الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ابن آدم مصاص الطاقة

الراجل نعمة.. ولاّ؟!

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

منذ بداية الخليقة، كان آدم «الراجل» فى بداية الخلق هو السبب فى أول خسارة لحواء. فعمنا آدم- رحمه الله رحمة واسعة وسامحه.. كان سبب طرد البشرية كلها عمومًا وحواء بصفة خاصة من الجنة!



يسوّق بالطبع بعض الرجال أن حواء كانت السبب لأنها أغوته بأكل التفاحة! حتى لو افترضنا أنه حقيقى فلماذا يأكل هو التفاحة؟! كان قطفها وهى أكلتها!

ولكن لأ.. هو من أراد ذلك أليس هو الرجل ويتحكم عقله به؟!

الآن حواء هى السبب!

لا يا سادة، إنما هى شهوة الرجل التى تسيطر عليه ليل نهار، وأول شهوة سقط فيها.. شهوة الأكل.. وفقدت حواء بسببها الجنة ونعيمها!

ثم جاء هابيل وقابيل أولاد آدم وكل معه توأمته وهنا أول حادثة قتل نفس بشرية فى التاريخ!

طمع «قابيل» فى «إقليما» توأمه التى كان من المفترض أن تتزوج «هابيل». فقتل «قابيل» أخاه «هابيل» إرضاء لرغباته، وخسرت «إقليما» المسكينة زوجها هابيل وعاشت هى و«لبودا» توأم «هابيل» فى ظل «قابيل».. تزوجهما وعاش بالطول والعرض، أنجبا ذكورا وإناثا.. يحملون نفس جيناته المليئة بالطمع والغل والاستسهال، بالإضافة لجينات جدنا آدم الذى أكل التفاحة، ثم ألقى بكل الذنب على حواء المسكينة!

منذ عصر أبينا آدم للآن، تعارف المجتمع على أن «الرجل ما بيغلطش» مع أى مشكلة يقولون «ابحث عن المرأة» cherche la femme لأنها وراء كل مصيبة!

مع الوقت والتجارب اكتشفوا أنها الأساس فى نجاح الرجل، فقالوا «وراء كل رجل عظيم امرأة»، وهو أكبر دليل على ازدواجية الفكر عند الرجال!

أصبح الرجل «اللى ما بيغلطش» هو الآمر الناهى! المطاع الذى إذا عارضته امرأة تبقى ناشز، الأنكى أن «سى السيد» أصبح يجول ويصول فى المجتمع، ويسهر ليلا ويصرف أمواله هنا وهناك عملا بمقولة: «بعد العشاء يحلى الهزار والفرفشة»!

وفى الصباح يتحول إلى بتاع ربنا المصلى الوقور، كلامه وأوامره نافذة لا رجعة فيها، بينما الست أمينة فى بيتها مقهورة وراضية!

السى السيد خرب الدنيا، وخسر فلوسه، فجاء السيد قاسم أمين وطالب بتعليم المرأة وخروجها لمعترك الحياة العملية.. يدا بيد مع الرجل.

فى البداية قالوا: تقف خلفه «غالبا كى تلملم أخطاءه التى تسقط منه سهوًا»، ثم آثرت الوقوف جانبه لتجنب الخطأ من أساسه، فلم تجد فائدة، فقررت أن تكون أمامه.. وحصل، إلا أنها لم تسلم من الاتهامات!

هذه يا سادة جينات الرجل الموروثة، كما يقول الواقع.. حارب الرجل الست، أصبح كل نجاح لها له عنده ألف مبرر غير قدرتها.. فإما نجحت بالواسطة.. أو بسبب جمالها أو لدلالها، أى شىء إلا اجتهادها أو قدراتها أو جهد أكبر من جهده!

حتى قيادة السيارة لو تقود بسرعة، يجرى ليسبقها متخيلا أنه فى سباق واجب ولو خسر يؤمن رغم الخسارة أنه الفائز!

وهكذا استمر الوضع.. سباق مستمر مع حواء افتعله الرجل وتصارع فيه وحده ليخسر ثم يتخيل أنه ربح السباق!

حتى الزواج، أصبح معركة بدلا من مشاركة وسكن يملؤه الود والحب!

قال «بول دولان» بروفيسور علم النفس السلوكى بكلية الاقتصاد فى لندن: إن النساء غير المتزوجات بدون أطفال يتمتعن بصحة أفضل من نظرائهن المتزوجات والأمهات!

واستند «دولان» فى كتابه «السعادة إلى الأبد»، على أبحاث ودراسات متخصصة بقياس السعادة وأسبابها، وتبين أن الرجال يستفيدون أكثر من الزواج الذى يعمل على تهدئتهم! ولاحظ دولان انخفاض مستويات سلوكيات المجازفة عند الرجال المتزوجين كما يزيد الإنتاج والربح فى العمل، كما أكد أن الرجل المتزوج يعيش مدة أطول من نظيره غير المتزوج! كأن الراجل المتزوج مصاص طاقة.. يمتص طاقة المرأة وينتج ويتركها للألم والتعاسة! «أى والله» يعنى أن الراجل هو المستفيد والرابح الأكبر فى منظومة الزواج، وهذا كلام علمى لا ريبة فيه!

دراسة بريطانية أخرى وبالأرقام تقول إن الراجل هو الأسعد فى الزواج والعكس للمرأة. قالت الدراسة إن 61 ٪ من النساء يشعرن بالسعادة بكونهن عازبات، مقابل 99 ٪ من العازبين الرجال.

وقالت إن 75 ٪ من النساء لم يبحثن بنشاط عن علاقة خلال عام كامل بالمقارنة مع 65٪ من الرجال غير المتزوجين، وأكدت الدراسة أن المرأة تبذل جهدًا فى العلاقة أكثر من الجهد الذى يبذله الرجل!

المعنى أن «الست» الوحيدة أكثر هدوءا وأكثر راحة، لا مشاكل ولا يحزنون، بينما الرجل يدخل العلاقة خاوى اليدين معتمدا حتى فى إنجاح العلاقة على المرأة باعتباره ضيفًا عزيزًا! دراسة أخرى ثالثة قالت إن المتزوج أقل عرضة لمرض «السكرى»، وهو ما يشير وبقوة إلى أن الرجل نقمة على الست والبعد عنه غنيمة!

الدراسة فى نهايتها تنصح الرجل بالزواج وتنصح المرأة بالابتعاد حفاظًا على أمنها وسلامتها، فالرجل نسخة حديثة من مصاص الدماء!