السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سفراء الطفولة

الأطفال المكرمون
الأطفال المكرمون

 يرفع العالم شعار «مستقبل أفضل لكل طفل»، فى الاحتفال  باليوم العالمى للطفل،  ويأتى هذا العام، وتسبقه وتعقبه احتفالات ومؤتمرات ومهرجانات من جميع المنظمات، والمؤسسات، والاتحادات، والجهات، ذات الصلة المهتمة بقضايا الطفل، وتدعم مواهبه وإبداعاته وابتكاراته،  لوضعه على الطريق الصحيح، والذى يسلك فيه الطفل دروبه من تنمية المهارات والقدرات، ليكون نافعًا لنفسه ووطنه.



 

 

عبدالله مجدى - سعيد وعدد من شهادات تكريمه
عبدالله مجدى - سعيد وعدد من شهادات تكريمه

 

التقت «صباح الخير» عددًا من المبدعين الأطفال، ومن ذوى القدرات الخاصة، فى مهرجان «إبداع الطفل العربى»، والذى نظمته مبادرة «أراب مايند ميكر»، بالاتحاد العالمى لحماية الطفولة، والذى عُقِد بمدينة الإسكندرية مؤخرا، برئاسة الدكتورة عبير العراقي. 

فارس أشرف، 14 عامًا، من محافظة الدقهلية، يدرس بمدرسة حكومية، شارك فى العديد من المسابقات للاختراعات الدولية «آيسيف»، وحصل على عدد من الجوائز، ويطلق عليه  عدة ألقاب منها «المخترع  المروج الصغير» و«القائد التنموى الصغير».

بدأ منذ السادسة من عمره، بتصنيع أجهزة متوفرة من حولة داخل منزله، بطريقته الخاصة وأدواته البسيطة، وكان أول ما نفذه المكنسة الكهربائية من الكرتون، إلى أن لاحظته والدته، وتوجهت به إلى المركز الاستكشافى بالمنصورة، وبدأت رحلته وتطوير أفكاره  بناء على قواعد علمية سليمة،  وكيف يبدأ استكشاف المشكلة ليبتكر الحلول بالتجربة، وعرف أهمية البحث العلمى لتحديد طريقه.

كانت فكرة اختراعه  الذى فاز به فى مهرجان إبداع الطفل العربى، هى «جهاز لتنقية وغربلة القمح»، كما حصل على المركز الخامس من جامعة القاهرة، ومركز أول من جامعة المنصورة، للاختراع ذاته الذى استوحاه من الطبيعة الريفية التى يعيش فيها، وتقدم بأوراقه لأكاديمية البحث العلمى لكى يحصل على براءة الاختراع.

 

أحمد الصاوى واختراعه روبوت كشف الأجسام الغريبة
أحمد الصاوى واختراعه روبوت كشف الأجسام الغريبة

 

 وقال فارس: يستخدم الفلاحون عند غربلة الحبوب الغذائية «الغلة»، الغربال اليدوى، وهو ما يستغرق وقتًا وجهدًا يصل بين 4 و 6 أسابيع،  على حسب إنتاجية المحصول والمساحة المنزرعة، وكذلك عمليات نخل الدقيق، كما يبدأ العمال بنخل حصصهم منه يوميًا فى الأفران من الساعة 2 وحتى 6 صباحًا، وكذلك ربات البيوت اللاتى يستغرقن وقتًا فى غربلة الأرز، والعدس، والفول، والسمسم، ونخل الدقيق، موضحًا أنه لاحظ هذه المشكلة فبدأ  بالبحث عن الحل الذى تمثل لديه فى جهاز لغربلة الحبوب الغذائية وعلى رأسها القمح.

 وهو جهاز يمكن استخدامه فى المنازل، والمطاعم، والمطاحن، والأفران، حيث يمكن تصنيعه بأحجام تتناسب مع جميع الأماكن، وتصميم يناسب أغلب الحبوب الغذائية، كما أنه يستخدم الطاقة النظيفة لتشغيله.

 

فارس أشرف مع والدته وأخيه
فارس أشرف مع والدته وأخيه

 

 وعن مواصفات الجهاز، قال فارس إنه يشبه الغربال، ولكنه كهربائى مزود بقاعدتين من السلك، بأحجام ومساحات مختلفة لتتناسب مع أنواع الحبوب، ومزود بموتور يصدر حركة دائرية، وقام بتزويده بحركة ترددية لتسهيل الحركة وفصل الحبوب فى درج مخصص، ومزود بمكنسة لشفط الأتربة، وشبكة أخرى فى أسفل الجهاز لتلقى «الشِرب»  وهى الشوائب التى تخرج من بين الحبوب، لتصل بالشبكة الرئيسية «الغلة» نظيفة دون أى شوائب، وتم استخدام أدوات صديقة للبيئة من الخشب، والألومنيوم، وموتور كهربائى 9 فولت، ويعمل على تطويره للاستخدام بالطاقة الشمسية.

الإبداع التكنولوجى 

أما أحمد محمد الصاوى، 10 سنوات، ويدرس بالصف الثالث الابتدائى بإحدى المدارس التجريبية، فشارك  فى مهرجان إبداع الطفل العربى مؤخرًا بأحدث ابتكاراته، وهو «روبوت لكشف الأجسام الغريبة»، وهو عبار عن سيارة دفع رباعية أضاف إليها «المحرك المؤازر» حيث يسمح بالتحكم والتشغيل بشكل دقيق، فمن خلاله يتم إفراز سائل عند تحسس أى جسم غريب، مثل الألغام أو المتفجرات، ويتم تشغيله والتحكم فى حركته عن طريق البلوتوث، كما أنه يمكن استخدامه فى عمليات التنقيب عن المعادن.

