الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بصمـات مصريـة فى القـارة السمـراء

دعم مصرى كامل لقضايا أفريقيا فى المحافل الدولية
دعم مصرى كامل لقضايا أفريقيا فى المحافل الدولية

منذ توليه رئاسة الجمهورية، اهتم الرئيس عبدالفتاح السيسى بالملف الإفريقى اهتمامًا بالغًا، فكانت للدولة المصرية بصمة واضحة وحاضرة فى مختلف أرجاء القارة السمراء، من خلال المشروعات الضخمة التى شاركت بها، وذلك فى ضوء المساعى التى تقوم بها مصر لتنمية القارة الإفريقية باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من القارة السمراء.



 

دعمت مصر تحقيق التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى، بدأته بالعمل على دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ، بالإضافة إلى إنشاء 5 سدود وحفر 75 بئرًا جوفية وميكنة 2 بئر جوفى لتوفير مياه الشرب النقية بأوغندا، وتنفيذ 6 محطات مياه شرب جوفية لتوفير مياه نقية لمواطنى مدينة جوبا بمدينة السودان.. كما قامت مصر بإنشاء مركز للتنبؤ  بالأمطار والتغيُّرات المناخية فى الكونغو الديمقراطية.. وغيرها من المشروعات التى تقرب المسافات وتوطد العلاقات بين دول القارة، حتى أصبحت العلاقات المصرية- الإفريقية تشهد انتعاشًا ملحوظًا الآن.

وبأيادٍ مصرية، تتواجد شركة المقاولون العرب بداخل 23 دولة إفريقية عبر تنفيذ حزمة ضخمة من مشروعات البنية التحتية، وأعمال الطرق الكبرى، بالإضافة إلى المشروعات السكنية، والصحية، كإنشاء المستشفيات الكبرى، ومشروعات الطرق الضخمة؛ حيث تستحوذ على النصيب الأكبر من إجمالى حجم الأعمال بدول القارة الإفريقية، والذى يتراوح بين مليار إلى مليار ونصف المليار دولار سنويًّا.

 

تحسين جودة حياة الأفارقة فى دولهم بخبرات مصرية
تحسين جودة حياة الأفارقة فى دولهم بخبرات مصرية

 

جوليوس نيريرى

وتنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية المصرية بالتوجة نحو إفريقيا.. أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى دعم بلاده الكامل لمراحل تنفيذ مشروع سد «جوليوس نيريرى» فى تنزانيا لتوليد الطاقة الكهربائية.. كما وجَّه بقيام كبار المسئولين المعنيين فى الحكومة بزيارات ميدانية دورية لموقع إنشاء السد لمتابعة سير الأعمال والموقف التنفيذى والتنسيق مع المسئولين فى تنزانيا.

ويُعدّ مشروع سد ومحطة «جوليوس نيريرى» فى تنزانيا، مشروعًا قوميًا عملاقًا، تنفذه شركتا «المقاولون العرب» و«السويدى إليكتريك»، تحت إشراف الحكومة المصرية.. والذى يهدُف إلى السيطرة على فيضان نهر روفيجى، وتوليد الطاقة، والحفاظ على البيئة.. وقد تم توقيع هذا المشروع فى ديسمبر عام 2018، بحضور رئيس جمهورية تنزانيا الاتحادية، والدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بقيمة 2.9 مليار دولار، فى دار السلام بتنزانيا.

فهذا المشروع عبارة عن إنشاء سد على النهر بطول 1025 مترًا عند القمة، بارتفاع 134 مترًا، بسعة تخزينية نحو 34 مليار متر مكعب، ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات، تكفى استهلاك نحو 17 مليون أسرة تنزانية من الكهرباء.. وتقع المحطة على جانب نهر روفيجى فى محمية سيلوس جام بمنطقة مورغورو جنوب غرب مدينة دار السلام، العاصمة التجارية وأكبر مدن دولة تنزانيا.. لتكون هذه المحطة هى الأكبر فى تنزانيا بطاقة كهربائية 6307 آلاف ميجا وات/ساعة سنويا، وسيتم نقل الطاقة المتولدة عبر خطوط نقل الكهرباء جهد 400 كيلو فولت..

