الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حكاوى الحوارى

حوارى القاهرة القديمة

مقام أبوالبركات الدردير
مقام أبوالبركات الدردير

حوارى القاهرة ذكريات وتاريخ.



حوارى كثيرة تحكى جدرانها قصصًا وروايات وأحداثاً، وكانت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ مصر، ورغم مرور عصور كثيرة عليها مازالت محتفظة بسحرها وجمالها الخاص وتخفى أسرارًا صنعت شهرتها.

حارة العطوف 

موقعها بالقرب من باب النصر بالجمالية، يقال لها العطوفية، وتنسب إلى «عطوف الصقلى» أحد خدم القصر فى الدولة الفاطمية وأحد خدام ست الملك بنت الخليفة العزيز وأخت الحاكم بأمر الله.

وكان أسمر البشرة، قتله جماعة من الأتراك بأمر الحاكم؛ بعد أن كمنوا له فى أحد ممرات الحرملك سنة 401هـ.

كانت الحارة مقرًا لقصور كبار موظفى الدولة وحولها الحدائق عامرة بالحمامات ولكن الناصر صلاح الدين فتح بوابات القاهرة للعامة؛ الذين كانوا يغادرونها بعد إنجاز أعمالهم بالنهار.

وبمرور الزمن صارت العطوف مقرًا للعمال وصغار الصناع والتجار، ومرت بتقلبات زمنية كثيرة لم تحفظها الكتب، وذاع صيتها لما صار فتواتها من أكبر فتوات المحروسة.

وجرت المعارك بالنبابيت بين العطوف وكفر الزغارى والحسينية التى صارت جزءًا من تاريخ القاهرة الشعبى؛ تشم روائحه وتلقى شخصياته فى روايات نجيب محفوظ.

 

 

 

 الحيطة بتتكلم

ويروى أنه أيام السلطان الأشرف قايتباى؛ تضررت زوجة التاجر أحمد بن الفيشى من سوء معاملته، فلجأت إلى أحد الدجالين الذى اختفى وراء جدار البيت بحارة العطوف، وكلم أحمد بصوت خرافى قائلاً: اتق الله وعاشر زوجتك بالمعروف فيروى بن الفيشى سقط على الأرض من الرعب.

فى الليلة التالية استدعى أحد أصدقائه ليؤكد له أن الحائط كلمه وليسمع ما يقوله الحائط، فخرج ونشر الخبر؛ فتوافد الناس أفواجا عند الحائط؛ وصار كل من له مظلمة أو شكوى يرفعها إلى الحائط ويأخذ رأيه!. ويخرجون من البيت وهم يضربون كفًا بكف. 

لما طالت المدة وتراضى الزوجان أطلعته المرأة على الحيلة؛ ففضل الاستمرار وجعلها «زوجته» هى التى تكلم الناس من وراء الجدار. 

ووصل الخبر إلى والى القاهرة؛ فنزل لبيت التاجر ومعه جنوده ووقف أمام الجدار، وكلمه فرد عليه وتحدثا؛ فصدق الحكاية ونقل الخبر إلى الأتابك أزبك الذى نقله إلى السلطان؛ فأمر بنزول الأمراء لكشف الحقيقة، فعادوا بالجواب أن الحائط يتكلم لا محالة.

وصار الناس يحملون النذور والعطايا للحائط بحارة العطوف  وامتلأ بيت الفيشى عن آخره بالناس والنذور، ومن وقتها انتشر المثل: (يا سلام سلم الحيطة بتتكلم!!). 

الوالى شغله الأمر كثيرًا؛ فأمر إحدى العجائز بالخدمة فى البيت، فى محاولة كشف ما يحدث.

وبعد أيام قليلة انكشف المستور، وعادت العجوز لتخبره بالحقيقة؛ فبادر بالهجوم على البيت، وأمر بضرب ابن الفيشى وزوجته بالعصى وأركبهم الحمير بالعكس وجرسهم بالشوارع، وحبسهما مدة قبل أن يفرج عنهما.

إذ لم يكن يعرف أحد وعلى مدار قرون صارت مقولة «يا سلام سلم الحيطة بتتكلم» وصارت تيمة لإحدى مسرحيات الراحل سعدالدين وهبة كتبها سنة 1974، وجعل البطلة تتحدث من خلف الحائط بعدها وقعت فى غرام السلطان.

