الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«الشريطـــة الذهبيـــة».. التــوعيـــة أســـاس العـــلاج

بيت بدون سرطان
بيت بدون سرطان

سبتمبر من كل عام، ينظم مستشفى 57357 حملة ضد مرض سرطان الأطفال، لتكثيف جرعات التوعية طوال الشهر، حيث يعمل المسئولون فى «قسم توعية وتثقيف  المرضى وأسرهم» بنشر ثقافة «الشريطة الذهبية» رمز لسرطان الأطفال فى العالم، مع تشجيع الأهالى على زيارة المستشفى وتقديم التبرعات.



قسم التوعية والتثقيف للمرضى وأسرهم واحد من أهم القطاعات الفاعلة فى مستشفى 57357، حيث يقدم عددًا من  الخدمات تشمل التثقيف منذ الدخول للمستشفى لأول مرة مرورًا بكل مراحل العلاج، مع  توعية وتدريب الآباء والأمهات على التعامل مع الأبناء المصابين، مرورًا برحلة العلاج الكيماوى والإشعاعى، وخطة التغذية العلاجية والتحذير من الأدوية والعادات الغذائية والسلوكية والأطعمة التى تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان مثل المقليات والتدخين والمبيدات.

من مهام القسم الذى يدعم الوصول لنسب الشفاء التام التوعية ببعض الأمور خلال رحلة العلاج، وأهمها تنظيف الأسنان وتجنب العدوى، إضافة إلى الوقاية بشكل عام.

ونجح قسم التوعية والتثقيف بمستشفى 57357 فى إعداد عدد من الكتيبات بالتعليمات والإرشادات اللازمة، إضافة إلى كتيبات مهمة لدعم عوامل الوقاية العامة، وإعداد مكتبة ديجيتال على موقع «مستشفى 57357» وموقع «بيت بدون سرطان»، تضم فيديوهات وقصصا للأطفال القادرين على التعامل مع الإنترنت.

أما غير القادرين فمتاح لهم الاستفادة من المطبوعات كاملة، وفى الوقت نفسه يحرص قسم التوعية والتثقيف على نشر هذه المطبوعات على أوسع نطاق، فى جميع المستشفيات التى تعالج مرضى السرطان ومجموعة الكتيبات متاحة لمن يرغب والاستفادة بها أو التبرع بها لأى مريض سرطان خارج المستشفى، كما أنها متاحة لأى طبيب معالج للسرطان.

الشريطة الذهبية

قالت الدكتورة الصيدلانية علا محمد مديرة قسم توعية وتثقيف المرضى والتواصل فى مستشفى 57357 الحاصلة على دكتوراه فى التسويق وفى ريادة الأعمال، ومؤسس قسم توعية وتثقيف المرضى: سبتمبر من كل عام ينظم مستشفى 57357 حملة ضد السرطان نكثف فيه جرعات التوعية ضد المرض وننظم فعاليات كثيرة فى إطار محاولة نشر فكرة «الشريطة الذهبية».

وعن نشاط قسم «توعية وتثقيف المرضى وأسرهم»، قالت الدكتورة علا محمد مؤسس القسم: بدأنا عام 2009 ضمن قسم البحث العلمى، ثم انفصلنا وأصبحنا تابعين مباشرة لمدير المستشفى لأهمية وفعالية القسم المعنىّ بكل ما يخص الحماية من أمراض السرطان بمعلومات صحيحة ومفيدة، بحيث يصل المريض خلال رحلة علاجه فى مستشفى 57357 إلى الشفاء التام.

تقول: الوقاية مهمة للوصول لنسبة مائة فى المائة، إضافة إلى أهميتها فى تقليل أعداد الإصابات.

فكرة قطاع التثقيف والتوعية تعتمد بالأساس على تفعيل ثقافة الوقاية، لذلك بدأنا عام 2009، من خلال إعلانات التليفزيون وحملات عن التدخين السلبى.

حملات توعية

الدكتورة علا محمد أضافت: من أهم الجوانب التى عملنا عليها فى هذا القسم هو «دليل التعامل مع الآباء والأمهات»، لأنه فى بداية إصابة الطفل بالمرض تحدث صدمة،  لذلك لدينا كتيب مخصوص يحتوى تقسيمات كل المراحل العمرية وكيفية التعامل مع حالة الإصابة، وماذا نقول له وما يجب ألا يقال، وهذا معد بالتعاون مع أطباء نفسيين، إضافة إلى البروتوكولات العلاجية التى تخص كل حالة.

وتابعت: بدأنا العمل على المحاور العالمية التى اتفق العلماء  على أنها من الممكن أن تزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان لدى الأطفال خصوصًا للإشارة إلى مجموعة السلوكيات أو الأغذية التى تزيد احتمالية الإصابة تحت شعار «بيت بدون سرطان».

واصلت مديرة قسم توعية وتثقيف المرضى والتواصل فى مستشفى 57357: أطلقنا حملات إعلانية تجاوزت 50 منها «عصام والمصباح»، استهدفت التوعية وكيفية الوقاية من الأمراض، وتفاصيل ضرر العدوى على الجهاز المناعى، وأيضا تحدثنا عن أنواع البلاستيك المستخدمة فى إعداد وحفظ الطعام فى البيوت، نظرا لشيوع استخدامه فى ثقافة العامة ونظمنا زيارات للمدارس والجامعات.

