الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صباح الخير رافقت فرق التواصل المجتمعى

10 ساعات فى قطار «تثقيف المصريين»

اللقاح يخفف من الإصابة بالفيروس بنسبة 75 %
اللقاح يخفف من الإصابة بالفيروس بنسبة 75 %

تقع عليهم المسئولية الأخطر فى ظل أزمة كورونا.. من غير الأطقم الطبية.. يتحملون مشقة الانتقال من بيت إلى بيت، ومن قرية لأخرى، وبين المحافظات للوصول لأكبر عدد من المصريين.. يقومون بدور وطنى لا يقل أهمية عن الفرق الطبية.. إنهم «فرق التواصل المجتمعي» بوزارة الصحة والسكان.. أغلبهم من فئة الشباب.



تنصب مهمتهم فى التعامل مع مختلف العقول والثقافات، ويواجهون تحديًا كبيرًا فى تغيير بعض أنماط التفكير والسلوكيات والعادات الخاطئة لدى بعض المواطنين.

 

أعضاء اتحاد شباب الجمهورية بالزى الموحد
أعضاء اتحاد شباب الجمهورية بالزى الموحد

 

عايشت مجلة «صباح الخير» إحدى حملات التوعية والتثقيف الصحى فى 10 ساعات كاملة، تجولنا خلالها فى عدد من الأماكن لتثقيف المواطنين، وتوعيتهم بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية لمجابهة فيروس كورونا.

رصدنا دورهم، والتحديات التى تواجههم، واستفسارات المواطنين بشأن منظومة كورونا واللقاحات، وكيف أن الشائعات الهدَّامة تؤثر على الجمهور العام، فيما يتعلق بالتشكيك فى اللقاحات، وكيف يتصدى هؤلاء المثقفون لكل ذلك، محفزين الجمهور على الاستماع لصوت العقل.

 

خطة الدولة لتطعيم 40 % من المواطنين قبل نهاية العام الجارى
خطة الدولة لتطعيم 40 % من المواطنين قبل نهاية العام الجارى

 

تجمع فريق التثقيف الصحى فى الموعد المحدد من صباح يوم المعايشة فى نقطة الانطلاق بميدان الساعة بطريق الأوتوستراد قرب الجامعة العمالية، ثم تحرك الجميع عبر أتوبيس يتكون من طابقين، تم تصميم مقاعده بشكل يراعى الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا من حيث التباعد الاجتماعى بين ركابه، وتطهيره بالكامل.

يضم الأتوبيس 30 فردًا، بينهم مثقفون صحيون يرتدون زيًا موحدًا عبارة عن «تى شيرت أزرق وكاب أبيض اللون» مطبوع عليهما شعار وزارة الصحة «تطعيم كورونا آمن.. فعال.. مجاني».

شباب الجمهورية

ويضم الأتوبيس عددًا من أعضاء اتحاد شباب «الجمهورية الجديدة»، وانضموا للحملة متطوعين، فى خدمة وطنية، ليدعموا ويحفزوا المواطنين وتسليمهم هدايا عبارة عن «فلاشة وقلم ونوت بوك ومج وشماسة سيارة وتى شيرت وكمامة» مطبوع على كل منها شعار وزارة الصحة التأكيد أن تطعيم كورونا آمن وفعال ومجانى؛ حيث تم توفير تلك الهدايا من خلال التعاون بين الوزارة وشركات راعية للحملة.

ويحمل أعضاء الفريق 3 رسائل مهمة للمواطنين، أولها؛ أن اللقاح آمن تمامًا، وغير صحيح ما يشاع عنه من أنه يتسبب فى أى مشاكل صحية، أو أية معلومات أخرى تخرجه عن عامل الأمان.

وثانيها؛ أن اللقاح فعَّال فى مكافحة فيروس كورونا،  وأعراضه؛ حيث يخفف من حدتها، ويجعل فترة الإصابة تمر بسلام، دون عواقب وخيمة.

وثالث الرسائل التى تحملها فرق التواصل المجتمعى للمواطنين؛ هى أن اللقاح مجانى، حيث تتكفل الدولة بدفع ثمنه وتكلفة تشغيل الأطقم الطبية العاملة فى مجال التطعيم فى جميع مراكز ووحدات الطعوم فى مصر، كما لا يطلب من أى مواطن دفع أي رسوم أو مقابل لهذه الأطعم بجرعتيه.

وانتقل أتوبيس التوعية من شارع عباس العقاد للوقوف أمام أحد المولات الشهيرة بمدينة نصر، ثم أمام البوابة الرئيسية للنادى الأهلى بالمنطقة ذاتها، ثم انتقل أمام أحد المولات الكبرى بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، وفى جميعها التقت فرق التوعية مع الرواد والمترددين على تلك المنشآت، لتوصيل نفس الرسائل التثقيفية إليهم وحثهم على التسجيل للحصول على اللقاح، والرد على الاستفسارات.

