الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ليه بطّلنا نروح القلعة؟!

رحلات المدرسة زمان تركت أثرًا وذكرى فى نفوسنا وزرعت فينا الهوية الوطنية وعرّفتنا فصولًا مهمةمن تاريخ مصر.



فى بعض المدارس الخاصة، يشكو بعض أولياء الأمور من تراجع الرحلات الثقافية لصالح رحلات تجارية نوعًا ما لبعض المولات والأنشطة الترفيهية كمدن الألعاب التى يغلب عليها الطابع الترفيهى عن الطابع الثقافى. ويؤكدون أن الطابع الترفيهى يجعل الأطفال فى حالة من السعادة الغامرة؛ لكن التأثير لا يبقى على عكس الرحلات الثقافية التى تحفز العقل للبحث المستمر.

هل تحولت وجهة الرحلات المدرسية من ثقافية لترفيهية! هل صحيح تلجأ بعض المدارس للاستسهال؟! تؤكد الدكتورة منى عبدالعاطى وكيل لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب على ما لتلك الرحلات من أهمية، مشيرة إلى أنها تقوم بتلك الرحلات لأطفالها ولا تنتظر المدرسة لأن هذه النوعية من الرحلات بعض المدارس لا تفطن لأهميتها وإن قامت بها المدرسة وقد تكون مرة واحدة طيلة العام مما لا يشبع رغبة الأطفال. 

وأشارت عبدالعاطى إلى أن هذه الرحلات لا بُد أن تكون موجودة بشكل مكثَّف بعد انتهاء وباء كورونا وعودة الحياة لطبيعتها لما يميزها من جانب تثقيفى وآخر ترفيهى، فالمعلومة التى نتلقاها ونحن صغار يكون لها عظيم الأثر على جميع مراحل حياتنا بعد ذلك.

وأضافت عبدالعاطى أنه من ضمن الرحلات التى اصطحبت فيها أطفالها بانوراما أكتوبر، وبالفعل كانوا منبهرين، على الرغم من مشاهدتهم لمواد مختلفة تعرض فى التلفزيون عن حرب أكتوبر ؛ فإن الذهاب للبانورما كان له وقع خاص ومميز، واكتسبوا معلومات كثيرة.

وتضيف عبدالعاطى: اصطحبت أطفالى للأقصر وأسوان وكانوا أكثر شغفًا منى فى السير وراء المرشد السياحى الذى يشرح بطريقة لها سحر خاص، مما جعل الأطفال ينهالون عليه بالأسئلة.

وقالت عبد العاطى: الرحلة المدرسية تكسب الأطفال أمورًا مختلفة كالاعتماد على النفس والتفاعل مع باقى الأطفال وغيرهما من الأمور التى تعمل على تثبيت المعلومة، لذلك نؤكد على وجود جدول خاص بكل إدارة تعليمية فى نطاق المحافظة وأن تقوم برحلات حتى وإن كانت تقتصر على الأماكن التاريخية والأثرية الخاصة بكل محافظة، فمحافظات مصر كلها غنية بالتاريخ والحضارة.

مشروعات قومية 

النائبة والإعلامية هند رشاد قالت إن الرحلة المدرسية واحدة من أهم الموارد الثقافية التى ننشأ عليها ونحن صغار، لكن فى المقابل  لا بد من وجود جزء من الرحلة المدرسية له طابع ترفيهي، وهذا سينمى لدى الأطفال أهمية الإيمان بفكرة السياحة، فنحن بلد سياحى والسياحة هى أحد مصادر الدخل القومي، وعندما ننشئ طفلًا على هذه التصورات والمبادئ مع دراية كاملة بمعالم بلده وهذا لن يكون موجودًا فى يوم وليلة، لذلك لا بُدّ من النشأة منذ الصغر.

تضيف: المدرسة هى أساس التربية والتعليم والثقافة والمعرفة بالقضايا الاجتماعية لذلك تشمل الرحلات زيارات للمصانع لمعرفة النهضة الاقتصادية والصناعية الموجودة ولأهمية رؤية هذا العمل المهم ودعم التعليم الفنى أيضًا بزيارة المصانع يرسخ لفكرة أن نكون منتجين ولسنا مستهلكين فقط، وتشدد على تفعيل برامج لزيارة المشروعات القومية.

الرحلات للمناطق الأثرية والمشروعات القومية لا بُُد أن تكون جزءًا من الخطة المجتمعية أيضًا، فمصر دولة كبيرة، ولا بُد من تأكيد دور المدرسة والأسرة معًا.

تعاون مستمر 

محمد ناصف رئيس المركز القومى لثقافة الطفل قال: إن المدارس خصوصًا فى الأقاليم والمحافظات تتمسك بنوعية الرحلات المدرسية الثقافية والأثرية التى لها دور كبير فى تنمية الوعى الثقافى وترسخ الهوية الوطنية. 

مؤكدًا أن هناك تعاونًا قائمًا بين المركز القومى لثقافة الطفل والإدارات التعليمية لا يقتصر على المدارس الحكومية؛ بل بعض المدارس الخاصة واللغات أيضًا تكون حريصة على إرسال الطلبة، مشيرًا إلى أنه يوجد مسئول من الإدارة الخاصة للتعليم الخاص موجود داخل كل مدرسة مهمته الإشراف على كل أنشطة المدرسة.