الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
طاهر عبدالعظيم ساحر اللوحة

طاهر عبدالعظيم ساحر اللوحة

الفن التشكيلى أحد مجالات الإبداع التى تنقل الحالة المزاجية للمتلقى ليجول بين جنبات الجمال الحسى والروحى حين يتأمل اللوحات التى أنتجها الفنان نتيجة لمخيلته الإبداعية الحالمة الملهمة، بعد أن جمعت شتات أفكارها وضفافها لتنسجها فى معية الألوان المرتسمة للسعادة والجمال فى لوحات تعزف البهجة بمداد الأحزان،  فتشعل أنوار الفكر، كما نعرج على انفرادية لحنية تشدوها فرشاة الفنان الرائعة حين يخاطب أوجاعنا وأحلامنا، آلامنا وطموحاتنا،  ماضينا ومستقبلنا. إنه الخيال بملكاته المبدعة فى ملكوت عالم اللوحات فيداعب أبصارنا لنجدها تسمع موسيقى مدهشة، وآذاننا ترى الجمال حين تتكامل الحاستان فى جديلة يصعب فرطها.



ومنذ أيام ولوجًا فى هذا العالم الفنى الساحر أسهبت مستغرقة فى بحر فنان تشكيلى بارز، أعماله تتجلى ناطقة بفيض علمه وروحه الرحبة، كما أن تقنياته التى وظفها فى معرضه الأخير بعنوان «السيرة الذهبية» كفيلة بترك بصمة حقيقية خارج السرب التقليدى، لنكتشف عالمه البديع. إنه الفنان التشكيلى القدير الدكتور طاهر عبدالعظيم صاحب المدرسة المتفردة فى التعبير والتكنيك متجاوزًا الصراعات الإنسانية البشرية، حالمًا فى محراب الجمال،  متجليًا برونقها وأناقتها.. فإن كان صنع الله أفضى علينا جمالًا لا يضاهيه جمال فى هذا الملكوت، فصنيعة الفنان استلهمها من فيض الرحمن فسطر بألونه المبعثرة أعمالًا زاهية مفعمة بالحيوية تسر الناظرين، فيصيب المقاييس تناسقًا لتتواتر الإبداعات واحدة تلو الأخرى،  وتعلو نواميس الإلهام من فرط ريشته العاتية فتهب علينا نسائم المتعة من كل حدب وصوب داخل قاعة المعرض الفياض بالسيرة النبوية العطرة فى الدور الأول والتى استهلها بعام الفيل، وبعدها جيش أبرهة، هلاكهم بالطير الأبابيل، حال مكة التى كان يسودها الأصنام، ثم ميلاد خير الأنام، والمعجزات التى شهدتها حياته عليه الصلاة والسلام مثل نقل الحجر الأسود ونزول الوحى والجهر بالدعوى، يليها أحداث الهجرة والغزوات وغيرها، أما الدور الثانى فشمل أعماله المختلفة الوسائط منها المعالجة بتقنيات الذهبى مع وسائط متعددة،  والنحت البارز والنحت المجسم، وتوظيف الصوت والضوء.

وقد لاقت بعض أعمال معرضه المنصرم «مصرية أنا» إعجاب الحضور حيث اهتمامه بالمرأة المصرية،  بجانب موضوعات عن صعيد مصر وتحديدًا من أسوان، وأيضًا عادات العريش وبعض الشعبيات، أما الموسيقى والعمل الفنى فبرزت فى عدة لوحات تجمع ألوانها السلم الموسيقى فى مضاهاة ما بين ما تراه بأذنيك وما تسمعه بعينيك، فتذوب فى بواطن الإحساس المدرك ما بين هاتين الحاستين من فرط المتعة الخالصة.

لحظات تستقطع من واقعنا لنعلو بها سابحين نحو إشراقة ساطعة تفيض علينا من مختلف الأفكار والأحجام والتكنيك التشكيلى لتفرز أعمالًا تمثل كل منها منحوتة بصرية تضفى هداية النفس فتدب فيها الأمل والحياة لكل من غمر محيطها وتطلع لفنها فأحسن قراءتها وانفتح على جمالياتها وتشدق فى محرابها، لتغدو الفرشاة الرقيقة رفيقته مؤكدة أن ما بين مطرقة الواقع الخادع وسندان الإلهام الصادق يحيا بيننا ساحر اللوحة طاهر عبدالعظيم.