الإثنين 16 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

القيادي المنشق سامح عيد يؤكد: جيل إخوانى جديد يقود التفجيرات بمصر

القيادي المنشق سامح عيد يؤكد: جيل إخوانى جديد يقود التفجيرات بمصر
القيادي المنشق سامح عيد يؤكد: جيل إخوانى جديد يقود التفجيرات بمصر


 
مفاجأة جديدة فجرها لنا القيادى الإخوانى المنشق سامح عيد عن ظهور جيل إخوانى جديد يحمل طابعا ثوريا إخوانيا ولكنه فى الوقت ذاته أقل تدينا من سابقيه.. كما يؤكد على فكرة العنف العشوائى التى تحولت إلى قنابل موقوتة تستهدف كمائن الشرطة وعناصر الجيش، أما عن الطرف الآخر وهم قادة الجماعة فمنهم من «كدب الكدبة وصدق نفسه»، بأنهم فى محنة اختبار لإيمانهم ومنهم من يقود صلحا للحديبية داخل أروقة التنظم.. أما عن أغرب الأسرار التى كشفها لنا القيادى السابق فكانت حرمة أن تذهب إلى طبيب غير إخوانى وخاصة إذا ما كان جراحا حتى لا تنكشف أى من أسرار التنظيم وأنت تحت تأثير المخدر.. إنها حقا جماعة خان- يخون- تخوين.. المسلمين سابقا.
وإلى نص الحوار:
 
∎ من المحرك لحالة العنف المستمر التى نعانى منها الآن والتى ترعاها الجماعة الإرهابية؟
 
- الحالة الموجودة بمصر الآن تقودها بشكل كبير مجموعات من شباب إخوانى جديد ثورى، تولدت لديه فكرة انتقامية ثأرية أحسنت الجماعة استغلالها.
 
∎ وما صفة هؤلاء الشباب؟
 
- هم شباب إخوانى فى سن 15 سنة ومختلف قليلا عن شكل وهيئة التنظيم القديم، فهم يمثلون شريحة جديدة غير متدينة حتى أن بعضهم لا يصلى ولكنهم اندمجوا فى الحالة الثورية التى أعقبت فض اعتصامى رابعة والنهضة، فنتج هذا الجيل الذى هو فى حالة ثأرية بحتة مع الداخلية والجيش وتضخمت لديهم طاقة الانتقام بصورة أصبحت كقنبلة موقوتة معدة للانفجار بأى كمين أو شخصية أمنية يتم استهدافها أو حتى إحداث حالة من العنف العشوائى بالشارع المصرى.
 
∎ وما المقصود بالعنف العشوائى؟
 
- هو عنف ليس منظما ومن الصعب تتبعه والقضاء عليه لأنه يكون عبارة عن مجموعات شبابية تقوم بهذا العنف بصورة فردية أى لا يضمها التنظيم تفكر فى اقتحام أو تفجير إحدى المنشآت العسكرية أو الأمنية.
 
∎ وماذا عن قيادات التنظيم ودورها؟
 
- قيادات الإخوان تريد التقهقر إلى الوراء وهذا على صدى تصريحات سابقة لجمال حشمت ومحمود حسين القياديين بالجماعة ولكن المشكلة فى شباب الإخوان الرافض لذلك وغالبا سينفصلون تماما عن التنظيم ويقودون العنف فى مصر، وهم الشباب الثائر الإخوانى بخلاف شباب الجماعة المنتسب والذى لايزال على عهده مع الجماعة من تنفيذ أوامر القيادات الذين يسوقون الآن فكرة صلح الحديبية داخل أروقة التنظيم حتى يحصلوا على أهدافهم.
 
∎ إرهاب الجماعة وثأرها من الشعب المصرى.. هل يؤكد أن العنف كان عقيدة مؤجلة لدى قيادتها؟
 
- بالفعل، العنف كان فكرة مؤجلة لدى المستويات الأولى والثانية لدى التنظيم، أما القواعد فكانت تظن أن العنف ليس من منهج الإخوان لذلك عندما بدأت الجماعة فى استخدام العنف اتجه جزء من قواعدها نحو تنفيذ الأمر بينما انسحب جزء كبير، وكلما ارتقى العضو داخل الجماعة فهم حقيقة استراتيجيتها بينما من هم فى القاعدة يظلون يعيشون فى ظل أوهام الدفاع عن الإسلام والتدين وأنهم يواجهون العلمانيين الكفرة الموالين للغرب رغم أن قيادات الإخوان هم من كانوا يتصلون بالأمريكان ويعطونهم تطمينات بأنهم معتدلون وقادرون على إدارة الأمور.
 
∎ بعد كل هذه الموجات العنيفة التى قامت بها الجماعة.. كيف قرأت أحكام الإعدام لبعض قيادات الإخوان؟
 
- أعتقد أن القضاء المصرى مستقل ولكن القضاة بما أنهم بشر يتحركون تبعا لدوافعهم الشخصية أو تأثرهم بالإعلام وبالأحداث، لذلك أعتقد أن الحكم لم يكن كاملا من ناحية الإجراءات كما صرح بعض المختصين بالشأن القضائى أمثال سامح عاشور واحتجاجه على إعدام اكتمال الإجراءات.
 
