غادة حامد
قتل المشاعر!
عندما يمتلئ خزّان مشاعرك بالتراكمات والضغط والانفعالات المكبوتة والذل والإهانة والغليان والضغط والحزن.. عندما تمتلئ ذاكرتك بصور كريهة ومواقف مهينة وكلمات وجمل سخيفة يصعب نسيانها.. عندها قد تبدئين فى الخلاص.. فى النهاية.. ستتخيلينها بأشكال كثيرة.. ستطاردك صور الحرية.. صور الكرامة.. ستبحثين فى ذاكرتك عن صورة لآخر مرة شعرت فيها بالسعادة أو بالكرامة.. ستشتاقين لها.
عندها عزيزتى.. سيكون لديك أكثر من اختيار.. إما تجاهل الصور السعيدة والحياة الكريمة وسيبدأ مخك فى وضع العديد من العقبات أمامك مثل (خليكى عاقلة، الولاد ذنبهم إيه، اصبرى إن الله مع الصابرين، بكرة ربنا هيهده أو هيهديه،،….) وغيرها من المبررات التى سيقنعك بها عقلك، وهذا طبيعى.. لأن عقل الإنسان تكوينه الأساسى جُبل على الخوف من التغيير ومقاومته اعتقادًا منه أن التغيير هو الخطر.. وأن المستقبل المجهول محفوف بالأخطار، وقد وضع الله داخلنا هذا الخوف والحذر وشكّل عقلنا بهذه الطريقة حتى لا نستسهل التغيير بل نحسب حساباتنا جيدًا قبل قلب الترابيزة والانجراف وراء أى تغيير، حتى لو كان تغيير نظامك الغذائى.
إذن.. عندما يمتلئ عقلك وقلبك بكل الصور السلبية السابقة.. ويقاوم عقلك التغيير ويحاول إخافتك منه.. فأمامك حينها حل من ثلاثة.. الاستسلام للخوف لما يصوره لك عقلك من عقبات ومخاوف أغلبها وهمية.. أو الإصرار على الخلاص وطلب الطلاق أو الخلع إذا لزم الأمر.. أو.. قتل مشاعرك وكبتها اعتقادًا منك أنك أقوى من الظروف ومن المؤشرات والحقائق الجلية أمامك.. حتى تبدأ تلك المشاعر إلى إفراز السموم التى تهاجم أضعف أعضاء جسمك وتصيبك بالأمراض الجسدية.. أو تبدأ تلك المشاعر المكبوتة فى التسلل للعقل الباطن وتغذيته فينفجر ذات يوم فى صورة عنف ضد شريك الحياة، إما لفظى على صورة نقد وسخرية واستهزاء كنوع من الانتقام والتنفيس أو عنف جسدى مفرط قد يصل إلى إيذاء جسدى، فى لحظة ضعف كما نسمع ونرى هذه الأيام.
فعزيزتى؛ واجهى مشاعرك بعقلانية فلا تخافى من التغيير وتستسلمى للحياة الضنك تحت اسم مبررات واهية وهمية، وفى الوقت نفسه لا تظنين أنه بإمكانك قتل مشاعرك والحياة بجمود كالآلة، لأنك لست آلة.. ولتجد تلك المشاعر الدفينة سبيلها للخروج غصبًا عنك بطريقتها التى ستفاجئك برد فعل لم تتوقعينه عليك أو على شريكك.. فقتل المشاعر يا عزيزتى السبب.