السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
«الأطفال زعلانين»!

«الأطفال زعلانين»!

«الأطفال زعلانين»، عبّرت صابرين فى لقاء تليفزيونى عن «زعل الأطفال»!



وصابرين، لمن لم يعد يذكر، بدأت التمثيل فى الرابعة من سنها، وقدمت برامج عدة، وأغانى، أحلاها وأكثرها انتشارًا بين الأطفال فى تسعينيات القرن الماضي: «أنا الفرخة» و«إحنا الكتاكيت».

ومن حق الأطفال أن «يزعلوا»، فرغم تزايد القنوات التليفزيونية، فإن المساحة المخصصة لبرامج الأطفال راحت تتقلص، وتلك ظاهرة على قدر من الخطورة، ذلك أنه من حق الطفل أن يشاهد برامج لا تتغاضى عن المفيد فى الثقافة والتربية والتعليم، فينال بذلك حصته من المنظومة الإعلامية، كما يجرى فى بلاد الناس الآخرين. إلاّ أن عندنا هذا الأمر مرهون بما يمكن أن يحقق من أرباح.

وقد نجد حلاً يكمن فى ربط عمل الوزارات المختصة، والجهات المكلفة «حماية» حقوق الأحداث. فوزارة الشئون الاجتماعية يحق لها أن تُشغل ساعة تليفزيونية للحديث عن حقوق الأطفال وقضايا القاصرين، وكذا الهيئة الوطنية للإعلام يترتب عليها دعم إنتاج البرامج المخصصة للأطفال.

فى فترة ليست ببعيدة، قامت قنوات فضائية على شاكلة رفع عتب، بإنتاج برامج أطفال مزجت فيها التربية والثقافة، تربوية، وتثقيفية. وتحقيقاً لرفع نسبة المشاهدة وجنى الأرباح، قامت قناة لبنانية، وأخذت عنها قنوات عربية، بإطلاق نسخة من برنامج The Voice لاكتشاف المواهب مخصصة للأطفال سمته The Voice Kids ونحت واحدة أخرى من تلك القنوات، المنحى نفسه، فأعدت وبثت برنامج Kids Stars.

وراحت ردود الفعل تتباين: بعضهم وجدها ترفيهية ومسلية فتابعها، وبعضهم رأوا فيها محاولة تحويل الأطفال إلى «سلعة» تُدر الأرباح!

إن تلك البرامج تُحدث أثراً سلبياً، لأنه لا يُنتَج قبالتها برامج توجيهية، معلوماتية وتثقيفية للأطفال والأحداث.

ورب قائل إن «الثورة» فى مجال الاتصالات والمعلوماتية الرقمية، التى أنبتت «واتس آب» و«فيس بوك»، و«سناب شات» و..غيرها الكثير، كانت المسبب فى إبعاد الأطفال والأحداث عن شاشة التليفزيون، وبالتالى صرف المنتجون النظر عن إنتاج برامج، يعرفون مسبقاً أنها لن تُشاهَد.

وهذا القول مردود لقائليه، ولنا مما نشاهده فى العواصم الأوروبية من تنافس على إنتاج برامج الأطفال والأحداث، ومن إنشاء قنوات خاصة بهم وبمشاكلهم، ما يجعلنا نقول، وبصوت عالٍ مسموع، إن إنتاج برامج تتناول اهتمامات الأحداث، كما الأطفال، وتسلط الضوء على مشاكلهم، وتنمى فيهم الثقافة والمعرفة، كفيلة بأن تجذبهم وتعيدهم إلى الشاشة الصغيرة.

متى نرى على شاشاتنا الصغيرة برامج تحاكى اهتمامات أولادنا، وتتركهم على سجيتهم، يعبرون عن آرائهم وأفكارهم، وتطلعاتهم واهتماماتهم ومشاكلهم. فيتعارفون ويندمجون، فيعرفون مجتمعهم أكثر، والمهم الأهم، أننا نحن نتعرف عليهم ونفهمهم.