الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
عصر القلق (2)

عصر القلق (2)

تلعب الأرقام دورًا مهمًا فى حياتنا، ولو عرفنا كيف نطبق لغة الأرقام على حياتنا لأدركنا أن المستقبل ليس ثمرة صدفة.. فقد أعلن الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، بالأرقام المخيفة التى من المؤكد ستؤرق عالم الرياضيات اليونانى فيثاغورس واضع علم الأرقام، أن عدد مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى فى مصر يبلغ مليونى مستخدم في الساعة، يسجلون حوالى 52 مليون زيارة خلال 60 دقيقة.  



فى موسم صيف 2020 بمصر، بلغ عدد المشاهدين للأفلام والمسلسلات التليفزيونية عبر تطبيقات ومنصات تُبث عبر الإنترنت (مثل « نتفلكس وشاهد»..) 1.4 مليون، صرفوا 89 ألف ساعة مشاهدة، بينما بلغ عدد المستخدمين الذين قاموا ببث فيديو مباشر على منصات التواصل الإجتماعى 2000 صانع فيديو، وعدد ساعات الفيديو المباشر 35 ساعة، وبلغ عدد المستخدمين الذين قاموا برفع ومشاركة فيديوهاتهم عبر تطبيقات (مثل تيك توك،

لايكى،...) نحو 300 ألف مستخدم، وبلغ إجمالى عدد ساعات مقاطع الفيديو 2113 ساعة. أما الألعاب المتصلة بالإنترنت مثل بلاى ستيشن وإكس بوكس، فقد بلغ عدد اللاعبين نصف مليون لاعب، وعدد ساعات اللعب 11 ألف ساعة، أما «الدردشة» وتبادل الرسائل (نصية، صوتية، فيديو) بشكل فورى عبر الإنترنت من خلال تطبيقات مثل (واتس آب، تليجرام، فيس بوك وماسينجر،...)، فبلغ عدد المستخدمين لها 1.5 مليون مستخدم، وبلغ عدد الرسائل الفورية 3 مليارات رسالة. وفيما يخص البريد الإلكترونى فقد بلغ عدد الذين يتراسلون من خلاله 750 ألف مستخدم، بعدد الرسائل البريدية المرسلة 291 ألف رسالة إلكترونية.  احتلت مصر المرتبة السادسة عشرة عالميًا فى قائمة الدول الأكثر استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي بمتوسط زمنى يصل إلى ساعتين و38 دقيقة يوميًا خلال شهر يوليو الماضى. ووفقًا للإحصائيات  يوجد 4.14 مليار مستخدم لمنصات التواصل الاجتماعى  خلال شهر أكتوبر « تشرين الثانى» من العام الماضى، حسب الإحصاءات العالمية. فاعتماد الأفراد والشركات والمؤسسات على شبكات التواصل الاجتماعى فى تزايد كوجهة وأداة رئيسية للتواصل والعمل والتسويق وتناقل الأخبار والمعرفة. وقد سرعّت جائحة كورونا وعظّمت كثيرًا من اعتماد الناس على هذه المنصات الرقمية للتخاطب والتواصل. يجب أن نتوقف عند هذه الأرقام لتحليلها ودراسة دلالتها واتجاهاتها الاجتماعية والنفسية. إن منصات التواصل الاجتماعى لها القدرة على التأثير الكمى من خلال التكرار، بتقديم رسائل إعلامية متشابهة ومتكررة حول قضية ما، بحيث يؤدى هذا العرض التراكمى إلى اقتناع أفراد المجتمع بها على المدى البعيد. فقد باتت شريكًا رئيسيًا فى صناعة الرأى العام من خلال العديد من الأدوار.  لكنها فى المقابل باتت منصة مثالية للجماعات المتطرفة والإرهابية لنشر أفكارها الهدامة وتجنيد النشء والشباب وغسل أدمغتهم، وهذا يثير بدوره مجموعة من التساؤلات المهمة.     ونتابع.