السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

روشتة نسيان لجراح الماضى

«اشترى نفسك فى 2022»

مع وداع عام سابق وبداية سنة جديدة، تراودنا أحلام وأهداف جديدة مليئة بالأمل والتفاؤل.



ونأمل فى تعويض ما فات، فيما هو آت، نتذكر الإخفاقات على المستوى الشخصى التى وقعت فى العام الماضى، وبعض الأهداف التى لم نستطع تحقيقها. الحيرة شائعة عند كثيرين مع استقبال عام ووداع آخر، ويبقى السؤال الدائم عن ملامح روشتة النجاح فى العام الجديد مطروحًا.

 

الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية يبدأ نصائحه: «بلاش نتكلم فى الماضى، خصوصًا إذا كان به جراح، وبلاش ندور على شىء راح، هذه الفلسفة يجب أن تكون فى ذهننا ونحن فى استقبال العام الجديد، ويجب أن نعلم أن أهم شىء ندخل به السنة هو غلق صفحة الماضى بآلامها وجراحها وعلاقاتها المنهكة وطاقاتها المستنفدة والسالبة، فنتخلى عن أى طاقة سلبية كانت موجودة بالأجواء المحيطة العام الماضى، ومحظور استدعاء مشاعر الألم فى بداية العام الجديد».

وتابع هندى: «الإقبال على العام الجديد بنوع من التفاؤل والإيجابية والسعادة والمرح والإشراق واجب بهدف الاستمتاع بكل ثانية فيه، وتحويل الخبرات المختزنة إلى سعادة تخدم العيش بإيجابية تحسن مستوى جودة الحياة، بقدر كبير من الكفاءة النفسية».

وأكد هندى على ضرورة تحديد أهداف قابلة للتحقيق، كضمان لسنة جديدة سعيدة مع وضع أهداف واضحة، لأن غياب هدف فى الحياة يعنى الموت النفسى، وأن نضع فى اعتبارنا أنه أحيانا ما تتحقق الأهداف بعد فترة، فمعيار النجاح هو تحقيق الهدف وليس المدة التى استغرقها لتحقيقه، كما لابد من البحث عن الأساليب الأنسب لتحقيق الهدف وفق خطط بناء على الموارد المتاحة.

وتابع هندى: لا بد من مراعاة تحقيق هدف على حساب أهداف أخرى أساسية، فمثلا من غير المعقول أن أستهدف شراء سيارة وأظل طوال العام أعمل بجنون على حساب صحتى أو أسرتى أو علاقاتى الاجتماعية، فعندما أصل لهدفى أكون أصبت بعدة أمراض تمنعنى من الفرحة، لذلك فإن دراسة الأولويات جيدًا الأساس لتجنب دوامة الحياة.

مع بدايات العام الجديد لا بد من إيجاد طريقة للتخلص من السلبيات فى حياتنا، ولندرك قيمة الوقت، ففرح كل سنة جديدة هو من جانب آخر مؤشر لنقصان العمر.

وينصح هندى بالبعد عن «حرامية الطاقة» يعنى «لا تدع أحدًا يسلب طاقتك أو يبث أفكارًا سلبية ومحبطة، أيضًا تجنب الشائعات على السوشيال ميديا، مع عدم تضييع الوقت فى العالم الافتراضى، لأنه فى نهاية العام الأشخاص على أرض الواقع يصبحون فى منطقة ناجحة، لتعاملهم مع الواقع ومعطياته، بخلاف الأشخاص الافتراضيين على السوشيال ميديا الذين يحققون نجاحات وهمية».

ينصح هندى أيضًا بالعيش فى السنة الجديدة بـ «ودن واحدة»، يعنى «مش كل حاجة تسمعها تاخدها على محمل الجد وتؤجج بها مشاعرك ووجدانك وتجعلها تسيطر على أفكارك واسمع الكلام الإيجابى الداعم واحرص على العلاقات الداعمة، وإذا كنت مضطربًا فى هذه العلاقات فابحث عن الصداع الاجتماعى الموجود لديك واعمل إصلاحه».

أما النصيحة الأهم -حسب الدكتور وليد هندى- فهى: «امنح لنفسك حقوقها، كما تمنح الآخرين حقوقهم، طور مهاراتك، وقيّم نفسك فى ضوء نفسك فقط ولا تقارنها بالآخرين، وفكر فى الذى تريده تحديدًا لتكون سعيدًا».

 

 

 

لا ثوابت

من جانبها, قالت الدكتورة إيمان سرور أستاذ الطب النفسى: هناك متغيرات كثيرة نعيشها فى الحياة اليومية، ولا توجد ثوابت فى الحياة، الإنسان نفسه طفل ثم مراهق ثم شاب ثم عجوز، ولا بد من النظرة الموضوعية فى الأهداف خصوصًا أن الحياة متغيرة باستمرار.

الدرس المستفاد دائمًا هو ضرورة توفير الجهد والطاقة للتعامل مع المتغيرات والمستحدثات الجديدة على أرض الواقع ويجب الوقوف على الاحتياجات والمتاح، مع ضرورة تدريب النفس على المرونة».

ونصحت سرور بضرورة أن يكون إنجاز كل خطوة دافعًا للخطوة التالية، وربما تكون هناك مفاجآت وطوارئ ولا بد من التعامل معها، مع ابتكار طرق جديدة لإسعاد النفس خلال التفكير فى الأشياء بأسلوب مختلف.

وأكدت سرور على ضرورة تجنب التعامل بمبدأ الضمان، فلا يوجد شىء فى الدنيا مضمون لأن المتغيرات كثيرة، وعلينا أن نغير الخطط الخاصة بتحقيق الأهداف أولًا بأول حال حدوث طوارئ، بمعنى أن أى خطة أساسية لابد لها من خطة بديلة، أى خطأ بإحدى الخطط لا يعنى أن أترك هدفى، إنما أبحث عن خطة جديدة للوصول إلى الهدف وتحقيقه.

أما الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع فاعتبر السنة الجديدة استمرارًا للسنوات السابقة، ويمكن لكل فرد أن يقف على أهدافه الجديدة من خلال مطالعة حساب الإنجازات والفشل فى نهاية كل عام، مع معرفة الأسباب فى كل حالة، ويكون القرار الإيجابى هو تخصيص العام الجديد لتجنب الفشل وزيادة عوامل النجاح.

وقالت الدكتورة هالة منصور أستاذ الاجتماع: إنه مع بداية كل سنة يكون أمامنا فرص وتحديات جديدة، ولا بد من تجزئة الأهداف إلى خطوات صغيرة، مع وضع جميع تعاملاتنا ومسئولياتنا اليومية أثناء التخطيط للأهداف؛ سواء كانت فى الأسرة أو العمل وخلافه، وأن نحدد ظروفنا جيدًا ونضع الفرص المتاحة للتصدى لصراع الرغبات الكثيرة.

وأكدت منصور على الالتزام بالمنطقية فى رسم الأهداف، مع ما أسمته «الحماس المعتدل» الذى يولد لدينا الرغبة فى النجاح دون الانفعال والفتور واليأس. ونوهت منصور إلى ضرورة تواجد ما يسمى «بمرونة» التراجع ومرونة الهجوم ومرونة السرعة حسب الظروف.