وكانت أبرز الاستفسارات تتعلق بالفئات المسموح لها بتلقى التطعيم،  وتلك الممنوعة طبيًا من الحصول عليه إما بشكل دائم مثل مرضى أمراض الدم، أو مؤقت «لحين زوال السبب» مثل السيدات فى الحمل والرضاعة والأطفال أقل من 18 سنة، وكذلك نسبة أمان الطعوم «آمنة تماما» والمسموح منها فى السفر، «حسب ما تحدده سلطة كل دولة»، ومدى السماح لتطعيم من أصيب بكورونا سابقا من عدمه «فحسب الصحة العالمية يشترط مرور 3 شهور على التعافى التام على الفيروس قبل تلقى اللقاح».

وتركز فرق التواصل المجتمعى على توضيح معلومات مهمة للمواطنين عن الفيروس وطريقة التطعيم، وكل ما هو جديد فى شئونه، وكيفية التسجيل للحصول عليه، وخاصة أن الفترة الحالية تشهد تغيرات مناخية، مع حلول فصل الخريف ثم الشتاء، وهو موسم نشاط الفيروسات، وهو ما دعا وزارة الصحة والسكان إلى تكثيف حملاتها خلال الفترة الراهنة مستهدفة تغيير ثقافة المواطنين نحو الأفضل، بما يحافظ على الصحة العامة لهم وحيواتهم، ويدعم جهود الدولة المصرية فى احتواء الجائحة العالمية، والتخفيف من تداعياتها على مجال الرعاية الصحية الشاملة للمصريين، والاقتصاد الوطنى، ولكى تظل مصر مستقرة متقدمة فى خطاها نحو التنمية الشاملة، وما تصبو إليه من تطور وازدهار، وتنفيذ استراتيجيتها للتنمية المستدامة 2030.

 

قطار التوعية مع أعضاء النادى الأهلى
قطار التوعية مع أعضاء النادى الأهلى

 

تواصل مجتمعى

وقالت الدكتورة أميمة عدلى، مدير عام التثقيف الصحى بوزارة الصحة والسكان، إن فكرة التواصل المجتمعى لها أهمية قصوى؛ حيث يتم عبرها توعية عدد محدود من المواطنين، نظرًا لثبات أماكن عمل الحملات السابقة، إضافة إلى عدم التدريب الكافي  للفرق التوعوية، ولذلك لم تحقق المستهدف منها، ودعم ذلك انخفاض وعى بعض المواطنين والثقافة الصحية لديهم، وعدم اعتيادهم على مثل هذا النوع من التثقيف والتوعية.

واستطردت: نبعت فكرة التوسع لنشر التوعية وتثقيف المواطنين من خلال فرق التنقل، مرتكزين على التحرك لأكثر من مكان خلال اليوم الواحد داخل المحافظة للوصول لأكبر عدد ممكن من المواطنين، لتشهد نسبة إقبال كبيرة، وخاصة فى ظل انتشار جائحة كورونا، التى تحدث تخوفًا كبيرًا لدى البشرية.

وأكدت على حمل رسائل توعوية للمواطنين عبر تلك الفرق مفادها أهمية حماية أنفسهم وذويهم والمجتمع، من خطر الإصابة بفيروس كورونا، وطمأنتهم ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية، وإزالة التخوف من تلقى اللقاحات والإقبال على التطعيم، وحثهم على تبنى سلوكيات إيجابية وتسهيل تسجيل أكبر عدد منهم عبر موقع وزارة الصحة المخصص لذلك لتلقى اللقاح فى أسرع وقت، وذلك فى إطار خطة الدولة لتطعيم 40 % من المواطنين قبل نهاية العام الجارى.

كما أكدت على تدريب الفرق التثقيفية على أعلى مستوى، للتعامل مع جميع فئات الشعب المصرى، وكيفية التعامل مع أجهزة التابلت التى وفرتها وزارة الصحة، لاستخدامها فى مساعدة المواطنين لتسجيل بياناتهم. 

وترى أن وجود محفز مثل الهدايا التى تُمنح للمواطنين من خلال شباب «الجمهورية الجديدة»، هى محفز لهم للوقوف مع الفرق والتجاوب معهم دون رهبة، وطرح كثير من الأسئلة وتوضيح إجاباتها.

وأضافت: هناك تنسيق مع الجهات المعنية وعلى رأسها مجلس الوزراء، ووزارات التربية والتعليم، والكهرباء، والشباب والرياضة، والأوقاف، والاتصالات، والأزهر، والكنائس، وتتكفل بالتدريب الكامل للفريق، لتغطية الفعاليات، مشيرة إلى أن إدارة الثقافة المجتمعية بوزارة الصحة، والمديريات التابعة لها تعتمد على تكنولوجيا المعلومات، وتساهم وزارة الاتصالات فى التدريب المكثف الذى يتلقاه القائمون على التثقيف بشكل دورى، وذلك على كيفية التعامل مع التكنولوجيا الرقمية فى التوعية والتثقيف المجتمعى.

