السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
سائق يحل معضلة الزهايمر!

سائق يحل معضلة الزهايمر!

حقيقة مثيرة توصل إليها علماء بريطانيا، قد تؤدى إلى التوصل لعلاج مرض الزهايمر الذى لا يعرف له سبب واضح، ولا علاج أكيد.



وكلمة «تسهايمر» التى تحولت إلى «زهايمر» فى لغتنا العربية، هى اسم العالم الألمانى الذى اكتشف مرض التدهور الذى يصيب المخ ويؤدى إلى انهيار الذاكرة..والخرف والتوهان.

وتكرّرت محاولات العلماء للبحث فى أسباب هذا المرض الخطير، وأيضا فى سبل الوقاية منه، وكذلك فى البحث عن علاج له.. لكن دون جدوى. لم يتوصل أحد إلى أى علاج، أو وقاية أو التعرّف على سبب الإصابة بالزهايمر.

فماهى الحقيقة التى توصل إليها الإنجليز؟.

 

فى بحثهم من أجل كشف غموض الزهايمر، توصّل العلماء هنا إلى أن مفتاح حل اللغز يكمن فى مخ سائق التاكسى.. كيف؟.

بعد عمليات فحص ومسح لعقول عدد من سائقى التاكسى ورسم خريطة للمخ توصلوا إلى أسرع طريق للوصول إلى الهدف، وعرفوا أن النقطة المركزية التى يجب أن تتمحور حولها أبحاثهم هى منطقة فى المخ تسمى «هايبوكامبوس» سماها العلماء قديما «قرن آمون» وأطلق عليها آخرون اسم «فرس البحر» للتشابه فى شكلها بينها وبينه، وتلعب هذه المنطقة دورا مهما فى التعلّم والتذكّر، ومعروف أنها تتقلص وتنكمش لدى من يصاب بالزهايمر.

وخلال أبحاثهم وجدوا أن هذه المنطقة تنمو وتكبر لدى سائقى تاكسيات لندن، أكثر منها عند عامة الناس، كما أنها تواصل النمو طالما واصل السائق عمله.

لماذا؟.. لأن سائق التاكسى اللندنى يبذل جهدا عقليا كبيرا وبشكل متواصل، فى حفظ الخرائط والمسارات والطرق، ومعه تنمو منطقة الـ«هايبوكامبوس». 

فمنذ سنة 1865عندما بدأت خدمة سيارات الأجرة فى لندن، وحتى الآن، فإن المطلوب من سائق التاكسى أن يكمل معرفته بالخريطة، وهى مهمة صعبة ومعقدة وتشمل الآن تذكر 100 ألف من معالم المدينة و26 ألف شارع. وهى مهمة تساوى الجهد المبذول فى الحصول على ليسانس فى القانون أو بكالوريوس فى الطب، ويستغرق ذلك ثلاث أو أربع سنوات، وتعتبر فى نظر الكثيرين أكبر تحدٍّ لاختبار الذاكرة فى العالم.

ويأمل هؤلاء العلماء أن يتوصلوا إلى طريقة لتشخيص وملاحظة أعراض النسيان وضعف الذاكرة والخرف وفقدان القدرة على  الإحساس بالمكان.. والتجول.. فى وقت مبكر حتى يتمكن المصاب من الحصول على العلاج السريع، قبل فوات الأوان.

 

 

 

ويقول «هوجو سبيرس» أستاذ طب الأعصاب فى جامعة «يونيفرستى كوليدج» فى لندن، الذى يشرف على هذه الأبحاث ويطلق عليها «عقول التاكسى» ويدرسها معه طلاب الدكتوراه: من أوائل أعراض الإصابة بالزهايمر، فقدان الإحساس بالمكان، يشعر المصاب أنه تائه..عندما يخرج من بيته لا يعرف أين هو بالضبط.. أو فى أى اتجاه عليه أن يسير.

ولأن سائقى التاكسى المحترفين فى لندن يتمتعون بعقول مميزة، لا مثيل لها لدى أقرانهم فى نيويورك أو غيرها من مدن العالم.. وهذا الاكتشاف ليس جديدا، ويرجع إلى أكثر من عشرين عاما، وينسب إلى عالمة أيرلندية هى أستاذة طب الأعصاب «إليانورماجويار» التى وجدت أن حجم منطقة «هيبوكامبوس» فى أمخاخ سائقى تاكسيات لندن أكبر منه لدى أى فئة أخرى، وفى دراسات أجريت سنة 2011 تبين أن هذا الحجم يتزايد فقط لدى السائق الذى يواصل العمل معتمدا على الذاكرة وليس «جوجل» أو غيره. 

ويضيف المشرف على التجارب: ما نأمل فى فهمه بوضوح أكثر من خلال البحث هو التأثير الممكن فى تنمية هذا الجزء من المخ عبر اختيار الإنسان لأساليب حياة تتيح له ذلك. 

وقد أجرينا تجارب عديدة على السائقين المحترفين.. وضعنا إعلانات فى مجلتهم «تاكسى» وأنشأنا حسابا على «تويتر» وشجعناهم بتقديم مكافأة 30 جنيها لكل متطوع، وقمنا بعمليات مسح للمخ بواسطة أجهزة المسح المغناطيسى.

ويقول «مايك لويس» (64 عاما) وهو أحد هؤلاء السائقين المشاركين فى التجارب، ويمارس عمله منذ 38 سنة، أنه تطوع عندما قرأ عن مشروع البحث فى «تويتر»: عندما سألونى عن كيفية حفظ الطرق والخرائط عن ظهر قلب، من الذاكرة، وهى عملية نسميها فى مهنتنا «المعرفة».. قلت إن المسألة بالنسبة لى ولغيرى تعتبر نوعا من الهوس.. فأنت مع الوقت تصبح فى حالة انغماس وتكون كالممسوس.. وعليك مواصلة ذلك حتى تصبح متفوقا فيه، بعدها كل شىء يتم تلقائيا! 

  ولا تزال التجارب مستمرة..