الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
إيلون ماسك.. رجل عصرنا بأحلامه الكبرى!

إيلون ماسك.. رجل عصرنا بأحلامه الكبرى!

الجدل المثار حول شخصية رجل الأعمال والابتكارات إيلون ماسك سوف يستمر لأن أسئلة كثيرة حول تطلعاته الضخمة وطموحاته المتنوعة ما زالت تبحث عن إجابات ولو غير مكتملة ربما تقوم بتفسير أو تبرير بشكل أشمل نفوذه المتزايد فى دنيانا..



 

مجلة «تايم» الأمريكية وهى تختار الملياردير ماسك شخصية العام لعددها السنوى واجهت سيلًا من الانتقادات الحادة لأنها فى رأى هؤلاء اختارت الاسم الشهير الأكثر ثراءً والمعروف بتناقضاته وشطحاته فى التعامل مع البشر ولم تهتم ـ حسب رأيهم ـ بشخصية عامة يمثل صاحب المعنى والقيمة والنموذج!! بالمناسبة يعد إيلون ماسك أغنى أغنياء العالم وتقدر ثروته بنحو 260 مليار دولار!! 

كما أن ماسك (50 عامًا) تم تسليط الضوء عليه من جانب مجلة «نيوزويك» أيضًا فى نهاية العام المنصرم (2021) على أساس أنه واحد ممن كسروا قواعد أو قوالب اللعبة المعتادة.. وتم وصفه بأنه يعد توماس أديسون فى زمن التكنولوجيا.. ربما لأن أديسون مثله كان له تأثير كبير على ما حوله وكان أيضًا صاحب شخصية صعبة وصادمة لمن حوله.. وحتى لا تختلط الأمور فإن أديسون ـ حسب تاريخه ـ كان مخترعًا.. فى حين أن ماسك حسب توصيف بعض المقربين منه فإن قدرته الفذة تكمن فى أنه يعرف ويستطيع أن يجمع الموهبة التقنية بجانب العقلية البزنسية والمالية ويوظفهما معًا بأفضل طريقة من أجل تحقيق رؤية المهندس الكبير.. ومثلما لا أحد يستطيع أن يلصق به تهمة الغباء أو عدم القدرة على التصور والابتكار.. فإن لا أحد يستطيع أن ينكر فظاظة ماسك وطول لسانه وأحيانًا تعاملاته الجافة مع الآخرين.. دون الأخذ فى الاعتبار أى احترام تجاه الآخر.. وهو يهاجم السيناتور الأمريكى الشهير والكبير سنا بيرنى ساندرز بسبب مواقفه المتشددة تجاه المليارديرات وعدم دفعهم للضرائب.. قال ماسك فى تويتة: أنسى دائمًا أنك ما زلت على قيد الحياة!!

 

 

 

كان لإيلون ماسك - لمن يتابع خطواته بل قفزاته - دور ريادى فى تفكيك وتكسير قواعد اللعبة المعتادة المملة وأن يغامر فى الخروج من الطبيعى القائم إلى الجديد الغريب.. ومن هنا لمسنا دوره فى تحقيق نظام الدفع الرقمى «بيبال» وتصنيع الصاروخ الحامل لسفن الفضاء والذى يمكن إعادة استعماله من جديد (سبيس اكس) وذلك للقيام بمهام فضائية لصالح ناسا (وكالة الفضاء الأمريكية) وأيضًا لتحقيق رحلات لرواد الفضاء والسياح. 

وبالطبع عرفناه من خلال شركته الشهيرة «تسلا» التى قامت بدور متميز وريادى فى إنتاج السيارة الكهربية.. وأن تكون هذه السيارة المبتكرة والمستخدمة للطاقة المتجددة جزءًا من خطط المستقبل.. ماسك تبنى وتمسك دائمًا بالخطوة الأولى الجريئة التى غامرت وتحدت الانتقادات والعقبات والعقليات السائدة من أجل سيارة  الغد المختلفة.. نعم غامر إيلون ماسك وقامر وهو يحمل معه تصورًا متميزًا ربما جنونيًا فى بعض الأحيان لمتطلبات العصر وأهله..

عالم ماسك يحمل أيضًا (لمن يتابع مغامراته) مشروعات مستقبلية جريئة أخرى مثل «نيورالينك» حول استخدامات الذكاء الاصطناعى فى تعزيز قدرات المخ البشرى.. وأيضًا مشروع «بورينج وهايبرلوب» ـ لتحقيق أنفاق للنقل العام السريع فى المدن الكبرى .. وكل هذه المشروعات فيها ابتكارات جديدة وتصورات حديثة لمواجهة تحديات زمننا المتغير..

وبالطبع هناك دائمًا مشروعه أو حلمه الكبير فى الذهاب إلى كوكب المريخ.. والتأكيد منه على أن هذا الحلم قد يتحقق خلال سنوات قليلة مقبلة..  إيلون ماسك لم ولن يتوقف عن إبهارنا وإزعاجنا.. وأن يقلقنا بما يحمله معه من خطط طموحة ومبادرات جريئة تغير من نظرتنا لأنفسنا.. ولكل ما يحيط بنا

تساؤلات عام 2021

حرص المراقبون للمشهد الأمريكى مع نهاية العام أن يقدموا ليس فقط رصدًا لأحداث العام الذى مضى وإنما كشف حساب للأسئلة  التى طرحت أو التى يجب أن نطرحها, نجد فى القائمة هيمنة الإرهاب الداخلى وهل من طرق لمواجهته وأيضًا التطرف والعنف داخل المجتمع الأمريكي؟.. وكيف يمكن التعامل مع التمييز العنصرى المتغلغل فى آليات صناعة القرار وأيضًا التعامل والتواصل فى المجتمع الأمريكي؟ وماذا عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه من كوكبنا الأرضي؟ وهل يمكن اعتبار أن كل ما تم حتى الآن مجرد خطوات صغيرة وقليلة على طريق طويل للغاية؟ والأسئلة كثيرة ويجب أن تتوالى.