الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حربنــا علـى الإرهــاب مستمــرة حتـى نقتلعــه مـن جــذوره

الفريق محمد عباس قائد القوات الجوية: سنتصدى لمن يتجاوز الخطوط الحمراء

«إلى العلا فى سبيل المجد».. دائمًا ما كان هذا الشعار دستورًا للقوات الجوية المصرية؛ صاحبة الضربة الأولى فى سيمفونية نصر أكتوبر. فى يوم 14 أكتوبر 73، حاول العدو ضرب قواعدنا الجوية والمطارات بمنطقة الدلتا، فتصدت له نسور الجو المصرية بمهارة واقتدار فى مواجهة مباشرة ومعركة استمرت لأكثر من خمسين دقيقة، كأطول معركة جوية فى تاريخ الحروب الحديثة، اشتركت فيها أكثر من مائة وخمسين طائرة من الجانبين، فقد فيها العدو ثمانى عشرة طائرة، فاعتبر ذلك اليوم عيدًا للقوات الجوية المصرية.



وفى عيدهم، التقينا الفريق محمد عباس- قائد القوات الجوية الذى حدَّثنا عن تطور منظومة التسليح، واصطحبنا فى جولة تفقدية للمرور على أهم وأغلى الطائرات التى انضمت حديثًا للجيش المصرى.

فى بداية حديثه، أكد الفريق محمد عباس حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، لدورها الحيوى فى منظومة الدفاع المصرية، فقد تم دعم القوات الجوية بالعديد من الطرازات الحديثة، ومن مصادر متعددة وفق استراتيجية مصر فى تنويع مصادر السلاح، وفى هذا المجال حصلت مصر على الطائرات متعددة المهام (الرافال - ميج 29) والتى تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع. لما تملكه من نُظم تسليح وإمكانيات فنية وقتالية عالية، كما تم تدعيم القوات الجوية بعدد كبير من الهليكوبتر المسلح الهجومية من طراز «كاموف»، وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة المسلحة بدون طيار، وطائرات النقل من طراز (كاسا - اليوشن76)، بالإضافة لتدبير جميع أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات متعددة المهام والنقل والإنذار المبكر والاستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم.

النسر المقاتل

ونوه قائد القوات الجوية إلى أن التدريب هو العنصر الفعَّال فى تطوير خطط العمليات وفكر الاستخدام لتحقيق مهام القوات الجوية. ويتم التدريب فى القوات الجوية على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية والتى تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية والتى تستخدم أحدث الوسائل، والمعامل ومحاكيات الطيران بهدف تطوير العملية التعليمية وتدريس أحدث المناهج فى العالم، ويتم ذلك فى جناح المعرفة داخل الكلية والذى يتلقى فيه الطلاب المحاضرات والمناهج النظرية فضلاً عن وجود محاكيات لأحدث طائرات التدريب فى العالم ومحاكيات الاقتراب الرادارى لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة.

كما يتم إعداد الطالب نفسيًا وبدنيًا بواسطة متخصصين وبأحدث الأجهزة والمعدات لتحقيق أعلى معدلات الأداء التى يتطلبها الطيران فى المراحل المختلفة داخل الكلية، وبعد التخرج منها للعمل داخل التشكيلات.

وقمنا بإنشاء مدرسة معلمى طيران هليكوبتر تتيح للضباط مدرسى الطيران -قسم هليكوبتر- أن يكون معلم طيران مؤهلاً وخريج مدرسة معلمى الطيران. وقد حصلت الكلية على المركز الأول فى مسابقة جودة التعليم، وكذلك اعتماد الكلية مجال الجودة وحصولها على 5 شهادات «أيزو» معتمدة فى مجال الجودة.

واستكمالًا لمنظومة التدريب والتأهيل، يأتى معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهى أفضل معاهد الحرب الجوية فى العالم لتأهيل الضباط فى مختلف التخصصات، وأيضًا مراكز إعداد الفنيين لتأهيل وإعداد كوادر فنية على مستوى عالٍ من الكفاءة للتعامل مع الطائرات والمعدات الحديثة، إلى جانب التأهيل التخصصى الذى يتم داخل التشكيلات للتدريب على فنون القتال الحديثة فى ظل التقدم الهائل للطائرات وأنظمة التسليح المتطورة. 