وسادت حالة انفلات فى أحد أيام عام 1321 فى بعض مناطق القاهرة، وقتها اشتعلت النيران فى منازل كثيرة بحارة العطوف بدأت تطول بعض منازل الأمراء وكان الجميع فى حيرة؛ إذ لم يكن يعرف المحرضين.

وأخيرا... فك أهالى حارة العطوف اللغز؛ إذ ألقوا القبض على 3 أشخاص أثناء إلقائهم كرات النار على البيوت؛ فيأمر «قلاوون» بمحاكمات عاجلة، لوضع حد لتلك الاضطرابات التى خلفت وراءها دمارًا هائلًا.

من أشهر معالم حارة العطوف المدرسة البقرية التى أنشأها شمس الدين شاكر بن غزيل المعروف بابن البقرى سنة 746هـ، ودفن بها.. وخلدها الراحل «نجيب محفوظ» فى مجموعته القصصية (فتوة العطوف).

أما حارة الروم فكانت عبارة عن حارتين، الأولى مازالت موجودة بنفس الاسم بشارع المعز، وتعرف باسم الروم السفلى، والثانية بقرب باب النصر باسم الروم الجوانية، واختصرها العامة فى «حارة الجوانية»، ونسبت إلى الأشراف الجوانيين.

 

حارةاليهود
حارةاليهود

 

 

ويروى أنه عندما غضب الحاكم بأمر الله على الروم فى عهده أمر بهدم الحارتين سنة 1009م.

وتشمل حارة الروم الآن : حارة الروم وعطفة الروم وحارة الجامع وحضان المصلى وسيدى عنبر والدرب الجديد والسكرية وحوش آدم.

وعندما فتح جوهر الصقلى, مصر, كان الروم من عناصر الجيش الفاطمى الفاتح للبلاد؛ فحدد لسكناهم «حارة الروم».

وقال البعض إن قصر يوسف عليه السلام كان يشغل موقع كنيسة العذراء المغيثة ومقر دير الأمير تادرس؛ وكان يعرف بـ «قصر الروم» فتمت تسمية المكان بحارة «الروم» أو «الغرباء» نسبة إلى الأجانب الذين يعملون لدى المصريين. 

واستخدم الحارة, المسيحيون لاختباء المضطهدين وحمايتهم من إيذاء اليهود والرومان، وتقول بعض الروايات إن بعض أحجار قصر يوسف عليه السلام كانت مختومة باسمه زافينى (الاسم الفرعونى لسيدنا يوسف) ومازالت فى مكانها.

وبالحارة «مسجد الدعاء» الذى بناه عبدالله محمد سودون القصراوى؛ أحد أمراء المماليك، أواخر القرن السابع عشر، وجدده الخديوى عباس حلمى الثانى، ومدون على بابه: هذا مقام سيدى بنيامين شقيق يوسف عليه السلام»، ويجاوره مقام قيل إنه كان ليوسف عليه السلام.

وهناك مقامات جانبية؛ ولم يعرف أصحابها بصفة مؤكدة غير بنيامين‏،‏ والشيخ محمد شهاب الدين والخربوطلى باشا.

ويوجد بالحارة بيت الشبشيرى بعطفة التترى، ويطلق عليه أهلها «بيت الاثار»؛ أنشأه الشريف/ محمد بن إمام الدين القبانى الشبشيرى فى القرن17م، وتم تخطيطه وتنسيق أجزائه ببراعة؛ فكل غرفة منه محاطة بحوش بوسطه فسقية من الرخام.

من حارة الروم الأديب الراحل يوسف السباعى، وعاش فيها فنانون مثل «آدم حنين» الذى تأثر بالحارة، وأنتج حوالى 60 تمثالًا؛ عرضها فى متحفه فى منطقة «الحرانية».

 كف القديسة 

وتعرف حارة الروم أيضا بحارة كف القديسة، وحاصرتها الكثير من الورش بدلاً من الصناعات والحرف اليدوية التى اشتهرت بها زمان.

داخل الحارة مازال دير الأمير تادرس موجودًا بجوار كنيسة العذراء المغيثة، التى ترجع لمنتصف القرن السادس الميلادى، ومن أهم كنائس القاهرة.

