السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
 روبوت  يكشف على القلب فى ربع ساعة!

 روبوت  يكشف على القلب فى ربع ساعة!

فى ربع ساعة فقط يستطيع هذا الإنسان الآلى «الروبوت» الكشف على قلب أى إنسان وتشخيص حالته، دون الحاجة إلى الاستعانة بفريق من أطباء القلب من البشر. 



وهذا الابتكار العلمى المتفوق الذى توصل إليه فريق من علماء جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة سيسهم فى تخفيض عدد حالات الانتظار فى طوابير الكشف على متاعب القلب فى بريطانيا إلى النصف. 

واستخدم العلماء والمخترعون فى تصميم هذا الروبوت تقنيات الذكاء الصناعى، وهو يُعلّم نفسه تلقائيا، عمليات تشخيص حالات أمراض القلب من خلال صور يقوم عادة فريق كامل من الأطباء المتخصصين فى جراحات القلب بفحصها.

ولا يقتضى الأمر اللجوء إلى الطرق المعتادة لدى الأطباء عند التشخيص والفحص، فلا حاجة إلى أن يتمدد المريض تحت جهاز التشخيص الإلكترونى «إم آر آى» (جهاز الرنين المغناطيسى) لمدة ثلثى ساعة، ليتم أخذ صور الأشعة للقلب، ثم يتم بعدها حقن المريض بمادة صباغة ملونة قبل إعادته إلى الجهاز مرة أخرى. وهذه عملية مكلفة بجانب أن هناك مرضى لا يتحملون مشقة البقاء داخل هذا الجهاز.. أو لا يطيقون حقنة الصبغة الملونة.. أو يخافون أصلا من الحقن. 

الروبوت طبيبًا 

 فالنظام الجديد يعتمد على الروبوت الذى يقوم بعملية مسح للقلب تستمر لمدة لا تزيد على 15 دقيقة يكون بعدها قد سجل كل المعلومات المطلوبة على كومبيوتر ملحق به، وفى التجارب الأولية للجهاز الجديد المسمى «فى إن إى» (التحسين الأصلى الافتراضى) تمكن الروبوت من تشخيص الحالة بدقة متناهية بما يساوى ما يقوم به أربعة أطباء متبعون النظام القديم.

ويقوم روبوت أوكسفورد بتشخيص مختلف أمراض القلب ومشكلاته المتعددة.. من الأعراض التى تصيب الشباب مثل «هايبر تروفيك» وحالات فشل القلب حيث يكون قد أصيب بالضعف بحيث لا يستطيع ضخ الدم بانتظام وبالطريقة الصحيحة. 

وهذا الابتكار المدهش المعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، يختصر الوقت المستغرق فى عمليات تشخيص أوجاع القلب إلى النصف أو أكثر، وهذا يعنى أن مزيدا من المرضى أو من يعانون من أى أعراض تتعلق بالقلب سوف يجدون طريقهم إلى الكشف على حالاتهم التى قد تكون مستعصية أو فى حاجة ملحة إلى تشخيص وعلاج فى أقرب فرصة، بدلًا من طوابير الانتظار الطويلة التى تمتد لشهور وسنين.

وقد تم ابتكار هذا التكنيك المسمى «فى إن إى» اعتمادا على نموذج «التعلم العميق» حيث يتعلم الروبوت التعرف على أمراض القلب من خلال دراسة أكثر من 4 آلاف صورة لحالات حقيقية.  

ويقول العلماء والخبراء الذين ابتكروا هذا الاختراع، أن المرحلة التالية فى مشروعهم هى القيام بتجارب سريرية واسعة فى عدد كبير من مستشفيات بريطانيا للتعرف على نتائج التطبيق العملى الذى يقوم به الروبوت الجديد فى تشخيص أنواع عديدة من أعراض وأمراض ومتاعب القلوب. 

وهم يعتقدون أنه خلال عامين فقط سيكون الروبوت متوفرًا ويقوم بعمله بنجاح بما يخفف الضغط على المستشفيات والأطباء وهيئة التأمين الصحى، كما سيتم نشره وتوفيره حول العالم.

وقد أظهرت النتائج التى نشرت فى مجلة طب القلوب «سيركوليشون» أن الروبوت الجديد يمكن أن ينتج صورا واضحة بجودة أفضل من الصور التقليدية ما يوفر للأطباء المعلومات نفسها، دون الحاجة إلى استعمال الحقن والإبر وعوامل التباين باهظة الثمن، مع التطوير والاختبار لمزيد من حالات القلب.

ماذا يقول المبتكرون؟

 الدكتور «كيانج زانج» عالم الذكاء الاصطناعى والمشرف الرئيسى على هذا الابتكار وما سبقه من دراسات يقول: نحن متحمسون لمفهومنا عن التحسين الأصلى الافتراضى «فى إن إى» حيث يمكن للذكاء الاصطناعى أن يكون صبغة افتراضية بديلة عن حقنة الصبغة التقليدية التى تعطى فى الوريد. وفى ذلك تَحق فائدة كبيرة للمريض والطبيب.

أما البروفيسور «ستيفانبيشنك» رئيس فريق المعالجة المتقدمة لصور القلب والأوعية الدموية فيقول: نحن نستخدم هذه التقنية فى رسم الخرائط بالاستعانة بالذكاء الاصطناعى، فيتم تصوير كمى للقلب وهذا الاختراع يعتبر بمثابة نقطة انطلاق أساسية للاستخدام الواسع لعمليات المسح غير الجراحى للقلب.

وشاركت فى البحث أيضا البروفيسورة «فانيسا فيريرا» نائبة مدير الاختبار السريرى للذكاء الاصطناعى، التى تقول: إن هذا الاختراع يعتبر خطوة كبيرة أقرب إلى جعل التصوير بالرنين المغناطيسى للقلب أكثر سهولة للمرضى والمستشفيات على حد سواء ليس فقط من أجل هيئة التأمين الصحى هنا فى بريطانيا لكن أيضا على نطاق أوسع فى جميع أنحاء العالم، ويشمل ذلك البلدان متوسطة الدخل.