الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
العالم على كف الرجل الآلى!

العالم على كف الرجل الآلى!

 كان مسلسل «البشر» Humans الذى استغرق إنتاجه فى لندن أربع سنوات منذ 2015،  قصة من قصص «الخيال العلمي» Science Fiction. فهو يكشف طوالع المستقبل بعدما تمَّ صنع رجال ونساء آليين مشابهين يتمعتون، مثل البشر، بالمشاعر والأحاسيس.



وهذه الآلات الذكية راحت  تتدخل فى حياة الناس اليومية. والقصة الخيالية تلك صارت حقيقة. فالرجل الآلي Robot يعمل فى المستشفيات ممرضا يقدم الدواء والغذاء للمرضى، ومترجما فى المؤسسات التجارية، ومدير حسابات، ومذيعا لنشرة الأخبار. 

وتلك الحقيقة تُرجِمت أرقامًا ومواعيد. فبحلول سنة 2030 وحسب «مؤسسة أكسفورد إيكونومست»، سيخسر العاملون فى القطاعات الصناعية المختلفة أكثر من 30 مليون وظيفة، مما يجعل حجم العمالة البشرية يتراجع 5.8 % بسبب  الأجيال الجديدة من الرجال الآليين التى ستحل محلهم.

سبقت الصين الكل، فاستخدمت «نظام الذكاء الاصطناعى» الذى طورته «شركة بايدو» لتصنيع كاميرات تعتمد علي الرؤية الإلكترونية، وأجهزة استشعار بالأشعة  ما دون الحمراء للتنبؤ بدرجات حرارة الأشخاص فى المناطق العامة، حيث يمكن فحص ما يصل إلى 200 شخص فى الدقيقة الواحدة. واستخدمت الشركات الصينية الطائرات من دون طيار، ويُشّغل عقل صناعى لرش المطهرات والمبيدات فى المناطق العامة.

وكشفت دراسة أجراها باحثون من جامعتى «أوكسفورد» البريطانية و«ييل» الأمريكية أن هناك احتمالا بنسبة 50 % بأن يتفوق الذكاء الاصطناعى على الذكاء البشرى فى جميع المجالات، فمن المتوقع فى غضون 120 سنة أن يكون قادرًا على تولى الوظائف البشرية كافة. وستتفوق الآلات الذكية على البشر فى ترجمة اللغات، وكتابة المقالات الأكاديمية، وقيادة الشاحنات، والعمل بتجارة التجزئة.

ولن يمضى قرن من الزمان، حتى سيكون الذكاء الاصطناعى قادرًا أن يحل تمامًا محل الإنسان، والقيام بما يقوم به فى المجالات شتى.

وحسب البيانات المستمدة من «الاتحاد الدولى للروبوت»، فإن فى مصانع غالبية الدول المتطورة يعمل أكثر من 2.4 مليون رجل آلى. والإحصائيات أشارت إلى زيادة 10 % خلال السنتين الماضيتين، وهذا معدل مثير  وخَطِر.

لقد أصبح «الذكاء الاصطناعى» من أقوى الأدوات التى ستزاحم البشر فى أعمالهم وتنظيم حياتهم، وهناك شركات كبرى تخلت عن معظم موظفيها بعد تفعيل هذه الأدوات.

وحاليا «الخطوط الجوية البريطانية  BA» تعمل على استبدال جميع موظفيها فى خدمة العملاء من خلال نظام اتصال ذكى يعتمد على تقنية حديثة هى «التعرف على الكلام» Speech Recognition.

إن العالم صار على كف الرجل الآلى، ولقد بات من المحتم اللازم تغيير أسلوب وطريقة العمل، لتتوازى مع السرعة المذهلة لتطور «الذكاء الاصطناعى». ولا بد من أن تتحمل المنظومة الاقتصادية بأكملها المسؤولية فيما هو آتٍ، وتعتبر مشاركتها أمرا فى غاية الأهمية، لوضع نظام دولى يواجه البطالة ومعركة البقاء فى المستقبل.