5 عوامل ضارة

5 عوامل متفق عليها عالميًا لزيادة احتمالية الإصابة بأمراض السرطان، قالت الدكتورة علا محمد: أول هذه العوامل التدخين، وله ثلاثة أنواع: الأول المدخن نفسه، وثانيا التدخين السلبى، للمجاور للمدخن، وثالثا اليد الثالثة للتدخين، وهو أمر اكتشفه عالم فى جوهوبكنز فى أمريكا، والمقصود به أثر التدخين فى المكان أو ترسيباته، سواء على الجدران أو الأثاث أو المفارش، التى تستمر  لمدة 6 أشهر، لذلك ننصح بالتدخين خارج المنزل، لأن الأثر على الأطفال يبقى موجودًا.

وأكملت: العامل الثانى هو الغذاء غير الصحى، ويشمل جميع أنواع المسليات، وأيضا سوء التغذية، لأن الغذاء غير الصحى يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان بنسبة 30 فى المائة.

ثالث العوامل هو العدوى، ويوضع فى مستوى واحد مع «سوء التغذية»، لأنه توجد عادات أو سلوكيات أثناء إعداد الطعام تزيد من الميكروبات وحدوث العدوى التى تهاجم الجهاز المناعى وتزيد احتمالية الإصابة بالسرطان بنسبة 18 فى المائة.

فمثلا الأكل الملوث يسبب نوعًا من الإصابة بالمعدة تؤدى بالتبعية إلى زيادة نسبة الإصابة مثل بعض أنواع عدوى الكبد تتحول إلى سرطان.

وتابعت: الأكلات غير الصحية للأطفال مثل البسكويت ورقائق البطاطس وما إلى ذلك، كلها  توضع فى الفرن وتقرب من درجة الاحتراق فى الزيوت، والوصول إلى درجات الحرارة العالية يؤدى إلى تكون مادة «أكريلامايت» التى تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان.

واستطردت الدكتورة علا محمد: رابع العوامل هو الملوثات، ومنها المبيدات، لذلك مهم أن يتبع المزارع تعليمات استخدام المبيدات حسب توجيهات الوزارات المعنية فيما يتعلق بالكميات المرشوشة وطرق حفظ المبيد، ويجب ألا يمر الصغار فى حقل مرشوش قبل مرور من 3 أيام إلى أسبوع على حسب نوع الكيماوى المرشوش.

عند شراء الأهالى فاكهة أو خضارا وقبل الاستخدام لا بد من غسلها ونقعها فى ماء بملح أو ماء وبيكربونات، لأنها تساعد خلال ربع ساعة فى التخلص من الملوثات.

وتحدثت مدير قسم توعية وتثقيف بمستشفى 57357 عن العامل الخامس قائلة: يتعلق بالشمس ونسبة «فيتامين دى» فى الجسم

فالتعرض للشمس لفترات طويلة خصوصا فى بلاد أوروبا يؤدى إلى زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان فى الجلد. وهذا النوع من الإصابة قليل فى مصر، ونقوم بزيارة القرى والمصانع وتتعاون جهات عديدة، وزرنا محافظات منها المنيا وأسيوط وسوهاج، والإسكندرية وشرم الشيخ والغردقة والمنوفية والقليوبية، بخلاف القاهرة والكنائس والجوامع والمدارس بأنواعها حكومية وخاصة وإنترناشيونال، وزرنا بورسعيد ومستعدون للتواصل مع أى جهة.

سندريللا وسوبرمان

التثقيف عموما ولمرضى السرطان خصوصا يجنب تأثيرات سلبية فى رحلة العلاج، وأبسطها أن الطفل يتعرض لنقص فى الصفائح الدموية خلال مرحلة محددة من رحلة العلاج، حيث يكون النزيف سهلا جدا، فلما ينتبه إلى أمور بسيطة خلال العلاج فإنها تحمية.

وواصلت د.علا: كتيب للتعايش مع العلاج الإشعاعى، وهو مفيد للمريض، لذلك لدنيا مجموعة من الكتيبات أعددناها بالتعاون مع متخصصين عن نصائح التغذية العلاجية وحول كيفية إفادة التغذية السليمة فى رحلة العلاج، كما أعددنا مجموعة قصص عن سندريللا وسوبرمان للتثقيف ومساعدة الأطفال المرضى فى فهم حالاتهم والتفاؤل واللعب والرسم والتلوين والانتباه للنظافة تجنبا للعدوى ومع الحرص على العلاج فى موعده دون خوف. وتصور لهم هذه القصص أن سوبرمان وسندريللا يأتيان لمساعدتهم، وهذه الكتب «باكدج» تسهم فى تحقيق نوع من الدخل للمستشفى لمن يحتاجها تكلفتها 200 جنيه، وممكن لمن يرغب الحصول عليها.