كما يشمل المشروع، إنشاء 4 سدود فرعية لتكوين الخزان المائى، وسدين مؤقتين أمام وخلف السد الرئيسى، لعمل التجفيف والتحويل أثناء تنفيذ السد الرئيسى، بالإضافة إلى مفيض للمياه بمنتصف السد الرئيسى، ومفيض طوارئ ونفق بطول 703 أمتار لتحويل مياه النهر، و3 أنفاق لمرور المياه اللازمة لمحطة الكهرباء، وكوبرى خرسانى دائم، و2 كوبرى مؤقت على نهر روفيجى، كما سيتم خدمة منطقة المشروع بإنشاء طرق مؤقتة وطرق دائمة لتسهيل الحركة وربط مكونات المشروع.

جنوب السودان

كانت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لعاصمة دولة جنوب السودان «جوبا»، نقطة تحول وانفتاحًا على الدول العربية، حيث أعطت المجتمع الدولى انطباعًا بأن جنوب السودان دولة بها استقرار، خاصة أن مصر من أولى الدول التى اعترفت بأنها دولة مستقلة رغم حروبها الداخلية.

وتأكيدًا على توجيهات الرئيس، فى تقديم الدعم الفنى لجنوب السودان خاصة فى المجالات التنموية فى قطاعات الإنتاج الزراعى والرى والصحة والتعليم، حرصت مصر على دعم جنوب السودان من خلال تفعيل عدة مشروعات تنموية، من بينها مشروع إنشاء المزرعة النموذجية بولاية غرب بحر الغزال، وإنشاء عدد من سدود حصاد مياه الأمطار، حيث قامت مصربإنشاء 6 آبار جوفية بنطاق جوبا، كما تم تركيب وحدة رفع لنقل مياه الأنهار للتجمعات السكانية القريبة من المجارى المائية بمدينة «واو» بدولة جنوب السودان، بالإضافة لمساهمة وزارة الموارد المائية والرى فى إعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع سد «واو» المتعدد الأغراض بدولة جنوب السودان.

كما وقَّع البلدان اتفاقية التعاون الفنى والتنموى فى مجال الموارد المائية، وتدريب العاملين على التقنيات المختلفة لتنمية وإدارة المياه والرى، فضلًا عن مذكرة تفاهم للتعاون الزراعى لإنشاء مزرعة نموذجية مشتركة على مساحة 200 هكتار، وأخرى للتعاون فى مجال الكهرباء، وأيضًا للتعاون فى مجال الصحة.

كما قامت الحكومة المصرية بإنشاء مشروع لتطهير المجارى المائية بحوض بحر الغزال فى المسافة من مدينة «واو» وحتى مدينة بنتيو، وصولًا إلى بحيرة «نو»، والتى ستسهم فى خلق فرص عمل وتطوير أحوال الصيد وإنشاء مزارع سمكية، بالإضافة لحماية القرى والأراضى الزراعية من الغرق نتيجة ارتفاع مناسيب المياه أثناء الفيضانات.

وأرسلت مصر أكبر قوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان، لاستقرار الدولة، بالإضافة إلى تقديم يد العون لها، فى مجالات التعليم والصحة والمشروعات الخدمية والبنية التحتية.

 

 

سد  نيريرى فى تنزانيا ومشاريع  مصرية أخرى فى القارة
سد نيريرى فى تنزانيا ومشاريع مصرية أخرى فى القارة

 

ربط برى وكهربائى

ومن أضخم المشروعات التى تقوم بها مصر فى القارة الإفريقية، مشروع الربط الكهربائى بين مصر والسودان.. والذى يهدف إلى ربط مصر بدول القارتين الإفريقية والأوروبية، عن طريق إمداد دول القارتين بالكهرباء.. وذلك عن طريق الأبراج المعدنية العابرة للحدود، حيث تعمل الدولة المصرية على قدم وثاق من أجل الوصول إلى أعلى جودة، كما أنه من المتوقع أن هذا المشروع سيحول مصر إلى نقطة مهمة فى نقل الكهرباء للقارتين بحلول عام 2035.

كما يدرس الجانبان المصرى والسودانى التوسع فى المشروع للتمكن من الوصول إلى 3 آلاف ميجاوات فى المرحلة الثانية، فى الوقت الذى تشارك فيه مصر بما يقارب 56 مليون دولار لبناء المشروع، بخط ربط يضم 300 برج داخل الأراضى المصرية.

وجاءت فكرة مشروع الربط البرى «سكة حديد» بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى؛ حيث يستهدف المشروع العملاق إنشاء سكة حديد تربط دول إفريقيا ببعضها بعضًا، وستكون انطلاقتها من الأراضى المصرية من العاصمة الثانية الإسكندرية حتى الخرطوم.

