السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

زغرة عيـن زمـان.. ولا حـوار اليومــــين دول

تربيــة «السـوشيــال مـــيـديــا»!

ريشة: عمرو الصاوى
ريشة: عمرو الصاوى

كانت الأمهات قديمًا، تستخدم أساليب حازمة فى تربية أبنائها، بداية من «زغرة العين» مرورًا بالطائر البلاستيك المعروف بـ«أبو وردة» والتى لم تخل منه البيوت المصرية وقتها.



تربية زمان كانت تسودها أساليب الرعب وتعتمد على بث الهلع كما كنا نصفها كأفعال، لا أحد ينكر أن تربية زمان عدلت السلوك وقومته وأخرجت شخصيات ناجحة ومفيدة للمجتمع.

لكن مع تطور الأجيال وتقدمها تمردت الأجيال الجديدة على التربية القديمة، لتظهر الدعوات لما يسمى التربية الإيجابية الحديثة القائمة على الحوار، والتى تبعد كل البعد عن الحزم والشدة التى تربينا عليها زمان.

ليبقى السؤال الأهم الآن هو: هل تربية الحزم والشدة و«الشبشب» كانت تربية سلبية بمفهوم التربية الإيجابية الآن؟.. وما هو مفهوم التربية الإيجابية الحديثة؟ هل التربية الحديثة أفضل؟! هل نتائجها أفضل أم أن هناك إمكانية للعودة لتربية زمان؟!

التواؤم والمعقولية

ترى دكتورة «سامية خضر» أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن تربية القوة زمان كانت غير صحيحة بالمرة.. بل كانت تنعكس بالسلب على الأبناء، فليست تربية الحزم والشدة التى تربينا عليها منذ القدم واتباعها فى تربية أبنائنا الآن سليمة.. ولا اتباع التربية الحديثة المنفتحة وحدها أيضًا صحيحة، وإنما الوسطية فى التربية، بمعنى الجمع بين المفيد من التربية القديمة مع المفيد من التربية الحديثة، لنكون بها تربية إيجابية حديثة. تضيف الدكتورة سامية: «فالتربية الإيجابية هى أن نكون أصدقاء لأبنائنا منذ الصغر مع مراعاة الاحترام.. وأن نأخذ الإيجابيات التى لديهم ونضيف عليها الإيجابيات التى تربينا عليها، والتى تلاشت عند الكثير من الآباء والأمهات وتأثر بها الأبناء الآن.

ولا بد أن يتسم الأهل بطول البال والصبر.. لأنهم يحتاجون إلى المجهود والصحة والصبر لتربيتهم بشكل إيجابى صحيح ينعكس بالثقة على نفسياتهم.

حسب سامية خضر فإن أهم مواصفات التربية الإيجابية هى اعتماد الطفل على نفسه منذ الصغر وحثه على المشاركة داخل البيت والقدرة على مساعدة الغير.. أيضًا الحنان والصداقة والقدرة على إحتوائهم من الأمور الأساسية التى يجب أن تنتشر، فى تربية الأبناء، حيث تزيد من ثقتهم بأنفسهم، وبالأخص صداقة الأم لابنتها، وصداقة الابن للأم والأب، فهذه من أساسيات التربية الإيجابية الحديثة.

أيضًا ثقافة الاعتذار من أهم أساسيات التربية الآن.. إذا أخطاء الابن يجب أن يعتذر، وليس العقاب بالضرب الذى يعنف الطفل ويجعله يمارس العند أكثر مع أهله والتى كثيرًا ما تصل لحد الجريمة.

لذلك فالتربية مسئولية كبيرة جدًا يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا على قدرها. نصائح الدكتورة سامية خضر لكل أم أن لا تنجب أكثر من طفلين كى تستطيع مع الأب ادخار وقتهما وجهدهما فى تربيتهما بشكل إيجابى وسوى مفيد لهما وللمجتمع.

تضيف د. سامية: «خير الأمور الوسط، فيما يتعلق بالانفتاح على أساليب التربية الحديثة.. وللعلم معظمها مفاهيم غريبة فى الأساس، بمعنى أن لا آخذ كل ما هو فى الغرب على شاكلته وأقوم بنقله فى تربية الأبناء، ولا آخذ كل ما كان فى الزمن السابق وأنقله كما هو.. فلا بد من التواؤم والمعقولية فى التربية، لا بد أن تراعى التوازن فى الإنجاب وأهمية احترام الطفل.. كما يجب أن تكون هناك شراكة بين الأم والأب فى تربية الأبناء.. وأن يكون هناك حلقة حوارية متصلة بينهما وبين أبنائهما.

الوسطية فى التربية

من جانبه يرى دكتور «وليد هندى» استشارى علم النفس، أن الحب والاهتمام من مفاهيم التربية الإيجابية، كما أنها تعتبر شيئًا أساسيًا فى العملية التربوية.. بداية من مشاركة الآباء والأمهات لأبنائهم فى مرحلة «الملاغية».. مرورًا بفن الاستماع والإنصات.. مشيرًَا إلى أن الطفل يجب أن يشعر أنه جزء وكيان مهم فى المنظومة الأسرية.

حسب الدكتور هندى فإن كثيرًا من الأمهات سواء فى الماضى أو الآن ينتهجن أساليب فى التربية غير فعالة وبالتالى ينتج عنها تربية غير سوية للطفل.. فيجب أن يربى الطفل على أن يكون لديه انتماء أولًا لأسرته.كما يجب مشاركته فى اختيار الأشياء التى يحبها سواء كانت ملبسًا أو مأكلًا وهو ما لم يكن متوفرًا بالقدر الكافى فى تربية زمان. وعلى والديه أن يساعداه فى ذلك ويشعراه بأن رأيه مهم ويؤخذ به.

يضيف د. هندى: فلو استشعر الابن هذه المشاركة، وبأن هناك حبًا حقيقيًا من قبل والديه.. ستتخطى الأسر الكثير من المشاكل فى تربية أبنائهم.

يضيف د. هندى: الوسطية المعقولة فى التدليل ستحد من الانفلات الأخلاقى الذى يحدث فى الكبر.. فالأم والأب نموذجان بالنسبة لأبنائهما، يسيرون على نهجهما، فإما أن يقوموهم بشكل سليم أو يفشلوا فى تربيتهم.. لذلك أنصح دائمًا الأم والأب أن يتعاقدا على تربية أبنائهم معًا، ويجنبا خلافاتهما الشخصية أمام أبنائهما حتى لا يؤثر ذلك على تربيتهم الإيجابية.. مضيفًا أن التربية زمان كانت بالفطرة على عكس التربية الحديث الآن الممزوجة بالسوشيال ميديا .. لذلك ليس كل ما هو قديم سيئًا وليس كل ما هو حديث جيدًا ومفيدًا لهم .. فالوسطية فى التربية أهم أسباب التربية الإيجابية الحديثة.