 

استفسارات المواطنين بشأن منظومة اللقاحات وكورونا
استفسارات المواطنين بشأن منظومة اللقاحات وكورونا

 

الرائدات الريفيات 

يتم التنسيق والتعاون مع الرائدات الريفيات، حيث إن مشاركتهن من الأمور الأساسية، نتيجة الاعتماد عليهن فى القرى، والكفور والعزب، والنجوع، ويتم تدريبهن دوريًا لتحديث معلوماتهن، ودعم مهاراتهن فى التواصل المجتمعى بشكل يعتمد على التكنولوجيا الحديثة، وإطلاعهن على الرسائل التوعوية المراد توصيلها للجمهور من خلال الحملة.

وتتضاعف أهمية الرائدات الريفيات بقرى الريف والصعيد أكثر من القاهرة وباقى المدن، حيث يعتبرن الدليل الموجه للفرق التثقيفية بالأماكن المراد توجيههم إليها، والمساعدة على الوصول للجمهور المستهدف والتجاوب معه.

كما تعمل الفرق كخلية نحل فى تكامل وتناسق بين أعضائها دون ملل أو كلل، حتى إن وقوف الجميع طوال الوقت لفت انتباه رواد الحملة وسألوهم «لماذا لا تستريحون أو تصطحبون مقاعد معكم، وتلفون بالساعات دون ضجر أو استياء؟»، وكانت إجابات الفريق بأن ذلك أوقع وأفعل مع الجماهير، ومن أجل سرعة الإيقاع ولفت الانتباه، إضافة إلى أنهم يتنقلون من مكان إلى آخر طوال الوقت، واصطحابهم للمقاعد يعيق حركتهم وخاصة أن أعدادهم كبيرة داخل الأتوبيس وسيارات التنقل الخاصة بالحملة.

ويعمل الأطباء المشاركون فى التوعية المجتمعية، فى دور المشرفين للرد على أي استفسارات أو مشكلات طبية خاصة بالمواطنين، بينما يعكف مهندس الدعم الفنى والتكنولوجى «الأى تي» على  إرسال الرسائل الفورية للمواطنين، الذين سجلوا منذ فترة ولم تصل لهم مواعيد تلقى اللقاح وذلك من خلال تنشيطها عبر الكود المخصص لكل مواطن.

الاتصال المباشر

فيما أكد الدكتور خالد مجاهد، مساعد وزيرة الصحة للتوعية والتواصل المجتمعى المتحدث الرسمى للوزارة، لـ«صباح الخير» أن فرق التثقيف تقدم خدمة مهمة للمواطنين، وانطلق دوها الحيوى قبل عام تقريبًا؛ حيث يقومون بدور الاتصال المباشر مع الجماهير والفئات المختلفة بالشوارع والميادين والوزارات والمؤسسات والهيئات بالدولة، وكذلك القطاع الخاص والأندية، ومن المعروف أن هذا النوع من الاتصال بالجماهير هو الأقوى مقارنة بوسائل الاتصال غير المباشر، ممثلة فى التليفزيون والصحافة والسوشيال ميديا، والاعتماد على التواصل الفعال والنقاش بين تلك الفرق والجمهور المستهدف، وتضاعف دور تلك الفرق خلال الأشهر الماضية فى التثقيف والتوعية خاصة مع استهداف الدولة لقطاعات بعينها ومنها العاملون بالسياحة، والتربية والتعليم، والتعليم العالى، أو فئات عمرية ومنها كبار السن، أو مرضية ومنها أصحاب الأمراض المزمنة.

ومؤخرًا، جابت تلك الفرق القائمة بالاتصال المباشر للتوعية والتثقيف جميع محافظات مصر فى حملة نفذتها لوزارة الصحة مدتها شهر، تحت عنوان «معًا نطمئن.. سجل الآن»، لحث المواطنين على سرعة التسجيل وسرعة تلقى اللقاح خلال يوم، وخصَّصت الوزارة فى هذه الحملة 9 أتوبيسات وسيارات مجهزة تجوب المحافظات، وفى كل أتوبيس 15 فريقًا من التواصل المجتمعى بوزارة الصحة، تم تدريبهم على أعلى مستوى، ويرتدون زيًا موحدا، ومزودين بأجهزة «تابلت» لتسجيل بيانات المواطنين على الموقع الإلكترونى لتلقى اللقاح، والرد على جميع استفساراتهم وتساؤلاتهم حول اللقاحات، وتسهيل استقبال المواطنين المسجلين سابقا ولم يتلقوا اللقاح لرسائل فورية بموعد التطعيم.