وأضافت: يمنح المستشفى إعانات للأطفال المصابين والقاطنين بعيدا وليست لديهم نفقات القدوم لتلقى العلاج، حتى لايفوت الموعد.

كما نوعى بأهمية التبرع بالدم وفوائده لأن كميات الدم والصفائح الدموية التى يحتاجها الأطفال غير طبيعية، ونثقف الأهالى بهذا الجانب حتى يمكن للأقارب التبرع.

شاهد واطبخ

اختتمت الدكتورة علا محمد مؤسس قسم توعية وتثقيف المرضى بمستشفى 57357 كلامها قائلة لدينا على موقع المستشفى وموقع «بيت بدون سرطان» قسم «شاهد» يضم فيديوهات أعددناها للطفل الذى لن يقرأ لسبب أو لآخر، وهى معدة بالأنيميشن من خلال فريق القسم لدينا فيديوهات عن «كورونا». و«الأسنان» كما يهدف الوصول لأكبر عدد من الأطفال فى كل مكان، لأن نسبة 60 فى المئة من المرضى مستوى تعليم أهاليهم غير مرتفع، وهؤلاء تفيدنا المطبوعات فى التعامل معهم.

أما «الديجيتال» فيساعدنا فى النسبة الأخرى المتعلمة. أما قسم «اطبخ» فيضم وصفات أكلات صحية يتعلمون إعدادها وتجهيزها من دون أن يضروا أنفسهم، ولدينا بالفعل مكتبة ومطبوعاتنا ومخزن خاص، ومكتبة فى كل دور، بالإضافة إلى الأماكن العامة بالمستشفى.

مستدركة سافرنا إلى دبى والشارقة، وقمنا بعمل توعية فى المدارس هناك فجهودنا مطلوبة فى الخارج، لكن «كوفيد 19» أوقف هذه الأنشطة والرحلات مؤقتا.

ألف باء توعية

الصيدلى محمد نجيب، إخصائى التوعية والتثقيف بمرض السرطان بمستشفى 57357 قال: نقدم توعية مجتمعية لخارج المستشفى، من خلال تنظيم حملات فى المدارس والجامعات أو الكنائس والمساجد.

وأضاف أفراد القسم 4 برئاسة الدكتورة «علا» وكلهم ذوو خلفية طبية بالأساس، أطباء أو صيادلة، ونحن مسئولون عن المواد العلمية التى توضع فى الكتيبات أو المقالات التوعوية لتكون أساسا علميا ومكتوبة بطريقة مبسطة وسهلة.

وتابع: أول جزئية نقدمها للأطفال ولذويهم بمجرد قدومهم إلى المستشفى هو تقديم معلومات عن المستشفى وآلية العمل فيه إداريا، والإجراءات خلال مراحل العلاج، ليصبح أهل الطفل المريض على علم بجميع الخطوات بالترتيب ومستوعبين لخريطة المكان، ومثال ذلك حالات الطوارئ، فهناك آلية للتعامل فى هذه الحالة حتى لا يضر بالطفل المريض، وحرصا من المستشفى على أن تتلقى الحالات الحرجة والأكثر تأثرا الرعاية فى المقام الأول، لأن الآباء ليست لديهم الخبرة الطبية الكافية لتقدير حالات الأطفال وهذه المواقف لها مسار محدد نوضحه للآباء من خلال فيديوهات كارتون توضيحية تذاع باستمرار على الشاشات فى الأقسام بالمستشف

غسيل الأسنان

يضيف: تقدم ألف باء توعية للمرضى وأهاليهم خصوصا بأنواع السرطانات المختلفة ونركز مع الأطفال على التوعية بأهمية غسيل الأسنان خصوصا أنها العضو الذى يتأثر جدا خلال رحلة العلاج وتحدث به تقرحات بشكل متكرر، وألمها مزعج بسبب الفطريات، ومع الحفاظ على غسيل الأسنان بانتظام بمواد طبية مضادة للفطريات تقلل فرص حدوث التقرحات فى أسنان الأطفال.

 محفزات السرطان

وأضاف: تعد التغذية العلاجية من أهم الجوانب المساعدة فى العلاج من السرطان وضمن توعيتنا نؤكد على أنواع الأكلات التى تساعد فى القضاء على السرطان فهى الأطعمة المضادة للأكسدة، ومنها الفواكه مثل الكيوى والأفوكادو والرمان، والأسماك وأهمها الماكريل، والمكسرات لأنها تحتوى مضادات أكسدة عالية جدا، والشوكولاتة الغامقة والشاى الأخضر والبصل والثوم والملوخية والجرجير، وكل ما هو أخضر غامق وأحمر غامق.

وحول أهمية دليل الآباء والأمهات للتعايش مع الأبناء قال نجيب: بالتجربة نلاحظ مواقف كثيرة لا ينتبه لها أبوىّ المرضى مثل أن يتجاهل أحدهما محاولة علاج الابن، فى نوع من التهرب من المسئولية، وتنتج عن ذلك مشكلات، تنعكس بطبيعة الحال على الطفل المريض، وتمثل عبئا نفسيا إضافيا إلى عبء المرض، فى حين العامل النفسى مهم للمساعدة على الشفاء.

 

تسجيلي