الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
أسلحة ومخدرات أون لاين!

أسلحة ومخدرات أون لاين!

أصبحت المواقع المنتشرة على الإنترنت تشكل خطرًا يهدد المجتمعات كلها.. وفى بريطانيا تم الأسبوع الماضى فضح واحد منها لن نذكر اسمه منعًا للترويج له تبين من مراقبته وكشف أسراره أنه يقوم بأعمال إجرامية عديدة منها الاتجار فى المخدرات وخاصة الكوكايين، وأيضًا بيع السلاح دون طلب ترخيص بحمله من الشارى.



وأخيرًا يقوم الموقع الخطير ببيع شهادات ووثائق مزورة للراغبين فى ذلك.. وكلها جرائم يعاقب عليها القانون فى كل مكان وتطاردها قوات البوليس.

الموقع يستخدم أسلوبا تكنولوجيا هو ما يسمى «أبليكاشون» أو وسيلة تواصل خاصة يطلقون عليها باختصار عبارة «آب».. فدخول الموقع لا يكشف عن أى عمل إجرامى، لكن للزبائن الراغبين فى الحصول على مخدرات أو سلاح خفيف.. أو شهادات مزورة.. إلخ، يتيح الموقع الدخول على «الآب».. وهذا غير متاح إلا لمن يدفع المبلغ الذى يحدده الموقع، وبعدها يفتح له «الآب» خصيصًا، وبطريقة سرية فى دوائر مغلقة إلكترونيا، لا تتوفر إلا لمن يدفع، ومن خلالها يعرض هذا الموقع الإجرامى خدماته، ويحصل على الثمن عن طريق التحويل المالى الإلكترونى أيضًا. 

ويتم إرسال البضاعة المطلوبة على عنوان المشترى أو أى عنوان يرغب فى إرسالها له. لكن عملية كشف الموقع تمت من خلال سلسلة تحقيقات صحفية، تقدم خلالها الصحفيون لموقع باعتبارهم زبائن جددًا، ودفعوا المعلوم، وأتيح لهم - كل على حدة، التسلل إلى «الأبليكاشون» وهناك رأوا العجب.

تقول واحدة منهم «مولى كلايتون»: لقد اكتشفنا من يبيع بندقية «آيه .ك 47» عبر «الآب» ويوصلها للعنوان خلال أربعة أيام. وهناك إعلان عن بيع 3 جرامات من مخدر «الهيروين» وتوصيلها بالبريد العاجل مقابل 80 جنيهًا إسترلينيًا.

و«الأبليكاشون» التى يتم الحصول عليها بعد دفع المبلغ المطلوب، تصل على التليفون المحمول، وتستخدمه عصابات الجريمة الإلكترونية المنظمة فى عملياتها، وبعضها يتم توصيله بالمجان ويلقى رواجًا بين المراهقين والمراهقات.. ويتستر تجار الممنوعات وراء «الآب» فلا يعرف أحد من هم، ولا أين أماكنهم.. ويقدمون مختلف أنواع الممنوعات، أسلحة.. كوكايين.. مخدرات «النشوة».. إلخ.

ويستخدمون نظام «الدائرة المغلقة» خلال الاتصال مع الزبائن، بحيث لا يتاح لأحد سماع أو قراءة ما يدور بين الزبون والتاجر، ويتردد أنها طريقة يلجأ لها 500 مليون مستخدم حول العالم دون أن تتمكن السلطات من اقتحامها.

ويوفر الموقع الإجرامى خدماته على مدار الساعة طوال الأربعة وعشرين ساعة.. اعتمادًا على كومبيوتر مسجلة عليه عبارات بصوت بشرى.

وتبين أنه أنشئ سنة 2013 ومنذ سنة 2018 تحول إلى ما يسمى «الجانب المظلم من الإنترنت»، حيث تتم الجرائم الخفية دون مراقبة.. كما تبين من التحقيقات الصحفية أن له حوالى 200 ألف زبون، ويقوم بأعمال التجارة المحرمة، من خلاله، آلاف التجار، بحيث أصبحت سوقًا للتجارة المحرمة.

وتمكن أحد الصحفيين المتخفين فى هيئة زبائن من جمع المزيد من المعلومات، حيث اكتشف أن الموقع يفضل أن يتعامل زبائنه بالعملة الإلكترونية «بيتكوين» عند الدفع، وفى هذه الحالة تصل المخدرات المطلوبة لأى عنوان فى بريطانيا خلال يومين فقط. والطريف أن موقعًا آخر متخصصًا فى تقييم مواقع السفر والسياحة والخدمات هو «تريبأدفايزر» الشهير لدى هواة السفر والترحال، يقدم تقييمًا لهذا الموقع الإجرامى، فيقول إنه يلقى إعجاب المتعاملين معه، ويحقق نجاحًا بدرجة 100 %.

وكان على أحد الصحفيين العاملين على كشف جرائم الموقع أن يقدم على شراء مخدر يتداوله المراهقون والمراهقات خلال حفلاتهم الساهرة الماجنة، وهو المخدر المتسبب فى ثلاثين حالة وفاة خلال هذه الحفلات فى السنة.. وكان عليه أن يشترى مقدمًا ما يساوى 30 جنيهًا من عملة «بيتكوين» من أحد المواقع التى تبيعها للجمهور. وتم كل ذلك فى أقل من خمس دقائق، وخلال يومين وصلت البضاعة إلى العنوان بالبريد الملكى البريطانى.

وأعلنت وزارة الداخلية بعد هذه التحقيقات أن العمل متواصل من خلال الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة، وغيرها من قوات الأمن المتخصصة فى جرائم الإنترنت والأون لاين، لرفع هذا الموقع وغيره من الشبكة العنكبوتية وملاحقة من يقف وراءه من عصابات الجريمة الإلكترونية.

كما أعلنت الوزارة عن قانون جديد يجرى إعداده لضمان الحماية اللازمة لمستخدمى مواقع الإنترنت، وهذا القانون سوف يجبر مسئولى المواقع على منع استخدامها لأغراض إجرامية، وإلا واجهت الإجراءات والأحكام القضائية بالإغلاق والمصادرة والسجن.