∎ المرشد محمد بديع قال أنه لا يخشى حكم الإعدام.. فما تفسيرك لهذه الحالة؟
 
- قيادات الجماعة قد يصلون لحالة إيمانية يخدعون بها أنفسهم على أنهم أصحاب فكرة وقد يموتون من أجلها.
 
∎ وهل تعتقد بتنفيذ هذه الأحكام بالإعدام تجاه قادة الإخوان؟
 
- أنا متأكد من عدم إعدام أى من هذه القيادات سواء المرشد محمد بديع أو محمد مرسى لأنه مازال هناك نقض وحتى إن صدر حكم نهائى فأعتقد أن الرئيس القادم قد يعفو عنهم وقد تخفف الأحكام.
 
∎ ولكنهم سيظلون بالسجون.. فكيف يتقبل الإخوان هذا الأمر؟
 
- الإخوان يعتبرون السجن فى حد ذاته ليس أزمة وأنا أتذكر أن أحد قيادات الإخوان «بالبحيرة» كان يقول لنا إن وجودنا خارج السجون استثنائى لأن الطبيعى هو وجودنا داخل السجن، «ودايما تجهز شنطتك»، وكنا بالفعل متأهبين لهذا الأمر من خلال هذا الإعداد النفسى، إضافة إلى الأغانى الحماسية السورية مثل أخى أنت حر بتلك القيود إذا كنت بالله مستعصما وهذه الأغانى كانت تقال فى الأزمة سنة 2891 بحماة وكنا نسمعها وننام عليها وتتحدث عن الابتلاء والصبر وكل ذلك من أجل بقاء التنظيم الذى هو القضية الكبرى للإخوان.
 
∎ هل دخل الإخوان الآن فى مرحلة التجميد السياسى.. وهل سيؤثر ذلك على مستقبل التنظيم؟
 
- هم معتادون على المحن.. وقد يختبئون لفترة حتى تتضح الرؤية.
 
والتنظيم داخل مصر لن يتأثر بقوة رغم الأحداث التى عصفت به لأن أصعب فترة مر بها الإخوان كانت عام 1981 حيث تم إيقاف الأسر لمدة 6 شهور، ولكن الآن لم يتوقف نشاط الأسر وإن كان نشاطها أصبح أقل وفى أضيق الحدود، وفى نفس الوقت الدولة منهكة فى الشارع وليس فى نيتها تعقب الأسر الآن.
 
∎ إذا.. التنظيم لن يموت؟
 
- الفكرة ماتت ولكن التنظيم مازال موجودا ويقاتل لبقائه.
 
∎ ولكن هل تعتقد أن الدولة ستتركه يستمر فى هذا القتال؟
 
- هناك حالة تشكك فى القضاء التام على الإخوان، ففى عهد مبارك كان الإخوان متروكين عمدا ولم يضيق عليهم، وكان الغرض من ذلك ثلاثة أهداف وهو أن يكونوا فزاعة للغرب، ومبررا لتأجيل الديموقراطية والاستبداد الداخلى وفزاعة فى الداخل للقوى السياسية الأخرى، وأخشى أنه فى الوقت الحالى يتم التلاعب بكارت الإخوان بينما هم لم يبالوا كثيرا بالسجن أو حتى بوصفهم بالإرهابية.
 
∎ وهل هناك فرق بين كونها محظورة فى السابق وإرهابية الآن؟
 
- هى مسميات مجرد اشتغالة إعلامية لأن الدولة عندها المادة 86 تتحدث عن الجماعات المحظورة، وسلطة التشريع على يد الرئيس الحالى عدلى منصور وهو لم يصدر قرارا بقانون جديد أنه يصنف الجماعة بشكل إرهابى، ومن الصعب أن يصدرحكم بناء على كلام الببلاوى أو محلب.
 
وهذه المادة تعطى للقيادات الكبيرة إعداما، أما الحكم بمجرد الانتماء حتى لو عضو فى التنظيم رتبة ضعيفة فى التنظيم يكون من 3 سنين لـ 15 سنة سجن.
 
∎ وماذا عن التنظيم الدولى وفكرته حول إرباك الاقتصاد المصرى؟
 
- هم قاموا بسحب بعض الأموال عند إعلان ترشح السيسى من البورصة ولكنها لم تكن مؤثرة.. ولا أعتقد بنجاح هذا المخطط.
 
