الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
أصحاب ولا أعز.. المزيد من الأسئلة

استراحة مشاهد

أصحاب ولا أعز.. المزيد من الأسئلة

منشورات عبر فيس بوك، فيديوهات عبر يوتيوب، مقالات فى الصحف، لقاءات فى البرامج، عدد لا نهائى من المتابعات حدث كرد فعل لفيلم نتفلكس المثير للجدل «أصحاب ولا أعز» للمخرج وسام سميرة بطولة سبعة من النجوم العرب أبرزهم بالطبع منى زكى التى نالت القدر الأكبر من الهجوم.



بناء عليه لم يعد هناك مجال لتحليل الفيلم فنيا، ليس فقط لأن نقادا كثرا فعلوا ذلك ولكن لأن الجمهور أو لنقل الفئة المحافظة منه لم تعد تقبل أى تحليل فنى بعد صدور الحكم الأخلاقى، فخيار الاستئناف غير متاح أصلا فى محكمة قاضيها هو الجمهور بالمعنى المجرد للكلمة. 

لكن انتهاء العاصفة يمكن أن يكون فرصة لمناقشة القضية من زوايا أخرى، وهو بالمناسبة انتهاء مؤقت، فالأحكام التى لا تقبل الاستئناف تتميز أيضا بأنها تبقى فى الذاكرة الجماعية طويلا، وسيطارد الفنانون المشاركين فى الفيلم خصوصا الذى نالوا غضب الناس تلك الأحكام لفترة ليست بالقصيرة، وإذا فازت منى زكى مثلا بعد عامين أو ثلاثة بجائزة دولية رفيعة ستجد من يعلق عبر فيس بوك أو إنستجرام يقول إنه متحفظ على التهنئة لأنه مازال غاضبا مما فعلته فى «أصحاب ولا أعز». 

 

منى زكى
منى زكى

 

أول هذه الأسئلة هو مدى تأثير الرسالة التى تركتها تلك الحملة فى نفوس النجوم، ليس فقط من شارك فى الفيلم بل من لم يشارك أيضا وكان يتمنى أن يرى نفسه على منصة نتفلكس وغيرها من المنصات العالمية التى لا تتقيد برؤى مقص الرقيب المحلى، هل يمكن القول أن النور الأحمر بات مضاء فى عقل هؤلاء النجوم وأنهم قد يتراجعون عن القيام بأدوار مختلفة عن السائد خوفا من تلك الحملات أم أن حب التمثيل وبريق الاختلاف سيدفعهم لتغاضى فوبيا جمهور السوشيال ميديا. 

سؤال ثان، بخصوص الأعمال المقتبسة من أصول أجنبية، هل وصلت الرسالة للقائمين على عملية الإنتاج والنقل بأن الطريقة المتبعة فى مشروع الفيلم الإيطالى «غرباء بالكلية» لم تفلح عربيا، وأنه كان من المفروض التدخل ببعض التعديلات بدلا من النقل الحرفى تفاديا لتلك الزوبعة أم أن احتمال الهجوم لم يكن موضوعا فى الحسبان أصلا؟ بالتأكيد إذا أراد صناع أى عمل فنى تحويل عمل درامى أو سينمائى أوروبى أو غربى عموما لعمل عربى سيضعون فى اعتبارهم تجربة «أصحاب ولا أعز» وأكرر ما قلته – من وجهة نظر صحفية لا نقدية- أن بعض اللقطات لو أزيحت من السيناريو المصرى لمر الفيلم بسلام وترك الجمهور يتكلمون حول قضيته الأساسية لا ما خلعته منى زكى. 

أخيرا، هل وصلت رسائل ما جرى إلى القائمين على منصة نتفلكس، الغضب الجماهيرى المتزايد من توجهات معينة يتضمنها معظم محتوى تلك المنصة قد يتصاعد أكثر من ذلك ويصل إلى حملات مقاطعة اجتماعية فى البداية وأتوقع أن تأخذ صبغة دينية لو استمر الوضع على ما هو عليه، أعنى أنه ليس من المستبعد أن نجد جهات دينية تصدر فتاوى بحرمانية متابعة المنصة، فى هذه الحالة كيف سيكون التعامل وهل تتحول القضية برمتها إلى «فتنة نتفلكس» ومن قال أن الحريات فى العالم كله مطلقة، فى الدول الغربية نفسها عانت المنصة من حملات لأسباب مختلفة بل وسحبت أحد أفلامها لقضية تتعلق بالمرأة، فلماذا نصادر على الجمهور العربى ردة فعله حتى لو فرضنا أنها أخلاقية بعيدة عن التقييم الفنى»؟