كانت الحارة مقرًا للبطريركية بعد نقلها من حارة زويلة عام 1676 م، وسكنها سبعة من الآباء البطاركة قبل الانتقال إلى كلوت بك عام 1799م.

واسم حارة كف القديسة له قصة، إذ يقال إن جنديًا وجد علبة على شكل كف إنسانى اكتشفوا فيما بعد أن داخله كف القديسة مارينا الملقبة بالقديسة التى هزمت الشيطان كانت مغطاة بالفضة. فى أحد الأديرة بجبل الكرمل بفلسطين، فباعه لتاجر مصرى عاد به إلى مصر 1297م، فمرض مرضًا شديدًا وأوشك على الوفاة، ووجد أحد أصدقائه اسمًا مكتوبًا باليونانية أسفل علبة الكف فعرف أن داخلها كفًا لأحد القديسين، ويجب أن تودع بكنيسة وأقنع التاجر المريض أن إيداع علبة الكف بالكنيسة ستشفيه من مرضه، فأهداه إلى كنيسة الملاك ميخائيل بالفهادين «حارة الجوانية عند باب النصر».

وعندما هدمت الكنيسة نقل كف القديسة إلى كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم لقربها، ويتم الاحتفال به مرتين كل عام، وعرضه للزائرين فى ذكرى استشهادها «30 يونيو» وذكرى تكريس أول كنيسة على اسمها فى أنطاكية «2 ديسمبر».

ويشهد الاحتفال بكف القديسة آلاف المسلمين والأقباط إضافة إلى القادمين من أوروبا وأمريكا، خصوصًا النساء العواقر للتبرك.

وذكر مؤرخون أن العائلة المقدسة شربت من البئر القديمة مكان الكنيسة.

على رأس حارة الروم يوجد أشهر الأسبلة وهو «سبيل محمد على باشا» أنشأه 1820 م، صدقة على روح ابنه إبراهيم طوسون بعد وفاته متأثرًا بالطاعون.

يتميز السبيل بالزخرفة الغنية المنحوتة على الرخام محاكاة لطراز الباروك الأوروبى، ومثلها أفاريز الخشبية ويضم صهريجًا تحت الأرض سعته 455 ألف متر، وكانت تغذيه بالماء أنابيب يملؤها سواق على الخليج المصرى الذى كان يخترق القاهرة وقتها.

 

من أمام باب المدرسة البقرية.. أهم معالم حارة العطوف
من أمام باب المدرسة البقرية.. أهم معالم حارة العطوف

 

محلات الكعك

حارة الكحكيين أشهر حوارى الغورية، وسبب التسمية امتلاؤها بمحال صناعة الكعك والحلويات، وعرفت الحارة بدايات العصر العثمانى بـ «رحبة الكعكيين» واشتهر فيها طباخو الأطعمة الرومية.

وداخل الحارة مقام «الدرديرى» قديم وهو صوفى له مؤلفات فى اللغة وكان يلقب بمالك الصغير.

بجوار المسجد توجد قاعة الدردير وهى أقدم القاعات الأثرية بالقاهرة، ويقال إنها كانت دار الصالح طلائع الوزير الفاطمى.

والشيخ أحمد بن أحمد العدوى، الشهير بالدردير المالكى، صاحب الكرامات ولد عام 1127 هجريًا بقرية بنى عدى بأسيوط، ينتهى نسبه إلى الفاروق عمر بن الخطاب.

ولقبه الناس بالدردير تبركًا باللقب المشتق من رجل مبروك مشهور، كما لقبوه بـ «أبى البركات»، لأنه كان كلما صادف أحدًا جرى الخير والبركة بين يديه. وروى الجبرتى أن واليًا عثمانيًا هدد بعض عمال وأغلق عليهم باب القلعة، فاستنجدوا بالشيخ، فذهب إلى القلعة، وكلما استعصى عليه باب دعا الله فيفتح حتى حرر العمال المحبوسين وقيل إنه لا قوة تمنعه من إنزال الحقوق.

مرض الشيخ وتوفى عام 1201 هجريًا، وحزن عليه جموع المصريين ويقصد الناس مقامه مثلما كانوا يقصدونه حيًا، ويرددون المثل المأخوذ عنه «اركب الحمارة واقضى العبارة» تعبيرًا عن سرعته بقضاء حوائج الناس.

