السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

متـلازمــة ما بعــد كــورونا

الأزمة فى متلازمة ما بعد كورونا.



 يعانى كثير من مرضى الفيروس أعراضًا  تستمر لما بعد مرحلة التعافى، وتصل نفسية شديدة تصل إلى الاكتئاب بما لا يربط بينها المتعافى وبين سابقة الإصابة بكورونا.

ومتلازمة ما بعد كورونا كثيرًا ما تكون السبب الرئيسى لأعراض جسمانية مختلفة يعانى منها المتعافى فيتناول علاجات مختلفة.. ويتردد على الأطباء فى تخصصات مختلفة دون حلول.

 

وتؤثر «متلازمة ما بعد كورونا» على الحالة النفسية وأعضاء الجسم، وتختلف أعراضها حسب العمر وما إذا كان المتعافى من الفيروس مصابًا بأحد الأمراض المزمنة من عدمه، إضافة إلى ضعف  المناعة، وشدة الإصابة بالفيروس، وكذلك يختلف التأثر بالضغوط من شخص لآخر حسب الطبيعة الشخصية لكل مصاب.

وأعلنت وزارة التعليم العالى، عن تجهيز عيادات متخصصة لعلاج متلازمة أعراض ما بعد الشفاء من فيروس كورونا بالمستشفيات الجامعية، تضم عددًا من التخصصات لعلاج الآثار النفسية والطبية للمتعافين.

 الدكتور محمد النادى، عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة والسكان، أستاذ أمراض الصدر بجامعة القاهرة، قال لـ«صباح الخير»، إن نسبة المصابين بمتلازمة ما بعد كورونا تصل إلى 10 %.

وأشار عضو لجنة مكافحة كورونا، إلى أن أكثر أعراض المتلازمة، الإرهاق المزمن العام، وتغيرات فى حاستى الشم والتذوق، تتباين بين فرد وآخر، وكذلك تتأثر حاسة السمع، وقد تحدث رعشة فى الأطراف وتنميل، وزغللة، ودوار، وصداع، وعدم انتظام فى ضربات القلب، وآلام متنقلة فى الصدر، إضافة لاضرابات النوم.

وأضاف: لا يوجد علاج محدد لمتلازمة كورونا، مشيرا إلى أهمية تناول مضادات الفيروسات خلال فترة الإصابة بالفيروس، والانتظام على بروتوكول العلاج لمدة كافية؛ خصوصًا المرضى المصابين بصورة عنيفة، والذين أوضحت الأشعة المقطعية الخاصة بهم تغيرات عالية ولزم لهم أكسجين، قائلاً تلك الفئة لا بُد من متابعتهم بشكل دقيق، وقياس دلالات الالتهاب مثل «L D H»، وهى الخاصة بالتغيرات العنيفة فى الأشعة المقطعية.

 واستكمل: تتم متابعة المرضى وإعادة تأهيلهم، لتخفيف حدة القلق والتوتر والخوف والنصيحة، وممارسة تمارين رياضية خاصة بالنفَس، وهناك عيادات مخصصة لمعالجة متلازمة ما بعد كورونا.

ويتم اتباع برنامج الـ «MDD» من خلال طبيب مسئول عن تحديد الشكوى الرئيسية للمريض، وأكثر الأعراض التى تنتابه، ويتم تحويله إلى إخصائيى الطب النفسى لمن تعرّضوا لصدمة نفسية وعصبية حادة، وتتمثل أعراضها فى عدم التكيف والعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى، أما ذوو أعراض الإرهاق المزمن فيتم تحويلهم للعلاج الطبيعى. وعن مرضى تليف الرئة فيحتاجون إلى أدوية مضادة للتليفات وكورتيزون وأكسجين لفترات طويلة.

مناعة نفسية؟!

من جانبه قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن الإصابة بكورونا المستجد ينتج عنها أحيانًا الإصابة بأمراض نفسية فترة ما بعد التعافى من الاكتئاب والوسواس القهرى، واضطرابات المزاج، والإرهاق، وتظل لدى المتعافى لفترة طويلة.

 وأوضح «فرويز»، أن ضعف المناعة ينتج عن شدة القلق والتوتر والخوف، ويتسبب فى الإصابة بما يسمى ضعف «المناعة النفسية العصبية»، ولا بُد من التأهيل النفسى، وبخاصة فى مرحلة العزل، مع الالتزام بالأدوية وبروتوكول العلاج، لاحتوائها على مواد مضادة للاكتئاب حسب حالة المريض.

 واستكمل: البعض يدخل فى اضطرابات الأكل مع الاكتئاب، وتناول أنواع مختلفة من الأطعمة، مما يؤدى إلى زيادة الوزن، وقلة الحركة والمشى والتركيز، مشيرًا إلى المصابين بالوسواس، يطبقون الأعراض التى يسمعون عنها على أنفسهم.

 ونصح أستاذ الطب النفسى، المتعافين الذين يعانون من المَلل والخوف والضيق، عدم الانتظار حتى يتلاشى العرَض تلقائيًا، وبخاصة الذين تعرضوا للفيروس لفترات طويلة أو لأكثر من مرة، مؤكدًا على أهمية مراجعة الطبيب النفسى.

العاصفة المناعية 

وأوضح الدكتور أحمد شعيب، رئيس قسم الباطنة بمستشفى المبرة بالزقازيق، أن أعراض متلازمة ما بعد كورونا تختلف عند المتعافين على حسب قوة الإصابة بالفيروس.

وقال إن الشباب المتعافين أقل قى التعرض لمتلازمة ما بعد كورونا، فى حين أن نسبة من يصابون بالتليف الرئوى تصل من 2-3 %، ونسبة من يعانون من الإجهاد وآلام الجسد والمفاصل تصل إلى 60 %.

 واستكمل د.شعيب: إن كثيرًا من الأعراض الشائعة لممثلى ملازمة ما بعد التعافى ترتبط بالجهاز الهضمى كالشعور المستمر بالآلام فى المعدة والغثيان، وترتبط شدة الأعراض بالسّن، وما لدى الشخص من أمراض مزمنة، وقوة أو ضعف فى الجهاز المناعى.

 وأكد شعيب، أن الجهاز المناعى، والأجسام المضادة، لهم دور مهم فى مقاومة متلازمة ما بعد كورونا، ولذلك تختلف الأعراض عند المتعافين.

 مشيرًا إلى ضرورة تعاطى اللقاح؛ حيث يساعد على تكوين أجسام مضادة أكثر 10 أضعاف تلك التى كونها الجسم أثناء الإصابة بالفيروس، وهو ما يحمى من الإصابة بمتلازمة ما بعد كورونا.