«المصيف وبلاويه.. واللى بيجرى فيه»!

ياسمين خلف
تنتظر غالبية الأسر المصرية بفارغ الصبر مجىء الصيف، باعتباره المتنفس الوحيد للانطلاق والسفر والخروجات والسهر على شواطئ البحر حتى شروق الشمس.. فإذا ذكر الصيف ذكرت معه المصايف، سواء كانت 7 stars أو zero stars .. فهو فى كل الأحوال شىء مهم بالنسبة للغالبية.. وطقس أساسى من طقوس الصيف للتخلص من روتين الحياة اليومية، وكسر الملل الحياتى، مهما ظهر له من معوقات.. فرغم ظهور الضيف الثقيل «كورونا» الذى كدر حياة المصريين والعالم أجمع، إلا أن هذا لن ينقص من الاستمتاع الذى يقضيه المصيفيون على شواطئ البحر برماله وهوائه الطلق.. والذى يحمل لنا كواليس مليئةبالمشاكل سواء من حيث التكاليف أو التجهيزات.. فتزداد المشاكل داخل كل بيت، كلما اقترب ميعاده..
عائلة ثرية فالزوج هو رجل الأعمال «تهامى بيه» وفكيهة لديها ثلاثة أبناء أحمد، هشام وتمارا.. المصيف بالنسبة لهم أشبه بالمعركة، فكل شخص منهم يريد أن يقضيه بالشكل الذى يناسبه.. فكلما حاولت أن تضع خططا تتلاشى بها الوقوع فى مشاكل كل مصيف، تفشل.. فكل آمال فكيهة هانم هو أن تقضى مصيفا يجمعها مع أبنائها وزوجها فى جو أسرى دافئ.. لكن تزداد المشاكل فى اختيار المكان كل سنة.. سواء مع أبنائها أو زوجها أو حتى هى شخصيًا!
ففى الوقت الذى تريد فيه الذهاب للاسترخاء والاستجمام فى الجونة مع زوجها وأبنائها فى جو عائلى، يختار أبناؤها الذهاب إلى الساحل الشمالى، حيث القرى السياحية والألعاب المائية والأكوا بارك والملاهى ووسائل الترفيه والمتنزهات والحفلات الغنائية..
أما «تهامى بيه» زوجها فقلما ما يتواجد معهم فى مصيف واحد بسبب ارتباطه الدائم بمواعيد عمله، ما يؤدى إلى شجار كبير بينهم، خاصة فى ذلك الوقت من السنة، بسبب عمله وإهماله الأوقات المخصصة للعائلة.. لتبدأ وصلة من العتاب بينهم، فيتروكون موضوع المصيف الأساسى ويتطرقون فيها لمواضيع شخصية أخرى.
لن تتوقف مشكلة المصيف عند هذا الحد، فإلى جانب ذلك تستمر المشاكل حتى فى اقتناء الأشياء والمستلزمات الخاصة بالسفر.. فلكل ابن ذوقه الخاص فى اختيار ملابس البحر الخاص به والتى تختلف كل سنة عن ما قبلها، لتتماشى مع أحدث صيحات الموضة والبرندات العالمية فى المايوهات ومستحضرات التجميل والاعتناء بالبشرة.. بالإضافة إلى ال BOCKET MONEY الخاص بالخروجات والسهر والأكل.. وإحياء الحفلات الخاصة مع الأصدقاء داخل الفيلا.. مما يضعها دائما فى مواجهة عنيفة مع زوجها كل مصيف بسبب التكليفات الباهظة والتبزير المبالغ فيه.. والتى تجعلها دائما تتمنى للحظة أن تنتهى مشاكل المصيف إلى الأبد والتى تتكرر كل سنة قبل بدئه، وتكسر بداخلها لذة الاستمتاع قبل السفر.
أم حماصة!
على النقيض تعيش عائلة أم حماصة فهى عائلة بسيطة على قد الحال زوجها « عم عبده» الساعى يعمل فى إحدى المؤسسات الحكومية، ولديهم أربعة أبناء.. المصيف بالنسبة لهم فسحة ولكنها على «قد الإيد».. فالتنقل والمأكل والمصاريف من أهم المشاكل التى تواجه عائلة أم حماصة كل مصيف.. لذلك تحاول دائما بقدر الإمكان أن توفرها لهم.. فبالاضافة إلى عملها فى البيوت لمساعدة زوجها فى تكاليف المعيشة، لكن هذا لا يمنع رغبتها فى المصيف فتضطر أم حماصة مع بداية كل صيف أن تدخل جمعية كبيرة، تطلق عليها اسم «جمعية المصيف» وهى الجمعية المقدسة التى تقوم بها قبل كل صيف، وتقوم بتسديدها باقى السنة.. حيث تشترى من خلالها مستلزمات المصيف التى تضمن شراء عباءة سوداء جديدة مليئة بالترتر المرصع محاولة منها أن تكون «فاشونيستا الشاطئ»، وشراء العوامة السوداء لأبنائها والتى تشبه إطار السيارات، فهى إحدى علامات البذخ على هذه الشواطئ.. بالإضافة إلى شراء ملاءة الشط للجلوس عليها مع عم عبده الذى يتألق بفانلته الحملات البيضاء وشورته الشرعى ذى اللون الأخضر الفسفورى.. وأبناؤه الصغار يلعبون حوله بملابسهم الداخلية فى جو أسرى مليء بالدفء العائلى.. بالإضافة إلى اصطحاب الأطعمة المفضلة لأبنائها من المحاشى والكبدة والمكرونة وسندوتشات الحلاوة بالقشطة.
فالشواطئ المجانية دائما مقصدهم، فهى فى متناول أيديهم.. فالجلوس على الرمال الساخنة ونزول المياه الدافئة منتهى السعادة بالنسبة لهم مهما تكبد ذلك من عناء الوصول لها أو وضعهم ذلك فى ضائقة مادية باقى السنة! لذلك ستظل مشكلة كل مصيف قائمة لن تنتهى، مهما اختلفت الفوارق الاجتماعية.