الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أنـــا بــــابــــا يــــلا

بابا.. أنا مش عايزك تموت

هذه الحكايات، حكايات من وحى خيال الكاتب والرسام، وليست لها أى علاقة بالواقع الجميل، حكاية أب شايف المصلحة وعارفها وفاهمها.. ما هو كان جاى لما الباقى كان لسه هيروح! أومال إيه؟! 



غصب عنه، مش بخاطره، رافض يسيبهم يجربوا بحريتهم، خايف عليهم حتى من نفسهم، أما أولاده.. لأنهم لسه رايحين فمش فاهمين، عايزين يجربوا، عايزين يفكروا بنفسهم لنفسهم.. وهنا تبدأ الحكاية.

 

 

 

وليد: بابا.. بابا.

الأب: فيه إيه يا ابنى.. صاحى من النوم تنده عليا.. خضيتنى.

وليد: حلمت حلم وحش أوى وخايف.

الأب: خير.. خير إن شاء الله.. استعيذ بالله وهتبقى كويس.

وليد: مش هتسألنى حلمت بإيه؟!

الأب: لأ مش هسألك.. عشان ما يتفسرش.

وليد: حلمت إنك مت وسبتنا.

الأب: لأ ده أنت عايزه يتفسر ويتحقق بقى.. الله يخرب بيتك!

وليد: أنا خفت أوى.. أرجوك يا بابا بلاش تموت!

الأب: هو بمزاجى.. ما أنا مخلف بومة.. صاحى الصبح تفوّل عليا!

وليد: يا بابا هنعيش إزاى لو مت؟!

الأب: اهدى يا بومة قصدى يا وليد.. اهدى مفيش حاجة.

الأم: فيه إيه مالكم؟!

الأب: ابنك حلم إنى مت الله يحرقه.

الأم: لأ كده عمرك طويل.. ما تخافش يا لودى.

الأب: ومالك زعلانة كده ليه؟!

الأم: ليه يا أخويا.. هزعل ليه؟! هو أنا هستفيد إيه بموتك؟!

 

 

 

 

الأب: إيه الرد ده؟! يعنى إيه؟!

وليد: قصدها إنك لو مت مش هنورث حاجة، لكن لو مت هتتبهدل.. أنا شفت كده فى الحلم!

الأب: وليد اختفى من وشى.

الأم: أيوه هو عنده حق.. إحنا وجودك وسطنا ده أهم حاجة.. يعنى موتك مش هيخلينا من أصحاب الملايين.

الأب: يعنى لو كنت من أصحاب الملايين.. كان عادى؟

الأم: لأ طبعًا.. مش القصد.. بس حاجة بتشيل حاجة.

الأب: وأنت يا وليد.. برضه ماسك فيا لأنى مش مليونير؟!

وليد: بص يا بابا.. أنا دايمًا مش حاسس إن وجودك مهم أصلاً.

الأب: الله يكرم أصلك.

وليد: لكن الحلم نبهنى.. إنك أساس البيت، أنا عايش مش شايل هم عشان أنت موجود.. بس.

الأب: والله يا ابنى أنت محيرنى.. مش عارف أقوم أحضنك والا أقوم أضربك بالكرسى على دماغك.. أنا محتار!

الأم: لأ هو قصده إن وجودك أهم من كل الملايين اللى المفروض كنت تعملها بس لأنك قاعد وسطينا ما بتتحركش فمفيش ملايين فاهم حاجة؟!

الأب: مش عايز أفهم.. مش عايز!

وليد: أنا بحبك أوى يا بابا.. اوعى تموت وتسيبنى!

الأب: أنا كمان بحبك.. بس أنا كان نفسى أسيبلك ملايين والله يا ابنى.. سامحنى مش بإيدى.

وليد: والله يا بابا وأنا كان نفسى.. يلا.. مش مشكلة.

الأب: الله يسد نفسك.. أنت وأمك فى يوم واحد يا بعيد على الصبح!