السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
عمر الشريف وسيمون بايلز ورودريجو جارسيا!

عمر الشريف وسيمون بايلز ورودريجو جارسيا!

بعيدًا عن أجواء الكورونا بتوابعها النفسية يلفت نظرنا إنتاج فيلم عن الممثل الأسطورة وحياته بما فيها من تقلبات وتناقضات.. ولاعبة جمباز شابة فى لحظة انكسار ومعها شجاعة الاعتراف بالضعف الإنسانى.. وطبعا لا يمكن أن يفوتنا مذكرات ابن.. يحتفى بحياة والده الروائى العبقرى وأيضا بوالدته.. وداعا وإلى اللقاء..



 

فيلم وثائقى جديد عن عمر الشريف احتفت مجلة «فاريتى» الأمريكية بإنتاجه. وذكرت المجلة المعنية بعالم السينما أن الفيلم الذى يتناول حياة النجم المصرى العالمى بما فيها من نجاحات وإخفاقات سوف يعرض فى مهرجان فينيسيا فى بداية شهر سبتمبر المقبل. الفيلم الوثائقى اسمه The Life and Times of Omar Sharif (حياة وزمن عمر الشريف) من إخراج المخرج المصرى مارك لطفى والمخرج السويدى أكسل بيترسن. والفيلم أبيض وأسود.. إنتاج بريطانى مصرى، وكما أشار صانعا الفيلم يتحدث عن مصر الخمسينيات.. تلك الفترة الزمنية التى نشأت وتشكلت فيها شخصية عمر الشريف وموهبته أيضا ومن ثم بدأ انطلاقه إلى العالمية. عمر الشريف كان وظل أيقونة حاضرة فى ذاكرة السينما عالميا ولهذا تباينت الآراء وتزايد الجدل حول ما فعله وما لم يفعله النجم الشهير بموهبته ونفوذه فى عالم الشهرة. مجلة «فاريتى» تذكر كل هذا عن الفيلم المنتظر وما قد يثيره من نقاش فنى وسياسى سواء فى مصر أو خارجها عن الأسطورة والحقيقة وما بينهما من قيل وقال.

إنها سيمون بايلز 

الفتاة الأمريكية السمراء بطلة الجمباز المبهرة انكسرت فى دورة أولمبياد طوكيو الأخيرة ولم تستطع المنافسة أو أن تتحدى الإخفاق النفسى والجسدى. الفتاة البالغة من العمر 24 عاما وبعد خمس سنوات من التدريبات والاستعدادات والسعى لأن تكون بطلة الأولمبياد وإحراز الميدالية الذهبية سمعنا اسمها كثيرا ولكن لأسباب أخرى غير الفوز والانتصار.. الحديث المثار عنها فى السوشيال ميديا. كان عن الضغوط النفسية التى تمارس مع الرياضيين من أجل الفوز ببطولة ما وضمان الحصول على الميدالية الكبرى. كم من الجرائم ارتكبت من قبل وترتكب حتى الآن باسم المنافسة الرياضية والإنجاز الرياضى؟!. الحديث عن سيمون بايلز كان عن كونها بطلة شابة عانت وتعانى من الضغط النفسى وهيمنة الاكتئاب.. وكانت جريئة وصريحة فى الاعتراف بالضعف والإخفاق. المرض النفسى يا سادة لم يعد مرض الرفاهية كما يتصور البعض.. يمكن تجاهله أو إهماله أو التهوين من شأنه.. وهنا الأمر الذى يثير الاهتمام وهو أن الأجيال الجديدة راغبة ليس فقط فى تحقيق الإنجاز أو النجاح بل أن تكون راضية عما تفعله وقادرة على مواجهة النفس.. مهما كان الثمن.

وداعا.. أبى وأمى

رودريجو جارسيا المخرج السينمائى ابن جارسيا ماركيز الروائى الكولومبى العظيم كتب كتابا.. مذكرات ابن عن والده ووالدته

بعنوان A Farewell to Gabo and Mercedes.. وداعا لجابو ومرسيدس.. رودريجو الذى ولد فى كولومبيا وترعرع فى المكسيك ويعيش حاليا فى لوس أنجلوس يكتب ليس رثاءًا بل احتفاءا بوالده الروائى العظيم وبالطبع والدته مرسيدس التى وقفت بجانب المبدع وساندته فى مواجهة كل تحديات الحياة والإبداع. رودريجو يعرف قيمة وإرث الوالد ويعرف كيف يعبر عن اللحظات التى كانت أو الحوارات التى شكلت حياته وخياله وإقباله على حياة بتفاصيلها الشيقة.. إنه كتاب صغير (169 صفحة) عن تفاصيل الحياة معا وعن حياة حافلة وثرية مع الوالد والوالدة.. وعن اقتراب الموت.

رودريجو فى مايو 2020 كتب رسالة مفتوحة إلى والده الراحل جارسيا ماركيز نشرت فى صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية مع بدء انتشار الوباء على امتداد العالم ذاكرا بأن لا يوم يمر إلا ويتم الإشارة إلى روايته «الحب فى زمن الكوليرا «.. وترى كيف كان سيكتب الكاتب الكبير عما نعيشه الآن

ولم يتردد رودريجو الابن (61 عاما) فى القول فى كلامه الموجه لجابو الأب أن الكثير من الناس على ثقة بأن الحياة لن تكون أبدًا كما كانت من قبل وأن البعض منا سيقوم بإحداث تغييرات كبيرة وأن أغلبنا لن يقوم إلا بتغييرات طفيفة.. ثم يقوم بتذكير الوالد بأن الأمر الأهم هو أن الوباء دليل على أن الحياة تختفى بالطرق الأكثر غرابة والأقل توقعا.. ولهذا علينا أن نعيش حياة عظيمة.. وأن نعيشها حالا الآن.