الإثنين 13 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«التاتـو» .. موضـة وبيزنـس 

الجرى خلف الموضة كانت دافعًا لكثير من الفتيات المراهقات والشباب لتسليم أجسادهم بمحض إرادتهم إلى أيادٍ محترفة تتفنن بتحويل أجسادهم إلى لوحات فنية تمثل آخر صيحات الموضة لرسم «تاتو»، 



وتطور الأمر ليظهر مؤخرًا موضة «تاتو» الساحل مما أعطى الوشم رواجًا فى هذا التوقيت من كل عام، ففى بداية فصل الصيف يبدأ الشباب من البنات والأولاد فى المبارزة على أشكال الوشم المختلفة، كجزء من «فورمة الساحل».

 

ولأن سباق الموضة لا ينتهى فى ظل الحاجة لاختيار كل ما هو غريب من مجتمعات مختلفة ينقلها جيل لتصبح فيما بعد جزءًا من شخصيته، صار السباق بين أجيال هذا العصر على جلب كل ماهو غريب مثل تطبيقه على أجساد فتياتنا  كحلق السرة المعروف بـ «بيلى باتن» أو «بيلى توب رينج» أو كما هو شائع «بيلى بيرسنج Belly Piercing» وثقب اللسان والشفة والأظافر وحتى الجفن والحواجب، بالنسبة للبنات، أما الشباب فيرسمون الحيوانات المختلفة وربما فضلوا كتابة جمل معينة أو رموز وشفرات لا يعرف معناها غير صاحب الشفرة.

لا توجد إحصائية محددة لأعداد المقبلين على رسم « التاتو» لهذا العام والذى يسبقه، حيث إنه لاتوجد إحصائيات محددة تكشف حجم انتشار الظاهرة، إلا أن مشاهدات غالبية المتخصصين تؤكد تضاعف أعداد المقبلين على رسم الوشم بأكثر من 10 أضعاف، وهى نسبة تستند إلى تضاعف عدد المراكز التى تقدم خدمة رسم الوشم بنفس النسبة تقريبًا، إضافة إلى بعض الهواة الذين يعملون بنفس المجال بشكل شخصى خارج المراكز المتخصصة.

يؤكد ذلك الفارق الذى يمكن أن تلمحه بين مشهد فيلم «تمر حنة» وطريقة تناول الفيلم لفكرة الوشم وهدفه، وبين ما رصده بعد 57 عامًا فيلم «الفيل الأزرق» المأخوذ من رواية الكاتب أحمد مراد، والتى كشفت عالمًا أكثر غرابة وتطرفًا وهوسًا بفكرة الوشم والهدف منه، من خلال الدور الذى قام به الفنان «خالد الصاوى» وتتابعات الأحداث المريبة التى خلقتها «تعويذة» و«وشم» رسمه على جسده.

ويرى علماء النفس أن اتباع الموضة باختيار الغريب والمميز والخارج عن المألوف يعزز  الجوانب النفسية فى شخصية الفتاة كالثقة بالنفس من خلال تقديم نفسها بصورة مختلفة ومميزة لتجذب إليها الأنظار وأحيانا يكون ذلك لتعويض نقص فى الشخصية فتكون بحاجة إلى تلبية رغبات داخلية من سماع عبارات الإطراء، كل هذا فقط من أجل أن يكون الشباب stylish wow.

وأكد الكثير من الخبراء أن الوشم يحمل مخاطر كبيرة صحية من حساسية وعدوى وانتقال للجراثيم، فمن الأمراض المعدية التى يمكن أن تنتقل عن طريق استخدام معدات غير معقمة أو حبر وشم ملوث الالتهابات السطحية الفطرية والتهاب الكبد والسل وفيروس نقص المناعة المكتسبة، فضلا عن الأمراض السرطانية الجلدية، وقد تسبب أحبار الوشم حساسية تظهر على البعض وترجع إلى مادة النيكل الموجودة فى صبغة الحبر، إضافة إلى عرَض آخر يتمثل بأنه قد يُثقب أحد الأوعية الدموية أثناء إجراء الوشم ما يؤدى إلى ظهور كدمة مؤقتة على البشرة.

وكلما زادت تكلفة الرسم كلما كانت عملية الوشم نظيفة وآمنة، وبينت إحدى الخبيرات فى «التاتو» «طلبت عدم ذكر اسمها» أن أسعار الرسوم الصغيرة كالأحرف والرموز تتراوح ما بين 1000 إلى 5 آلاف جنيه مصرى، حسب نوع الحبر ومستوى الرسم والمركز، أما بالنسبة للوشم الكبير الذى ينقش على الكتف أو الساعد أو الظهر مثلًا، فيبلغ سعره ألف جنيه للسنتيمتر الواحد المرسوم حيث تصل تكلفة بعض الرسوم لمبلغ 30 ألف جنيه وأكثر على حسب التفاصيل داخل كل رسمة.

«بهجت أرتين» محترف الرسم على الجلد وعمل التاتو، أوضح أن الرسم الاحترافى مرتفع التكلفة إلا أنه لم يرفع أسعاره منذ أن بدأ من 10 سنوات، بسبب زيادة المنافسة مع مراكز أخرى، موضحًا أن ذلك بسبب اقتصار رسم الوشم على طبقات اجتماعية واقتصادية معينة قادرة على تحمل تكلفة الرسم والإزالة إذا احتاجت للإزالة.

وأوضح أن اهتمام بعض النجوم برسم الوشم زاد من إقبال الشباب عليه، وضرب مثلا بالنجم أحمد الفيشاوى كاشفًا أنه أول من رسم للفيشاوى وأنه يرسم أيضًا لكثير من المطربين والرياضيين، موضحًا أن ما يحدد شكل الرسمة هي الرغبة الشخصية وليس اختلاف المجال.

قال إن هناك كثيراً من المهووسين بالوشم لحد الإدمان وأن أحد تلك النماذج هو صاحب كشك من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة إلا أنه يدمن الرسم لدرجة أنه أحيانًا لا ينفق على أسرته فى سبيل رسم وشم جديد.

وكشف أنه التقى خلال عمله بنماذج كثيرة فبعضهم يأتون إليه لرسم تعاويذ وطلاسم ورموز لا يفهمها لكنه يرسمها فقط على حسب رغبة العميل.