الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
قلة أدب.. وعدم تربية!

من بين السطور

قلة أدب.. وعدم تربية!

السلوك والتربية عنوان الحقيقة داخل أى من المجتمعات الراقية التى تتسم بالانضباط الأخلاقى والاتزان الأدبى الذى لا يخرج عن المألوف ودائمًا وأبدًا ما تكون نقطة البداية من خلال العوامل المحيطة بالطفل، وهى بالدرجة الأولى الأسرة أو الوالدان أو تلك العناصر التى تشكل نمو الطفل وتربيته أو سلوكه فى المستقبل، وبمعنى آخر من تربى بعناية وأدب يكون منضبطًا أخلاقيًا، وطبعًا العكس يكون صحيحًا خاصة من نصفهم أو نطلق عليهم عديمى الأدب والتربية فى أسلوب الحوار أو الكلام مع استخدام الألفاظ الجارحة أو المخلة بالأدب، إلى جانب التصرفات البذيئة التى ما تكون دائمًا خارج السياق، أضف إلى ذلك الروح العدوانية فى التعامل مع الآخرين. وظواهر أخرى نلحظها فى بعض المدارس وتوالت الحوادث من ضرب واعتداءات وصلت إلى النيابة وساحات القضاء.



والبعض الآخر يلقى بأصابع الاتهام على التكنولوجيا ووسائل الخراب الاجتماعى والنت وسنينه! ويقولون إنهم السبب فى تغيير السلوكيات فى عصرنا الحاضر، بل إنهم يؤكدون ذلك أو عن سر التراجع الأخلاقى إلى جانب البيت أو الأسرة وكذلك الوالدين.

هذا الأمر يجعلنا نجتر ذكريات الزمن الجميل الذى مضى عندما كان الابن يخاف وينحنى احترامًا عند رؤية أبيه أو حتى أمه ويتحدث معهم بكل أدب أو احترام أو حسب تربيته، لكن الآن الواقع تغير كثيرا لدرجة أن الطفل أو الشاب أو كذلك الرجل ينادى والده باسمه مجردا دون أدب أو احترام وكمان ممكن يدخن قدامه وهو يضع قدما على قدم!

ذلك انعكس بدوره نتيجة سوء التربية. وهنا أقترح بوضع مادة أساسية للسلوك القويم والتربية أو التميز خلقيا فى المدارس ويرصد إما درجات على مدار العام الدراسى، وعلى الجانب الآخر يكون هناك عقاب رادع وحرمان من درجات التميز الأخلاقى لمن تصل بهم الأمور إلى قلة الأدب أو الانفلات الأخلاقى طوال العام.

والعيب كل العيب أن تتظاهر بما ليس عندك أو لديك أو أن تتخلى عن أصلك وفضلك أو تربيتك.. فما بين الضرب أو الاعتداء على مدرس بمحافظة الدقهلية بسبب لومه لأحد تلاميذه بالتوبيخ وتقديم نصيحة له بسبب قيامه بسب زميل له بالفصل وبوابل من الألفاظ النابية فما كان من التلميذ المخطئ غير اصطحاب أبيه فى اليوم التالى إلى المدرسة ومعه آخرون وقيام الأب بضرب المدرس والتعدى عليه بالحذاء داخل الفصل أمام تلاميذه!

وواقعة أخرى نسردها بكل أسف عند شروع أسرة تلميذة بالمرحلة الابتدائية بسب وتوجيه الشتائم إلى إحدى المدرسات وطردها من الفصل الدراسى بعد أن قاموا بتحطيم باب الفصل وتكسير النوافذ، والسبب تقويم سلوك الطفلة وتوجيه النصائح لها بالاحتشام خاصة أنها تضع ماكياج صارخ على وجهها مع الأحمر والذى منه وهى لا تزال طفلة صغيرة بالصف الخامس الابتدائى حتى وصل الموضوع برمته إلى النيابة للتحقيق، وبعد الإبلاغ عن الواقعة. ومن الطبيعى أن ينال المخطئ عقابه بالقانون لو وصل الأمر إلى الحبس.

وحتى لا ننسى أو فى المقابل فقد هالنى ما أسمع وأنا داخل شقتى التى أقطن بها وهى قريبة جدا من إحدى المدارس الإعدادية من ألفاظ تؤذى المسامع من جانب المدرسين والمدرسات.

ومنها على سبيل المثال لا الحصر اخرس يا حيوان وأخرى اخرس مش عايزة أسمع صوتك يا كلب! وثالثة أنت يا جزمة أى والله.. إلخ، والسؤال: هل هذه تربيتنا  أو سلوكياتنا أم نقول الله يرحم أيام زمان.