الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الشيخ والبابا.. وأم الدنيا

الشيخ والبابا.. وأم الدنيا

كل الأديان السماوية تدعو للمحبة والسلام وحب الإنسان لأخيه الإنسان بصرف النظر عن عقيدته أو ديانته، فالتطرف والإرهاب لا يمت للدين بصلة، بل كل الأديان تنبذ قتل الإنسان وتدين الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله.



ومن المعروف أن الإسلام دين محبة وتسامح وإخاء، وهنا لا بد أن أعترف أن «لحم أكتافى» من خير إخوتى فى الإسلام، وقل الشىء نفسه بالنسبة للمسيحية وجميع الأديان السماوية الأخرى.

الرئيس السيسى نموذج يعتد به فى تعميق مفهوم المواطنة، بل أصبح شغله الشاغل، فلا فرق بين مصرى وآخر، وهو الذى أكد كثيرًا على ضرورة تجديد الخطاب الدينى ولكل المصريين لا سيما أن شعب مصر يتمتع بالحصافة والكثير من الوعى ولدينا موروث ثقافى عميق ممزوج بالتدين الشديد.

ومن هذه النقطة كانت البداية التى تعبر عن ذلك، أو فيما يعرف بحوار الأديان بين شعوب ودول العالم وأن اتحاد البشر فيما بينهم يمثل قوة على العالم والعكس صحيح، فالتطرف والكراهية يخرجان من رحم إبليس الذى بطبيعته يريد فناء البشرية كلها.

وكيف يكون ذلك ونحن نعرف أن الله محبة خلقنا جميعًا دون تمييز أو تفرقة.. وبكل صدق أو صراحة، فلا فرق بين مواطن وآخر، والمسجد والكنيسة معًا فأرض مصر مباركة على مر العصور أو الأجيال امتزجت فيها دماء المصريين جميعًا مسلمين ومسيحيين يدافعون عن أرضها وترابها المقدس بأرواحهم ودمائهم الزكية.. مصر أرض الكنانة المذكورة فى القرآن «ادخلوها بسلام آمنين»، وكذلك بالإنجيل «مبارك شعبى مصر»، ولم يتطرق إلى ديانة أو عقيدة هذا الشعب العريق.

مصر التى احتضنت الرسل والأنبياء فى العهد القديم وكذلك آوت بين ربوعها من قبل العائلة المقدسة ممثلة فى شخص السيد المسيح وأمه العذراء القديسة مريم.. إنها بحق مصر الوطن الذى يحيا ويعيش داخل قلوبنا وعقولنا إلى ما شاء الله.

وعلى الجانب الآخر ها نحن نشاهد أو نرى على أرض الواقع التقـارب بـين الأديــان والشعوب ممثلاً فى فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الذى قوبل بترحاب شديد فى دولة إيطاليا والفاتيكان ولبى الدعوة من أجل المحبة والسلام والتطرق لما يحدث فى العالم، وكان لقاء الإمام الأكبر مع البابا فرنسيس بالفاتيكان ينبض بالمحبة الصادقة فى الوقت الذى رفض البابا رفضًا باتًا ما يتردد كذبًا أو افتراءً بأن الإسلام دين عنف ويتسم بالإرهاب، مؤكدًا أننا جميعًا خليفة الله ومن صنع يديه المقدسة نتعايش معًا منذ الأزل جنبًا إلى جنب والحب يجمعنا ولا يفرقنا أبدًا.

وعلى الجانب الآخر، استقبل الرئيس الإيطالى «سيرجيو ماتاريلا» فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب بمقر الرئاسة بالعاصمة الإيطالية روما، وذلك فى إطار زيارة شيخ الأزهر لإيطاليا للمشاركة فى مؤتمر قمة الأديان، وأعرب كذلك عن إعجابه بالعلاقة التى تربط بين شيخ الأزهر والبابا خاصة أنها تظهر المعدن الحقيقى للأخوة بين علماء الدين وأتباع الرسالات السماوية، وفى الوقت نفسه علق بأنه سعيد جدًا برسالة البابا تحت عنوان «كلنا إخوة».