أنـــا بــــابــــا يــــلا
بابا.. أنا جايلى عريس!

أمانى زيان
هذه الحكايات، حكايات من وحى خيال الكاتب والرسام، وليست لها أى علاقة بالواقع الجميل، حكاية أب شايف المصلحة وعارفها وفاهمها.. ما هو كان جاى لما الباقى كان لسه هيروح! أومال إيه؟!
غصب عنه، مش بخاطره، رافض يسيبهم يجربوا بحريتهم، خايف عليهم حتى من نفسهم، أما أولاده.. لأنهم لسه رايحين فمش فاهمين، عايزين يجربوا، عايزين يفكروا بنفسهم لنفسهم.. وهنا تبدأ الحكاية.

الأب: مالك يا منة... سرحانة ولا مضايقة؟!
منة: لا يا بابا ولا كده ولا كده.. بس عايزة أقولك حاجة ومكسوفة!
الأب: تتكسفى من بابا! معقول؟! لا تعالى اتكلمى واحكيلى مالك؟!
منة: لا ماما هتقولك.
الأب: لأ.. أبوس إيدك.. خلى ماما فى حالها وقولى لى أنت عايزة إيه.. أرجوكى.
منة: طيب أصل.. يعنى أصل فيه.. فى حد عايز يعنى..
الأب: أنت عليكِ فلوس لحد؟! مديونة؟!

منة: ديون إيه بس يا بابا.. لا طبعًا.. ما أنا كنت هقولك عادى.
الأب: آه.. ما أنا بقول برضه.. من إمتى بتتكسفوا تطلبوا فلوس؟! ده أنتوا حتى بتتلذذوا بعذابى!
منة: بابا بص.. أنا جاى لى عريس.. بس هو ده الموضوع.
الأب: عريس.. جالك إزاى؟!
منة: هو زميلى فى الجامعة.
الأب: عيل يعنى!
منة: بابا.. لأ طبعًا ده راجل جدًا.
الأب: جدًا!! عرفتى منين أنه راجل جدًا إن شاء الله؟!
منة: من الحاجات اللى بيعملها معايا!
الأب: يا نهار أسود!! بيعمل إيه يا بنتى الله يهديكى؟!
أنت اتجننتى بيعمل إيه؟!
منة: بيعمل حاجات حلوة أوى يا بابا.. بيبسطنى جدًا.
الأب: يا مثبت العقل والدين.. اشرحى وفسرى عشان فاضل لى دقيقة واحلف برحمتك!
منة: يعنى.. يجيبلى فطار.. ياخد باله منى، يدفع تذكرة المترو.. بيخاف عليا.. بيجيبلى شاورمة لحمة كل يوم وأنا بحبها أوى.
الأب: أنت طفسة يا بنتى؟! بتحبى شخص وعايزة تتجوزيه عشان بيجبيلك شاورما؟! هو ده الجواز فى نظرك!
منة: قصدى بيهتم وبيحبنى.
الأب: ده لسه طالب وبياخد مصروفه من أبوه ويصرفه عليكِ!
يا عينى على أبوه.. إدينى رقمه وأنا هبلغ عنه!
منة: لا يا بابا حرام عليك، تامر والله راجل وهيشتغل أول ما نخلص جامعة.
الأب: يعنى هو أبوه جايب له شقة؟!
منة: لأ.
الأب: آه مجهزله مشروع بعد الجامعة يعنى؟!
منة: لأ.
الأب: هو بياخد كورسات عشان يطور من نفسه ويشتغل شغلة بمرتب كبير.
منة: لأ.
الأب: طيب أنا بكل هدوء هسألك.. أنت دلوقتى فى أولى جامعة بعد 4 سنين هتلخصوا..
وبعدين يبتدى بقى يكون نفسه.. صح كده؟!
منة: بالضبط صح كده.

الأب: آه.. طيب ربنا يديكى الصحة وطولة العمر عايزة منى إيه أنا دلوقتِ؟!
منة: هيجى يخطبنى لغاية ما نتجوز بقى!
الأب: منة حبيبتى.. أنت عارفة أنت بتتكلمى فى كام سنة؟!
أقل واجب 8 سنين.. وبعدما تقفى جنبه كل ده هيقولك سلامو عليكو.. ويروح يخطب بنت صغيرة.
منة: لا مش ممكن مستحيل تامر يعمل فيا كده.
الأب: تعرفيه بقالك قد إيه؟!
منة: شهر ونص.
الأب: المثل بيقول لا تشتم ولا تشكر غير بعد سنة وست أشهر.
منة: يعنى إيه؟!
الأب: يعنى اتعاملوا أصحاب لغاية ما تعدى سنة ونص وبعدين نتكلم لكن دلوقتى لأ.
منة: حرام عليك يا بابا.. هتكسر قلبى.
الأب: قصدك هكسر معدتك يا طفسة، أنت زعلانة على الشاورمة وأراهنك!!