الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الاكتئاب سبب رئيسى والمراهق غلبان

5 علامات لفقدان «المناعة النفسية»

ريشة: هبة المعداوى
ريشة: هبة المعداوى

المشترك فى انتحار مراهق غياب دعم المحيطين خصوصًا الأهل، ربما تكون الحياة مفتوحة على اتساعها أمام كل منتحر إذا وجد الدعم أو طرق أبواب العيادات النفسية، فنعمة الحياة كبيرة ومقدسة.



غريب أن تظهر حالات انتحار بين شباب فى مقتبل العمر، لكن الخبراء يقولون إنه، ولو كانت الأسرة تلاحظ التغيرات فى حياة أبنائهم، لكانوا استطاعوا تقديم يد العون وإنقاذ الموقف قبل الوصول إلى الانتحار.

الانتحار عادة هو المحطة الأخيرة لمريض نفسى فقد عقله، وما قبل الانتحار اكتئاب.

والمؤشرات التى قد تظهر على الأبناء قبل الإقدام على الانتحار دلالة على ضعف مناعتهم النفسية وتدق ناقوس الخطر.

الأمراض النفسية تؤثر على كيمياء المخ كما شرح تفصيلاً دكتور عمرو سليمان استشارى الطب النفسى فى السطور القادمة، ويقول:

قرار الانتحار ليس سهلًا على الإطلاق، ومن يتخذ هذا القرار مريض قرر أن ينهى حياته والمخ لديه توقف عن رغبة العيش فيها وإكمال حياته.

أسباب الانتحار كثيرة وعلى رأسها «الاكتئاب»، لا يمكن التقليل أبدًا من شأن هذا المرض، لا يصح أن نربطه بقلة الإيمان، والمنتحر المكتئب لا يعلم أنه مريض وهو ليس صاحب قرار. الاكتئاب هو عقل مظلم، كل وظائفه متوقفة، لا قدرة على التحليل، التخطيط، ولا الدافعية لأن يعيش يومه بشكل طبيعى.

يضيف: مش كل الضغوط تؤدى لاكتئاب، ولا كل شخصية تصاب به، المسألة مناعة نفسية، تلك المناعة تكتسب من التربية وتعتمد على البيئة الصحية فى البيت، البناء الأسرى مع التكوين النفسى أثر فى الإصابة بالاكتئاب من عدمه خاصة مع المراهقين.

يضيف د. عمرو سليمان: أحيانًا لا يلتفت الأهل لإشارات وأعراض معينة تظهر على سلوكيات أبنائهم، ومن جانبهم يجد الأبناء صعوبة فى التواصل مع الأب والأم، لأنهم قادمون من عالم منفتح وهو عالم التكنولوجيا إلى مجتمع منغلق وأب قد لا يقبل تطورًا أو أم غير متفهمة للولد أو البنت، البناء الأسرى هو الحركة النفسية داخل الأسرة، طريقة تعامل الأب مع الأم والعكس، النزاعات بينهما كيف تجرى وتنتهى، قدرتهما على احترام بعضهما البعض، فكل ما يراه الولد أو البنت من نزاعات بين الأب والأم يؤصل لرؤيتهم للحياة. كل خلاف لا ينتهى باحترام متبادل أو تفاهم يؤثر على الأبناء، وإما تجعل الصحة النفسية جيدة أو تؤثر سلبًا عليها.

يكمل: الأخلاقيات تبنى مناعة نفسية، فكلما تزيد الخلافات بفقدان لمعايير أخلاقية، كلما يزيد العبء النفسى على الشاب أو البنت، وبالتالى مشاكله النفسية تزيد، فيبدأ يسأل عن الصح من الخطأ، ويبدأ يعيش انفصامًا ما بين الواقع داخل البيت والواقع خارج البيت، وهنا يبدأ اضطراب كم من الكيمياءات والمستقبلات فى المخ، واضطراب كيمياء المخ يؤدى إلى الاكتئاب.

يضيف د. عمرو: مع عدم سؤال الأب أو الأم عن أحوال الشاب أو الفتاة وعدم ملاحظة تغير أوضاعهم أو حالتهم، عندها يصبح الشباب غير قادرين على مواجهة الحياة، وتبدو تقلبات الدنيا فى أذهان المراهقين أكثر قسوة من صدمات فى الأصدقاء إلى صدمات الحب أو صدمات الدراسة، وتلك الصدمات عبارة عن خبطات ثقيلة على العقل، وتضعف المناعة النفسية والعقلية لدى الشاب أو الفتاة.

الأب والأم يحتاجان إلى مصالحة اجتماعية مع أبنائهما، كيف يمكن أن يفهما مشاعرهم كيف يمكن أن يكونا مصدر احتواء، كيف يمكن للأب والأم أن يعززا صحة أبنائهما النفسية، بالسؤال عنهم ومناقشتهم ودعمهم وعدم الاستخفاف بآلامهم.

هناك إشارات لابد أن يأخذها الأهل بعين الاعتبار، من أول العزلة الاجتماعية أو ما يسمى «الانسحاب الاجتماعى»، وهو يبدأ عند الابن بعدم الرغبة فى الحديث وفقدان الطاقة، وعدم القدردة للبدء فى يوم جديد.

فبدأ اليوم بصعوبة من أهم الأعراض التى لابد أن تؤخذ فى الحسبان لدى الأهل فى دلالة واضحة على إصابة ابنهم بالاكتئاب.. وهناك لابد من التعامل بجدية واستشارة طبيب.

هناك أعراض أخرى مثل فقدان الشهية والنوم المضطرب والأفكار السيئة لأسوأ سيناريوهات فى الحياة، مع الإحساس بالذنب تجاه أشياء كثيرة، عدم القدرة على التركيز، وفجأة يشعر الشاب أنه ليس هو، مختلف تمامًا، فجأة يشعر أنه أصبح شخصًا آخر بلا قيمة ولا هدف.

يرى د. عمرو أن حلول اضطرابات الأبناء النفسية فى يد الأسرة، لا بد من تعديل بعض سلوكيات الآباء فى التعامل مثل دور الأب والأم فى القرب من الأبناء القرب مع الحوار مع الاحتواء.