وبجوار مسجد الدرديرى مسجد يحيى بن عقب، الذى أزيلت مئذنته بعد زلزال 1992، وبه ضريح صاحبه وآخر لابنته «سكر» ويقال إنه هو الإمام يحيى بن عقب معلم الحسن والحسين رضى الله عنهما.

وإلى جوار المسجد وكالة سليمان بك الخربوطلى، باقى منها السبيل المملوكى المتعامد والشبابيك المصنوعة من الأرابيسك.

أقامه سليمان بك بن حسين 1637 م، وهو أحد الأمراء أثناء حكم محمد على باشا وكانت له مكانة فى قلوب المصريين لأعمال الخير ورعاية المحتاجين والمرضى.

 

مدخل حارة العطوف
مدخل حارة العطوف

 

وبالحارة 3 حمامات عامة تهدمت وأغلقت وهى «المصبغة» و«الغورى» ويسمى أيضا «حمام العرائس» لأنه أوقف على البنات الفقيرات و«الجبيلى» الذى عرف بحمام القفاصين بجواره أقدم معمل طرشى بمصر يرجع إلى 200 عام ويتوارث المهنة أبا عن جد.

من أبناء الكحكيين الفنان والمنولوجست الراحل محمود شكوكو، والمفكر اليسارى الشهير محمود أمين العالم.

ابن ميمون

أما حارة اليهود، فتتبع حى الجمالية، أنشئت عام 1848 م، وتضم 360 زقاقًا تتصل ببعضها.

وكانت حارة اليهود مقسمة على شياختين واحد للربانيين وأخرى للقرانيين.

وبالحارة أكثر من 10 أوديشات بعضها يسكنها الأهالى والبعض الآخر تحول لورش خراطة.

أغلب سكان الحارة هاجروا ما بين عامى 1948 إلى 1967 وتوفيت آخر سكانها من اليهود «مارى» قبل 8 أعوام عن 92 عامًا.

تضم الحارة مئات المنازل والمحلات التجارية والمصانع كانت ملكًا لليهود باعوها قبل هجرتهم للمصريين، تضم 13 معبدًا لم يتبق منها سوى ثلاثة هى «موسى بن ميمون» و«راب موشى» فى 15 درب محمود، وبنى عام 1204 م بعد وفاة «ابن ميمون» الطبيب والفيلسوف الشهير والمقرب من صلاح الدين الأيوبى، وكان العوام يعتقدون أن من يبيت فيه يشفى من الأمراض المستعصية.

ويروى أن داخل المعبد سردابا يقود إلى الغرفة المقدسة، التى رقد بها جثمان ابن ميمون أسبوعًا قبل نقله إلى طبرية بفلسطين.

وفى حارة اليهود أيضا معبدا «بار يوحاى» بشارع الصقالبة، و«أبوحاييم كابوسى» فى درب نصير مدرسة مخصصة «العدوى»، وبداخلها معبد وتم هدمها مؤخرًا.

عمل أغلب يهود الحارة بالتجارة فى الأقمشة والمشغولات الذهبية وصناعة الأحذية وإصلاح بوابير الجاز وإعداد الأطعمة الشرقية وفتح الكوتشينة.

واحتكر الأغنياء تجارة الخردوات ولعب الأطفال وكان الفقراء يشترون أفلام الأشعة من المستشفيات بعد استعمالها بـ20 قرشا للكيلو يعالجونها بمادة كيميائية، لتصبح «باغة» بيضاء تباع لورش المحافظ بـ40 قرشا للكيلو.

وكان «بيت الليثى» مخصصًا لمن يقدمون خدمات لليهود، وكل حجرة يسكنها عامل يجيد السباكة أو تصليح الأجهزة الكهربائية بأنواعها.

وبالحارة دروب وأزقة وأسواق مازالت تحمل أسماءها القديمة، فهناك درب نصير ومكسر الخشب وقاعة الفضة ودرب الكنيسة وحارة سوق الفراخ التى ولد فيها الفنان الكوميدى إلياس مؤدب.

