السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فـى بيـت «أم مـاريــو» .. نجمــة «كـان» تحلـــم بجهــاز ابنتهــا

دميانة فى مشهد من فيلم ريش
دميانة فى مشهد من فيلم ريش

بعد فوز الفيلم المصرى «ريش» للمخرج المصرى عمر الزهيرى بالجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد الدولى فى الدورة الرابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائى بفرنسا، تحولت دميانة نصار الصعيدية المصرية من امرأة بسيطة فى إحدى قرى محافظة المنيا إلى امرأة عالمية تلاحقها كاميرات التصوير ووكالات الأنباء العالمية.



دارت أحداث ريش حول قصة زوجة تعيش مع زوجها وأولادهما، لا تخرج من شقتها الصغيرة ولا تعرف ما يدور خارجها، حتى تتغير حياتها إثر حادث مفاجئ، فعندما أحضر الزوج ساحرًا فى عيد ميلاد ابنه الصغير، يقع ضحية إحدى الحيل عندما يجرب عليه خدعة سحرية تحوله إلى دجاجة، يفشل بعدها الساحر فى إعادته.

 

ودميانة نصار - 39 سنة، ربة منزل بسيطة من ريف مصر من  قرية البرشا مركز ملوى المنيا، لا تجيد القراءة ولا الكتابة، تحولت بين يوم وليلة إلى بطلة سينما عالمية ويكتب اسمها فى تاريخ الفن، ودميانة أو أم ماريو هى أول مصرية لأول فيلم مصرى يحصد جائزة فى مهرجان «كان».

وتحكى دميانة عن كواليس اختيارها للفيلم قالت: إن عمر المخرج قام بزيارة قرية البرشا أكثر من مرة للبحث عن شخصية البطلة،  حتى وقعت عيناه على دميانة، فى إحدى المقابلات للمرشحات، بمقر فرقة «بانوراما برشا».

وكان فى ذهن عمر الزهيرى صورة لسيدة لم يسبق لها التمثيل من قبل، قريبة من الشخصية التى رسمها السيناريو؛ امرأة تنتمى إلى قرى صعيد مصر، نحيفة يظهر عليها المعاناة الريفية للسيدات اللاتى يحملن هم البيت والأولاد والزوج.

وأقنعتها ابنتها هايدى أن تحضر الكاستنيج مثلها مثل العشرات، وعندما أبلغوها أن المخرج اختارها للدور ارتجفت من الخوف خاصة أنها لا تجيد لا القراءة ولا الكتابة، فقط حملت هم بيتها وأولادها.. وكلام الناس عن خروجها للتصوير!

رأى المخرج فى أم ماريو كل المقومات للنجاح.

ومزج فيلم «ريش» بين الواقع والفانتازيا، وتناول  قصة أب قرر إقامة عيد ميلاد ابنه الأكبر فيحضر ساحرًا لتقديم بعض الفقرات، وفى إحداها يدخل الأب فى صندوق خشبى ليتحول إلى دجاجة ومع محاولة الساحر إعادته مرة أخرى يفشل.

هنا تبدأ الزوجة دميانة فى الخروج للحياة وتمر بالكثير من الصعاب لتبطل السحر، وتعيد زوجها إنسانًا من جديد. تستمر الأحداث فى نقد ساخر وهزلى للعديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وأوضاع المرأة المعيلة.

عودة لأم ماريو التى أطلقت الزغاريد بعد سماعها فوز فيلمها فى كان، الفرح كان كبيرًا حتى ولو لم تعرف ماذا يعنى «كان» لكنها متأكدة أن هناك عائدًا ماديًا يدعمها فى تجهيز ابنتها وسد احتياجات بيتها وأولادها، وحسب أم ماريو فقد كانت تصلى كل يوم وتقول يارب ميضعش مجهودى  مستعينة ببركة العدرا أم النور على حد قولها.

وعقب فوز الفيلم انتشرت صور الست أم ماريو بين أهالى قرية البرشا وجيرانها للاحتفال ببنت القرية، قيراط حظ ولا فدان شطارة، عبارة ردّدها أهالى القرية بعدما تحولت دميانة لحديث الشارع المصرى بأكمله.