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين مصر والجزائر فى إطار جهود مكافحة الإرهاب وكافة أشكال الجريمة المنظمة على المستوى الإقليمى، خاصةً عن طريق التعاون والتنسيق العسكرى والمعلوماتى فى منطقة الساحل.

وعن موضوع مياه النيل، تم التوافق حول أهمية التوصل إلى اتفاق قانونى عادل ومتوازن وملزم حول ملء وتشغيل السد الأثيوبى، بما يحقق مصالح الجميع، ويحافظ على الاستقرار الإقليمى، مع التأكيد على ضرورة إبراز حسن النية والإرادة السياسية اللازمة من كافة الأطراف فى المفاوضات.

وثمن رئيس الجزائر الجهود المصرية فيما يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، بينما أكد الرئيس السيسى أن جهود مصر تنبع من مسئولية مصر الإقليمية والتاريخية تجاه القضية الفلسطينية، وتم التوافق بين الرئيسين على أهمية الانخراط فى مسار التسوية السياسية للوصول إلى حل عادل شامل ودائم للقضية وفقاً للمرجعيات الدولية.

كما اتفق الرئيسان على ضرورة دعم استقرار الأوضاع فى السودان واحترام سيادته ووحدة أراضيه لما يمثله ذلك من أهمية بالغة لتحقيق السلم والأمن فى القارة الأفريقية.

واتفق الزعيمان على تعزيز الجهود على الساحة الأفريقية فى ظل الدور الهام الذى تضطلع به كل من مصر والجزائر فى هذا الشأن، واستمرار التنسيق والتعاون فى إطار الاتحاد الإفريقى، ومواصلة جهود دعم بنية السلم والأمن والتنمية فى القارة الإفريقية بما يمكنها من تجاوز أى تحديات تواجهها، وتحقيق الرخاء والاستقرار لسائر أبناء القارة الإفريقية.

وكان ملف سد النهضة الأبرز فى لقاء الرئيسين عبد الفتاح السيسى والسنغالى ماكى سال حيث أكد الرئيس على أهمية التوصل لاتفاق قانون عادل وملزم ومتوازن ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة وفق لقواعد القانون الدولى ومخرجات مجلس الأمن فى اطار زمنى مناسب ودونه إى اجراءات منفردة . فى حين شدد الرئيس السنغالى على حرص بلاده الاستفادة من الجهود والتجربة المصرية لتعزيز العمل الأفريقى المشترك ، فضلاً عن الخبرة المصرية فى مكافحة الإرهاب.  

 

.. وتوجيهات رئاسية باستعادة القاهرة الخديوية رونقها السياحى
.. وتوجيهات رئاسية باستعادة القاهرة الخديوية رونقها السياحى

 

مستقبل مصر

فى الشأن الداخلى، اجتمع الرئيس مع الفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، والمقدم طيار بهاء الدين الغنام مدير مشروع «مستقبل مصر»، حيث اطلع الرئيس على تطورات المراحل الحالية والمستقبلية للمشروع، الذى يعتبر إضافة ضخمة للمشروعات القومية فى مجال الزراعة والغذاء، ويعزز من استراتيجية الدولة لزيادة نسبة رقعة الأراضى الزراعية على مستوى الجمهورية وتوفير الآلاف من فرص العمل فى التخصصات المختلفة.

و تابع الرئيس تفاصيل سير العمل بمكونات البنية الأساسية لمشروع «مستقبل مصر»، من طرق ومحاور وآبار مياه ومحطات معالجة المياه وشبكة تغذية الكهرباء، فضلاً عن منظومة التصنيع الزراعى بالمشروع، وما تضمه من صوامع ومبردات ومعامل تحاليل ومحطات للفرز والتعبئة.

وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى أن الاجتماع شهد عرض الموقف التنفيذى لمجمع الصوب الزراعية بمنطقة اللاهون بمحافظة الفيوم، فى إطار المشروع القومى للصوب الزراعية، والذى سيمثل بدوره قيمة مضافة لقطاع المنتجات الغذائية للدولة.

 

 

 

مشروعات الإسكان

إلى ذلك اجتمع الرئيس، مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، لمتابعة الموقف التنفيذى للإسكان الخاص بالموظفين فى العاصمة الإدارية، تمهيداً لبدء الانتقال الفعلى إلى العاصمة، خاصةً ما يتعلق بتوزيع الوحدات السكنية، البالغ عددها حوالى 30 ألف وحدة، موجهاً سيادته فى هذا الإطار بالالتزام بالجدول الزمنى للتنفيذ وفق أعلى معايير الجودة المخططة.

واطلع الرئيس على مستجدات العمل فى المشروعات الحالية لتطوير منطقة القاهرة الخديوية امتداداً لتطوير ميدان التحرير، موجهاً بتطوير تلك المسارات بالكامل واستعادة رونقها كمصدر جذب سياحى وترفيهى وثقافى، وذلك بالإضافة إلى بدء التطوير الحضارى لحديقة الأزبكية لاسترجاع مكانتها كإحدى أهم الحدائق التراثية بالعاصمة.

كما تم فى ذات الإطار عرض مستجدات تطوير منطقة سور مجرى العيون، بشقيها السكنى، والتجارى والترفيهى، فضلاً عن تطوير منطقة مثلث ماسبيرو، حيث وجه الرئيس فى هذا الصدد بسرعة الانتهاء من أعمال أبراج السكن البديل بماسبيرو لإعادة تسكين المواطنين فيها فى أقرب وقت ممكن.

كما اطلع الرئيس على موقف الوحدات السكنية التى يتم تنفيذها ضمن المبادرة الرئاسية «سكن لكل المصريين»، بما فى ذلك إتاحة مبدأ إيجار الوحدات السكنية فى إطار المبادرة تنفيذاً لتوجيهات سيادته فى هذا الصدد.