خرج من الحارة الكثير من المشاهير مثل «قطاوى باشا» وزير مالية مصر ووزير المواصلات و عضو مجلس النواب، ومن الفنانين المخرج توجو مزراحى والممثلات كاميليا وراقية إبراهيم ونجمة إبراهيم ونظيرة موسى شحاتة، الشهيرة بنجوى سالم.

أغلب سكان حارة اليهود كانوا «قرائين» وهى الطائفة التى لا تعترف إلا بالتوراة كمصدر للديانة اليهودية، وكانوا ملتحمين بالمجتمع المصرى من حيث العادات والتقاليد وأسلوب المعيشة ولم ينعزلوا فى «جيتو» خاص بهم.

لم يعد هناك شىء يدل على الحارة الآن سوى «نجمة داوود السداسية» المشغولة بالحديد على أبواب بعض المنازل القديمة، لكن تحولت الحارة إلى مكان تجارى.

عرفت مصر بدءًا من عام 1563 م، ظاهرة قص أنصاف الفضة التى انتشرت واشتراها الصاغة بسعر زائد.

وفى القرن الثامن عشر أطلق المصريون اسم «حارة المقاصيص» على الحارة التى كان الصيارفة اليهود يقصون أنصاف الفضة فيها.

وكان اليهود يقصون النصف المسكوكة إلى أربعة، وصارت تتداول بالوزن، فيجمعها التجار لبيعها فى الصاغة، وبعدها تقرر ضرب نقود فضية جديدة، ونودى بإبطال المقاصيص، وضرورة إبدالها وأخذ وزنها فضة وتجريم استخدامها، لكن سرعان ما عادت للظهور عام 1714.

أما حارة السكر والليمون فهى الأشهر بمنطقة الملك الصالح بمصر القديمة، ويروى سكانها حكاياتها لكل غريب يرى اللوحة الزرقاء المعلقة فى مدخلها.

الاسم على غرابته له قصة شهيرة ترجع لعهد محمد على باشا، عندما أقام عزومة كبرى فى قصره خلال الاحتفال بافتتاح «مجرى العيون» الذى يجلب المياه من فم الخليج إلى القلعة.

ومن فرح الأهالى بقدوم الفوج قاموا بتوزيع مشروب السكر والليمون «الليمونادة» على المارة، والتصق الاسم بالمنطقة التى تتكون من ميدان وشارع وعطفة وحارة.

 

آدم حنين
آدم حنين

 

قصة أخرى تقول إنه عندما دخل مرض الكوليرا مصر وتزايدت الإصابة قام أحد الباشوات ببناء مجموعة من الأزيار ووضع فيها ليمونا لكونه العلاج الوحيد فى هذا الوقت، ومن أجل أن يستلذه الناس قام بتحليته بالسكر، وعند مدخل الحارة هناك مدرسة، يقال إنها كانت قصر «عبدالقادر باشا» الذى وضع الليمون فى الأزيار.

ويروى أن المنطقة سكنها عدد من أمراء المماليك ومنهم الملك الصالح أيوب قبل انتقاله لقلعة الروضة.

وتواجد على أول الحارة الجامع الناصرى، التى ظلت بقاياه حتى أخذ رضوان بك حجارته ليبنى بيته، ولكن خريطة المنطقة تغيرت بالكامل، ولم يتبق من ملامحها القديمة سوى حطام منازل قديمة وبقى اسم الحارة شاهدًا على التاريخ.

وتوقف يحيى حقى وقت دراسة الحقوق عند جريمة قتل حدثت فى تلك الحارة، فسحره الاسم.

وأشهر من سكن السكر والليمون كان الفنان عدلى كاسب الذى عاش فترة طويلة من حياته بزقاق جزرة.

أما حارة الجداوى فهى واحدة من أشهر حوارى مصر القديمة بشارع المعز لدين الله بالغورية.

تنسب إلى حسن بك الجداوى من خشداشية محمد بك أبى الذهب.

ولاه على بك الكبير إمارة جدة سنة 1184 هـ، ولقب بالجداوى ولما عاد للقاهرة وأقام فى منزله الأشبه ببستان يصل إلى الخليج «موضع مديرية أمن القاهرة الآن»، ولما دخل الفرنسيون مصر، قاتل وأبلى بلاًء حسنًا شهد له الجميع بالشجاعة والإقدام ومات بغزة بالطاعون.