وكان التحدى الأكبر الذى واجه المشروع هو عدم تناسب سكك حديد السودان مع مواصفات سكك حديد مصر والعالم.. لذلك تم الاتفاق بين البلدين على تغيير خط سكك حديد السودان لاستبدالها بحديثة تتناسب مع المواصفات المصرية.

ويهدف المشروع إلى تسهيل حركة التبادل التجارى بين البلدين، وليس هذا فقط؛ بل سينقل القطار الركاب والبضائع معا، وسيتم تمويله من الجانب الصينى فى الغالب أو من دول الخليج، وسيمتد فى الأراضى السودانية بطوال 250 كم، بإجمالى 900 كم فى البلدين.

فيكتوريا والبحر المتوسط

يربط هذا المشروع المائى بين بحيرة فيكتوريا الواقعة فى إفريقيا ومياه البحر الأبيض المتوسط فى مصر.. مما سيساهم فى عمل نهضة إقليمية لكل دول حوض النيل.. كما سيكون له تأثير إيجابي على حركة التجارة والصناعة والسياحة على طول الممر الملاحى لنهر النيل.

ويأتى المشروع ضمن رؤية «قارة واحدة - نهر واحد - مستقبل مشترك».. وتم البدء فى تنفيذه عبر تطوير قناطر أسيوط، بتكلفة تقدر بـ 18 مليار دولار، وسيتضمن المشروع إنشاء ممرات تنمية تشمل مجارى نهرية بنهر النيل وبحيرة فيكتوريا، وسكة حديد وطرقًا برية وشبكات للإنترنت ومراكز لوجستية وتنمية تجارية وسياحية بين دول حوض النيل، بالإضافة إلى تنشيط التجارة بين دول القارة.

القاهرة-كيب تاون

ويعتبر مشروع «القاهرة – كيب تاون» هو أطول مشروع لربط دول شمال إفريقيا بدول الجنوب، من خلال إنشاء الطرق البرية العابرة لدول القارة، لتسهيل حركة الاستثمارات؛ حيث سيصل طول طريق «الإسكندرية-كيب تاون» إلى 9700 كيلومتر، وسيستخدم فى نقل البضائع فى مدة 4 أيام فقط. وبدأت مصر فى تنفيذ المرحلة الأولى للجزء الخاص بالمشروع داخل الحدود المصرية والذى سينطلق من القاهرة إلى المنيا، على أن يجرى العمل فى المرحلة الثانية إلى أسيوط، أما المرحلة الثالثة من المشروع ستصل حتى قنا، أما الأخيرة فتصل حتى معبر أرقين على الحدود مع السودان.

وسيمر الطريق البرى العملاق عبر 9 دول، هى «مصر، والسودان، وكينيا، وإثيوبيا، وتنزانيا، وزامبيا، وزيمبابوى، والجابون، وحتى كيب تاون عاصمة جنوب إفريقيا».

مخاطر الفيضان

واستمرارًا لتقديم المساعدات المصرية للدول الإفريقية، قامت وزارة الرى بتنفيذ ما يقرب من 90 % من إجمالى الأعمال فى نطاق مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة كسيسى بغرب أوغندا، استجابة عاجلة لطلب وزارة المياه والبيئة الأوغندية للمساعدة العاجلة فى تخفيف الآثار السلبية للفيضانات بمنطقة غرب أوغندا، والتى تعرضت فى السنوات العشرين الماضية لموجات من الفيضانات العارمة التى قضت على الأخضر واليابس فى معظم مناطق المقاطعة، كما تم حفر 75 بئرا جوفية فى أوغندا.

وحرصت القاهرة على تنمية أشقائها من دول حوض النيل؛ حيث أن هذا المشروع يأتى فى إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارتى الرى المصرية والأوغندية، لتنفيذ مشروعات تنموية تشمل إنشاء عدد من سدود حصاد مياه الأمطار وحفر آبار لمياه الشرب وتدريب الكوادر الفنية الأوغندية.. كما تم تنفيذ مشروع لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمى فى أوغندا.

وفى إطار المبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل والتى تتبناها الحكومة المصرية، يأتى مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، بغرض تعظيم استخدام الموارد المائية وبناء وتقوية قدرات إدارة هذه الموارد.