«إيه اللى ضيق» خلق الجنس اللطيف؟!

ياسمين خلف
الأسئلة كثيرة بعد الحوادث الأخيرة.. متى ولماذا تتحول الأنثى إلى كل ذلك الغضب؟ هذا الكائن الناعم الرقيق، فتفقد السيطرة على نفسها لتنهى حياتها وتهدم أسرتها بهذا الشكل؟
بمعنى آخر.. إيه اللى بيضيق خلق الجنس اللطيف الذى يجعل «خلقها ضيق» لترتكب ضربًا أو قتلًا؟! بعض المتخصصين يجيبون: المرأة رحلة هرمونات!
دكتور فتحى قناوى، أستاذ الجريمة بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، قال إنه لا يوجد أى أساس من الناحية العلمية لتسبب رحلة تغير الهرمونات النسائية بعد الزواج ما يجعل المرأة أكثر عرضة للاستفزاز والعصبية، ويضيف: نزوع المرأة أو الرجل للجريمة هو خروج عن الأعراف وعن مفاهيم الإنسانية، وهو ما يعود لأسباب علمية بحتة تؤكد أنه إذا وضع الإنسان «سواء رجل أو ست» تحت ضغط لم يتحمله، سينهار على الفور وربما يؤدى هذا الانهيار إلى جريمة غير متوقعة.
وأشار دكتور فتحى إلى أن العنف الذى قد تمارسه المرأة لا يكون وليد اللحظة يعود للتربية، وبالتالى فإن اختيار الزوج والزوجة على أسس سليمة مهم لأن الاستسهال يؤثر على العلاقة الزوجية.
يضيف: المجتمع كله مسئول عن توضيح الرؤى حول مفهوم الجواز ودور الزوجة تجاه زوجها والعكس.
ويحمل د. قناوى الرجل جزءًا مهمًا من المسئولية ويقول: على الرجال أن يمتصوا غضب زوجاتهم والعلاقة الزوجية تقوم على الشد والجذب، ولا بد من الحكمة فى إدارة الأزمات ومعايير للتعامل مع النرفزة أو العصبية، دور الأهل توعية الأزواج وتدريبهم على الفكر السليم قبل الارتباط.
تخلف ثقافى
ممارسة الزوجة العنف لها دلالات مرتبطة بالتنشئة لا علاقة لها بالهرمونات، وملامح التعامل خلال العلاقة الزوجية تكتسبها الفتاة من بيئتها وسلوكيات أسرتها، فإذا كانت الأم تعنف الأب أمام الصغيرة، فلابد أن تشب الفتاة التى هى زوجة المستقبل على خلل ما فى علاقتها بزوجها، هذا ما أشارت إليه الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية.
وتضيف: كبت الحرية منذ الطفولة والتعامل مع الفتاة على أنها درجة ثانية، أخوها مقدم عليها فى كل شيء وأنها يجب أن تسمع كلامه وتطيع أوامره.
ويضيف: قد يجعل وجدانها معبئًا تجاه الذكر.. مما يجعلها دائمًا على أهبة الاستعداد لترد العنف بالعنف لحماية نفسها.. فى كثير من الحالات.
أما بالنسبة لرحلة تغير الهرمونات فتقول دكتورة سوسن، إن اضطراب العلاقة له دور كبير فى اضطراب الهرمونات عند الزوجة، واضطراب العلاقة التوافقية مع الزوج بالضرورة ينعكس على إصابة الزوجة بالتوتر الدائم، وبالتالى يؤدى بها إلى اضطراب فى السلوك.
تكمل د.سوسن: إهمال الزوج لزوجته مع التراكم يحرك بداخلها عنفًا وطاقة سلبية، وبالتالى تكون معبأة فى أى وقت للانفجار.. وفى لحظة ما ستخرج عن شعورها.
ترى د. سوسن أن أغلب حلول ذلك النوع من المشكلات ثقافى.. وتقول إنه لو لدى الرجل ثقافة التعامل فى العلاقة وثقافة فى سيكولوجيا المرأة سيسعد بحياة زوجية هنيئة.