∎ منشقو الإخوان دائما ما يكونون متعاطفين مع الإخوان.. وهذا ما شعرت به عندما تحدثت عن إعدام بعض الإخوان؟
 
- هو تعاطف إنسانى وليس سياسيا، لأن القواعد الإخوانية أكثر التزاما وطيبة ونقاء وهى متدينة بطبعها الشخصى وتعتقد أنها تخدم الإسلام، وأنا كنت قد تعاملت مع القيادات حيث كنت قد وصلت إلى صفة عامل وكانت لى نشاطات طلابية واسعة، وأدركت تفكيرهم فى تسويق فكرة أن التنظيم يخدم الدين وإقناع القواعد بهذه الفكرة كذلك كان خيارهم الاستراتيجى- وفق مرجعياتهم - خلال 04 عاما هو عدم العنف، والخارجون عن الإخوان أنواع إما خروج مع قطيعة معرفية مع الماضى وهؤلاء ليسوا كثيرين بمعنى إنكار لأفكار حسن البنا، ومن بعده سيد قطب ومنهم من كان خروجه إداريا مثل الزعفرانى.
 
وهناك شباب الإخوان المنشقون مثل حركات إخوان بلا عنف التى تعترف بأنها إخوان، ولكنها تنبذ العنف، ولكن مجرد استمرار اعتناق أفكار البنا فهذا هو بداية العنف لأن حسن البنا قال أنه سيأتى وقت نحمل فيه السيف وهو الذى وضع شعار السيفين والمصحف وكان الشعار فى البداية هلالا ومصحفا ثم تحول إلى سيفين ومصحف عام 1937 مع التنظيم الخاص، فكانت رسائل حسن البنا تكفيرية بشكل مباشر.
 
∎ وإلى متى سيستمر هذا العنف القائم؟
 
- قد يستمر خمس سنوات حسب سياسة الدولة، فإذا اتجهت إلى درجة من درجات العدالة الانتقالية وأن تدفع ديات لأهالى الشهداء حتى من قتلى الإخوان بشكل خطأ فاعتقد أن هذا سيهدئ الأوضاع.
 
∎ ولماذا تدفع لهم الدولة ديات وقد طالبتهم بالانسحاب وفض الاعتصام مسبقا؟
 
- قيادات الإخوان أجرموا فى حق مصر وفى حق قواعدهم ولا شك أننا نطالب بإعدامهم، ولكنى أتحدث عن القواعد البسيطة المخدوعة فيهم لأن قيادات الصف الأول والثانى لم يكونوا برابعة باستمرار وعندما كانوا يذهبون ليلا أحيانا لا يستغرقون كثيرا ثم ينسحبون لأنهم كانوا حريصين على حياتهم لأن القيادى الإخوانى «متكلف».
 
∎ ماذا عن اختراق الإخوان لبعض الكيانات السياسية؟
 
- بالفعل قام الإخوان باختراق قواعد هذه الأحزاب ليكونوا على دراية بأحوالها ويكونوا أيضا قوى مؤثرة داخلها خاصة أوقات الانتخابات فيزايدون أحيانا ويثيرون الأزمات أحيانا أخرى، ويحدثون انقسامات فى وقت آخر، كما حدث فى الدستور والتى كان وراءها الإخوان، حتى إنهم مخترقون الآن حملات صباحى والسيسى لإثارة الجهتين واثارة مشاكل واشتباكات بين الحملتين لتصل إلى الصدام عند التصويت، حتى عندما تنتهى الرئاسة تكون ألا تحظى بقبول شعبى أو حتى للطرف الآخر.
 
∎ هل الإخوان لم يكونوا مخترقين؟
 
- الإخوان كانوا مخترقين، وأنا شخصيا على قناعة أن مكتب الإرشاد مخترق لكن مش من أجهزة محلية.
 
فكان مخترقا من مخابرات عالمية وكانت هناك تسجيلات لمكتب الإرشاد بالمنيل وكانوا على علم بذلك ولكن لا أعرف سبب إصرارهم على التغابى.
 
∎ كيف ترى خطوات حزب النور السياسية؟
 
- حزب النور حزب راديكالى متشدد رجعى، أفكاره متزمتة ولا يمارس السياسة بمنطقها السليم وهذه هى قناعتهم الفكرية الحقيقية.
 
∎ ولكن حزب النور كحزب سياسى ألم يتغير قليلا عن أفكاره الرجعية التى أشرت إليها؟
- هؤلاء لا يتعدون على الأصابع من عشر شخصيات يمثلون واجهة حزب النور السياسية إنما باقى هذا الحشد فلازال يعتنق أفكاره المتشددة، وحتى لو تأثرت هذه الفئة القليلة سياسيا فليست لديهم القدرة على تسويق هذا لقواعدهم.
 
∎ هل نحن مع بداية مرحلة استقرار أم مرحلة أكثر قلقا؟
 
- إننى متخوف من الوضع القادم، لأن هناك ثلاثة أطراف متآمرين على المشير السيسى أولهم النظام القديم والإسلام السياسى ممثل فى حزب النور والثالث الطرف المحسوب على الثورة ومنهم تمرد وغيرهم والثلاثة مع السيسى، والثلاثة يأملون تحقيق مطالبهم والتى هى متعارضة بشكل كبير ومن الصعب التنسيق بين هذه الأطراف فهل سينحاز إلى الثوريين أم سيسدد فواتير لرجال أعمال النظام الأسبق أم مطالب الإسلام السياسى لذلك فنحن لسنا مقبلين على مشهد سياسى وردى.