التدريبات المشتركة

وعندما سألناه عن حرص العديد من الدول الشقيقة والصديقة على إجراء التدريبات الجوية المشتركة للاستفادة من الخبرة القتالية العالية لمقاتلى القوات الجوية، أكد على سعى الدول إلى تنفيذ تدريبات مشتركة داخل أو خارج حدود الدولة وتم البعض منها فى توقيتات متزامنة، مما يؤكد قدرة القوات الجوية على تنفيذ أى تدريب بكل مهارة وكفاءة قتالية عالية ومنها التدريب المشترك مع الدول الشقيقة (فيصل مع الجانب السعودى – عين جالوت مع الجانب الأردنى – اليرموك مع الجانب الكويتى – زايد مع الجانب الإماراتى) ودول صديقة مثل تدريب (النجم الساطع مع الجانب الأمريكى والبريطانى والفرنسى والايطالى – كليوباترا مع الجانب الفرنسى - ميدوزا مع الجانب اليونانى)، وفى إطار تلك التدريبات تتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة، مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات وتقوم القوات الجوية بتنفيذ مجهود جوى كبير خلال هذه التدريبات حتى تحقق أقصى استفادة فى جميع التدريبات المختلفة، هذا بالإضافة إلى متابعة ما يتخذه الجانب الآخر من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية، وكانت قواتنا الجوية دائمًا محل تقدير الدول المشاركة، وظهر ذلك فى رغبة العديد من الدول فى المشاركة فى هذه التدريبات لنقل الخبرات المصرية إليها.

الحرب على الإرهاب

وشدَّد الفريق محمد عباس على حرص القيادة السياسية على استمرار الحرب على الإرهاب حتى يتم اقتلاع جذوره، فمواجهة الإرهاب بجسم وقوة باتت واجبة على المستويات جميعًا ومن خلال استراتيجية شاملة، ومن هذا المنطق أصبحت الحرب على الإرهاب من المهام المستحدثة التى تم تكليف القوات الجوية بها بالاشتراك مع أفرع القوات المسلحة، حيث اشتملت على طلعات مهاجمة البؤر الإرهابية وإحباط الكثير من عمليات التسلل والتهريب عبر الحدود على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وقد ظهر هذا الدور جليًا خلال عملية حق الشهيد فى سيناء، ونظرًا لتصاعد التهديدات المؤثرة على الأمن القومى المصرى، قامت القوات الجوية بتنفيذ عمليات خارج حدود الدولة عندما قامت بضرب معاقل داعش فى ليبيا والمشاركة فى التحالف العربى بعملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وسنتصدى لكل من يفكر فى تجاوز الخط الأحمر الذى رسمته القيادة السياسية. ولا تزال القوات الجوية تقوم بتنفيذ مهامها فى القضاء على الإرهاب داخل وخارج حدود الوطن وعلى مدار الساعة.

رد الجميل

ولأن الوفاء ورد الجميل هو صفة أصيلة داخل القوات الجوية، أكد الفريق محمد عباس اهتمامهم بأبناء وأسر الشهداء لمن ضحوا بأرواحهم لرفعة وطنهم الغالى، وبناء على ذلك أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم فى جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدنى، كما تقوم القوات الجوية باستخراج البطاقات العلاجية لأسر الشهداء ومتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية وتولى القوات الجوية الاهتمام بشكل خاص باستخراج كارنيهات العضوية لـ(دار القوات الجوية – نوادى القوات المسلحة)، وترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة، بالإضافة إلى دعوة أسر الشهداء فى احتفالات القوات الجوية بالمناسبات المختلفة ليعلموا علم اليقين أن الدور الذى قام به شهداؤنا الأبرار لا ينسى أبدًا مهما مرت الأيام والسنون فهم من قدموا أغلى ما لديهم ليحيا وطننا الغالى مصر فى أمان وعزة وكرامة.