 وسبق هذا الابتكار، روبوت آخر لتعقيم المستشفيات والأماكن العامة، ويتم تشغيله أيضًا عن طريق البلوتوث، والواى فاى، أو «الأشعة تحت الحمراء I R sensor» للمستشفيات وأماكن العزل، وتم تنفيذه بنسبة 70 % من خامات تم إعادة تدويرها، واستخدام الصوت فى إعطائه الأوامر لتنفيذ المهام، وأطلق عليه «نصر روبوت» باعتباره أول نجاح له فى تنفيذ روبوت.

 

محمد وعمار مع والدتهما
محمد وعمار مع والدتهما

 

   أما محمد فى سن 16 عامًا، وعمار فى سن الـ 13 فهما شقيقان من  ذوى الاحتياجات الخاصة، من محافظة الغربية مدينة طنطا، يعانى الأول من «التوحد» والثانى «فرط الحركة»، وفازا أثناء مشاركتهما بالمهرجان عن ابتكارهما «روبوت لتعطيل القنابل بالطاقة الكهرومغناطيسية».

قالت والدتهما، بدأت ملاحظتى لهما منذ سن مبكرة، حيث وجدتهما ينطقان بكثير من المصطلحات العلمية مثل سرعة الرياح، والفضاء، وطاقة الأرض، وغيرها، ولم أكن أعلم ما الدافع وراء هذه المصطلحات ومن أين عرفاها، وقالت:  بحثت وراء المراكز الاستكشافية، ووصلت إلى أساتذة الجامعة  حتى أنمى مهاراتهما، وخاصة أنهما من ذوى الاحتياجات الخاصة، وبدأت رحلتهما مع التدريب فى مركز بحوث إقليم الدلتا.

وقالت إن ابنها محمد وهو فى سن أصغر، كان يعمل على ابتكار «جهاز لتعطيل الصواريخ بالطاقة الكهرومغناطيسية»، واستخدام تلك الطاقة فى مقاومة القنابل بطاقة سالبة ومعاكسة لمقاومة طاقة القنابل ذاتها، وتبنى رئيس جامعة طنطا مشروعهما للطاقة النظيفة، وأشادت جامعة القاهرة به، وتم تكريمهما ودعمهما بحافز مادى، وكانت أول من ساندهما للتقديم للحصول على براءة الاختراع.

 

د. عبير العراقى مع الأطفال
د. عبير العراقى مع الأطفال

 

 كما حصل محمد على بطولة الجمهورية فى ألعاب القوى العام الماضى، كما تم تكريمه من المحافظ بعد فوزه فى مسابقة الرسم، فهو متعدد المواهب، وقالت إن محمد وعمار دائما يكمل كل منهما الآخر، ويعملان تحت رعاية أساتذة جامعة طنطا على مشروعات قائمة على إعادة تدوير النفايات الإلكترونية.

الإبداع الفنى 

  محمد شريف الجندى، 31 عاما، من محافظة الغربية، لديه إعاقة ذهنية، وفاز فى المهرجان لموهبته الإبداعية فى الرسم وفن الكاريكاتير، كما حصل على مركز أول جمهورية فى الإبداع الفني.

سعيد محمد إبراهيم، مصاب بإعاقة ذهنية، وفى ذات الوقت هو بطل الجمهورية فى ألعاب القوى، وحائز على 78 ميدالية فى المراكز الأول والثانى والثالث، وأول جمهورية فى فن الخزف، وكرة القدم، وتم تصنيفه ضمن لاعبى الأولمبياد الخاصة فى الكرة الطائرة، للسفر إلى الإمارات، ورعاه نادى الهدف لذوى الهمم والقدرات الخاصة بمدينة طنطا بالغربية، واهتم به لتنمية مواهبه المتعددة فى الرسم والألعاب الرياضية.

أما عبدالله مجدى – فلم يعقه بصره عن استكمال الدراسة حتى حصل على ليسانس الشريعة  والقانون من جامعة طنطا، وذلك بعد حصوله سابقا على مؤهل متوسط من معهد القراءات، وأصبح خطيبًا فى أحد المساجد الآن.. ولأنه كفيف كانت والدته تقف فى ظهره، وتحدد له الرسومات بالصلصال، ثم يلونها هو ليستكمل شكل الرسومات الفنية الراقية والمكتملة. 

ومؤخرا، أعلنت أكاديمية البحث العلمى، عن فتح باب الاشتراك بمعرض جنيف الدولى للاختراعات 2022، والمنعقد بين 16 و 20 مارس 2022، وستختار الأكاديمية أفضل المتقدمين لتمثيل مصر فى هذا المعرض المهم، طبقاً لمعايير معلنة، ومنها أن تكون الفكرة مبتكرة، ولها أساس علمى سليم، ووجود نموذج أولى، وأن يكون المتقدم قد سجلها فعليًا أو حصل على براءة اختراع أو تم تسجيل الطلب دوليا.

وأكد الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى، على دعم المبتكرين دائمًا، فهم الفئة الأولى المستحقة للدعم الحكومى، حيث يرفعون اسم مصر عاليًا فى المحافل الدولية، وقال، يعتبر معرض جنيف الدولى هو الأكبر والأهم للابتكار عالميًا، وهو بمثابة ساحة مفتوحة لعرض أكثر من ألف ابتكار فى مجالات عدة، منها الهندسة، وأعمال التشييد والبناء، وحماية البيئة، والطاقة، وغيرها من العلوم المختلفة.