الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
إدمان الكوكايين ظاهرة إنجليزية.. خارج السيطرة

نسبة الإدمان ارتفعت فى ظل كورونا إلى ٣٠٠

إدمان الكوكايين ظاهرة إنجليزية.. خارج السيطرة

إدمان الكوكايين أصبح ظاهرة خارج السيطرة هنا فى بريطانيا.. ويكفى أن نعرف أن نسبة المدمنين قد ارتفعت فى ظل انتشار وباء كورونا بدرجة رهيبة بلغت 300 ٪!



وهذه حالة مخيفة.. 

وكشف «جان جيربر» مدير مجموعة عيادات لعلاج الإدمان فى بريطانيا وسويسرا، أن السبب وراء هذا الارتفاع الخطير فى عدد المدمنين على تعاطى الكوكايين يعود إلى «السوشيال ميديا» وما يسميه «الأركان المظلمة فى الفضاء الإلكترونى» التى تسهل عملية العثور على مروجى المخدر الذين يتولون توصيله لمن يطلب «لحد الباب»!

إقبال غير مسبوق

ويشير إلى أن هناك إقبالاً متزايدًا وغير مسبوق أبداً، على تعاطى هذا المخدر بصفة خاصة لدى فئة المهنيين من محامين لمهندسين لأطباء لموظفين كبارًا..

ويضيف: وبين ما نراه ممن يأتون إلى عياداتنا للعلاج، نلاحظ أن تعاطى وإدمان مخدر الكوكايين أصبح أمرًا طبيعيًا فى الحفلات فى بريطانيا هذه الأيام، والمتعاطون يتصرفون بتعال و«عنطزة» عندما يتعلق الأمر بالكوكايين، وتشعر بأنهم فخورون بأنفسهم عندما يتعاطون الأنواع الأكثر نقاء والأقوى تخديرًا.

ويحذر الخبراء من أن جودة ونقاء الكوكايين وقوة مفعوله قد زادت فى الآونة الأخيرة من نسبة 20 ٪ التى كانت عليها منذ عشر سنوات مضت إلى 80 ٪ الآن.

ومن مظاهر الخطورة الناتجة عن تفشى ظاهرة التعاطى والإدمان أن الأرقام الرسمية تكشف عن 777 حالة وفاة فى إنجلترا وويلز فقط بسبب إدمان الكوكايين فى العام الماضى، بما يساوى خمسة أضعاف الوفيات بهذا الداء قبل عشر سنوات.

أما فى سكوتلندا، فقد بلغ عدد الضحايا 459 مدمنًا ومدمنة بما يزيد على أربع أضعاف وفيات الكوكايين هناك قبل سبع سنوات فقط.

ضبط أكثر من طنّين

وفى أحدث عملية لمطاردة المهربين أعلنت وكالة مكافحة الجريمة فى بريطانيا مؤخرًا القبض على ستة هم أفراد عصابة دولية فى محاولة لتهريب أكثر من طنين من الكوكايين بقيمة 160 مليون جنيه استرلينى فى يخت فاخر على مسافة 80 ميلًا فى عرض البحر على الساحل جنوب غرب بريطانيا، وهم خمسة من نيكاراجوا وواحد من بريطانيا.

يلاحظ مدير عيادات علاج الإدمان أن كثيرين ممن لم يكونوا معتادين على التعاطى من قبل أصبحوا من المدمنين تحت تأثير متاعب العزلة والتوتر.. والضغوط وخاصة بعد أن أصبحوا محبوسين فى بيوتهم بناء على قيود مكافحة كورونا.. ما يسّر لهم الانفراد بأنفسهم والسقوط فى براثن الإدمان، ونتيجة لذلك أصبحوا يتعاطون كميات أكبر من تلك التى يتم تعاطيها فى الحفلات والسهرات الخاصة مع الغير.

وحتى بعد تخفيف قيود كورونا وانتهاء العزل المنزلى، فقد تملكتهم عادة الإدمان فأصبحوا يمارسونها جماعيًا مع غيرهم فى الجلسات والحفلات والسهرات.

إجراءات مشددة

ومع تزايد وخطورة الظاهرة بدأت الحكومة فى إعادة النظر فى بعض الإجراءات، حيث أعلن «كيت مالتهاوس» الوزير المختص بالبوليس فى وزارة الداخلية أنه لن يتم التعامل مع المتعاطين والمدمنين على أساس أنها حرية شخصية كما كان متبعًا من قبل، بل سيتم تجريم كل أعمال تعاطى وإدمان الكوكايين لتتساوى مع جرائم الترويج والتهريب.

ومن جهة أخرى أعلنت وزارة الداخلية أنها تجهز لحملة توعية قوية تعتمد على الإعلانات فى الملصقات والصحف والتليفزيون تربط بين التعاطى والإدمان وجرائم العنف والقتل وانتهاك الأعراض وغيرها.

ويقول وزير البوليس: فى مدن مثل ليفربول ومانشستر ولندن ينظر المتعاطون وهم من الفئة المهنية والطبقة القادرة على تكلفة هذا الإدمان، ينظرون لصور الشباب المدمن وما يصيبهم من أعراض وأمراض جسمانية ونفسية وعصبية.. يشاهدون الصور فى الصحف والتليفزيون، التأثير الضار للمخدر على الآخرين، لكنهم لا يشعرون بهذا على أنفسهم!.. لا يبالون. وهدفنا هو أن نجعل نظرة الناس لمتعاطى المخدرات يخجلون من سلوكياتهم.. لأنها غير مقبولة اجتماعيًا.. تمامًا مثل تناول الخمور وقت قيادة السيارات.