الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أنـــا بــــابــــا يــــلا

التدين فى القلب والفطرة

هذه الحكايات، حكايات من وحى خيال الكاتب والرسام، وليست لها أى علاقة بالواقع الجميل، حكاية أب شايف المصلحة وعارفها وفاهمها.. ما هو كان جاى لما الباقى كان لسه هيروح! أومال إيه؟! 



غصب عنه، مش بخاطره، رافض يسيبهم يجربوا بحريتهم، خايف عليهم حتى من نفسهم، أما أولاده.. لأنهم لسه رايحين فمش فاهمين، عايزين يجربوا، عايزين يفكروا بنفسهم لنفسهم.. وهنا تبدأ الحكاية.

 

الأب: روح يا وليد هات من الفكهانى شوية فاكهة اسأل ماما تجيب إيه.. وبعدين عدى على الجزار زمانه جهز اللحمة اللى أنا طلبتها.

 

 

 

وليد: لا يا بابا.. أنا مش قادر.. وبعدين هو فيه عيد ولا إيه؟!

لحمة.. وفاكهة.. فيه إيه هو احنا ورثنا؟!

الأب: يا ابنى هو أنت على طول محبط كده؟! وتاعب قلبى! انزل يا ابنى وخلصنى.

وليد: لا يا بابا.. حرام.. الإسراف ده حرام.

الأب: يا واد يا متدين بالفطرة..

وليد: أنا ضد الإسراف بكل أشكاله وأنواعه المسرفين إخوان الشياطين.

الأب: لا يا راجل.. يعنى مش هتاخد فلوس لبس الكورة الجديد اللى أنت عايزه.

وليد: لا طبعا عايزه.. إيه العلاقة؟!

الأب: ما هو لما يبقى عندك طقم واتنين وتطلب التالت أكيد ده نوع من أنواع الإسراف

 

 

 

وليد: لا لا لا.. اسمحلى يا أبى

الأب: أبى؟!

وليد: أيوه أبى.. حضرتك كده بتخلط الزيت بعبيد!

الأب: يعنى إيه مش فاهمك؟!

وليد: من حقى أنا كلاعب كرة يكون عندى طقم واتنين وتلاتة وده لأنى بحتاجه وبستهلكه، أى أنى لا أصرف على الفاضى.

الأب: لكن الفاكهة واللحمة صرف على الفاضى؟! ولا عشان قلت لك انزل هاته

وليد: بصراحة، ده من ضمن الأسباب، وتناقشنا فى الموضوع ده قبل كده، لكنه سبب من ضمن وليس السبب الوحيد.

الأب: هو إيه الثقافة اللى نازلة عليك دى.. أنا قلقان.

وليد: أتحدث بلغة الدين، أتحدث باللغة العربية، بعف لسانى.

الأب: طيب يا حبيبى ارمى بقى السجاير اللى فى درج مكتبك، وعف لسانك واقفل شباك أوضتك اللى بتبص فيه ع بنت الجيران وعف عينك وبطل تخنصر من أى فلوس بديهالك وعف إيدك يا عفيف!

وليد: إيه ده.. قصدى ما هذا؟ عرفت منين؟!

الأب: وانزل يا وليد هات الحاجة.. الله يهدك.

وليد: طيب هات فلوس لبس الكورة.

الأب: لما تيجى.

وليد: يا بابا..

الأب: إيه.. إيه بابا دى فين وليد الجميل المتدين المؤدب، يلا يا متدين بالفطرة.. يلا.